تزامن في هذا الشهر أيلول 2020 صدور بحثيين نوعيين كلً في مجاله للكاتبة نسب أديب حسين، البحث الأول الحامل لعنوان "الرامة.. رواية لم تُرو بعد 1870-1970"، هو بحث تاريخي اجتماعي وإصدار مشترك لها ولوالدها المرحوم د.أديب القاسم حسين، صدر عن البيت القديم متحف د.أديب القاسم حسين- الرامة، بالتعاون مع دار طباق للنشر والتوزيع في رام الله. أمّا البحث الثاني فهو بحث ثقافي معاصر تحت عنوان "المتاحف والصراع الفلسطيني الإسرائيلي على هوية القدس الثقافية المعاصرة" صادر عن وزارة الثقافة الفلسطينية. في كلا البحثين تظهر أهمية الذاكرة كأحد مركبات الهوية الثقافية الفلسطينية، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي على الرواية الجمعية.
الكاتبة نسب أديب حسين
"الرامة... رواية لم تُروَ بعد" هو موسوعة تاريخية اجتماعية، تقع ضمن 640 صفحة من القطع الكبير، تتناول الرواية الجمعية لقرية الرامة، على مرِّ قرن من الزمن من فترة التنظيمات العثمانية 1870 وحتّى عام 1970 بُعيد نكسة حزيران. يُقدّم الكتاب المقسّم إلى ثلاثة فصول، الرواية من عدّة جوانب، فيبحث الفصل الأول جوانب الحياة اليومية المختلفة مثل الجانب التاريخي، الإداري، الاقتصادي، الطبي، التعليمي، الثقافي، الاجتماعي.. إلخ مرفقة بالصور والوثائق.
فيما يتخصص الفصل الثاني بالأحداث السياسية المهمّة وأثرها على السكان والمكان، دامجًا بين الرواية الخاصة لصاحبي الكتاب والرواية الجمعية. فيُقدم هذا الفصل بأسلوب أدبي روائي موثّق بحثيًا، احتلال الرامة عام 1948 من قبل القوات الإسرائيلية، وأبعاد ذلك على الفترات اللاحقة من الحكم العسكري واللجوء وغيرها. تحت عنوان "نسب الرامة" يأتي الفصل الثالث، ضمن ما يقارب 300 صفحة مقدما أشجار نسب العائلات استقرت في الرامة حتّى عام 1948.
أمّا إصدار "المتاحف والصراع الفلسطيني الإسرائيلي على هوية القدس الثقافية المعاصرة" فهو بحث ثقافي يقع في 300 صفحة من القطع المتوسط، تبنت وزارة الثقافة الفلسطينية طباعته ونشره، لمّا رأت فيه من أهميّة وإبرازٍ لجوانب متعددة من هوية القدس الثقافية الفلسطينية.
يستعرض الكتاب المقسم لستة فصول، في فصوله الأولى أهمية المتاحف كجزء من المشهد الثقافي وأداة للتعبير عن الرواية الجمعية وحفظ الذاكرة، ومفاهيم الهوية والثقافة، ومركبات الهوية الثقافية الفلسطينية للقدس، ولمحة تاريخية سريعة للحياة الثقافية في القدس، والاعتداءات على الملكيات الثقافية.
أمّا الفصل الرابع والذي يشكّل الجزء الأكبر من الكتاب، فيستعرض عشرة متاحف في القدس ثلاثة متاحف فلسطينية وسبعة تحت الإدارة الإسرائيلية. بالاعتماد على أسلوب الملاحظة والبحث الميداني، تُستعرض المتاحف وروايتها ضمن خمسة معايير، بالإضافة إلى إضاءة نقدية تبيّن رأيها تجاه ما يُعرض.
لتتمّ المقارنة الكلية بين هذه المعايير، والروايات الفلسطينية والإسرائيلية في الفصل الخامس. فيما تبيّن الكاتبة في الفصل الختامي، أهميّة المتاحف كموقع سياحي وتربوي في تقديم الرواية الجمعية، وقدراتها من خلال الوسائل المختلفة على إيصال رسالتها محليًا وعالميًا، منادية بتطوير المتاحف الفلسطينية وتوسيع شريحة روادها.
اعتبرت الكاتبة الحاصلة على اللقب الأول في الصيدلة واللقب الثاني في الدراسات المقدسية وصاحبة خمسة إصدارات أدبية سابقة في الرواية والقصة القصيرة واليوميات، أنّ الأعوام الخمسة الأخيرة التي قضتها في البحث العلمي، تُوجت بإصدار هذين البحثين المميّزين عن الرامة والقدس.