نوّه برّي إلى أنّ "الجيش اللبناني سيمثل البلاد في المحادثات وان ممثلين من الولايات المتحدة والامم المتحدة سيشاركون في المباحثات"
بعد عقد من المفاوضات والمباحثات وبجهود اممية وأمريكية، أعلن رئيس مجلس النوّاب اللبناني، نبيه برّي، اليوم الخميس عن "التوّصل لاتفاق بوساطة أممية لإجراء مباحثات مع إسرائيل بشأن الحدود البحرية بين البلدين". ونوّه برّي إلى أنّ "الجيش اللبناني سيمثل البلاد في المحادثات وان ممثلين من الولايات المتحدة والامم المتحدة سيشاركون في المباحثات"، كما قال. مع العلم أنّه لم تتم الإشارة إلى تاريخ بدء المحادثات.
رئيس مجلس النوّاب اللبناني نبيه برّي
وصرّح برّي خلال مؤتمر صحافي نقلته القنوات اللبنانية بالقول إنّه:"في ما يخص مسألة الحدود البحرية، سيتم عقد اجتماعات بطريقة مستمرة في مقر الأمم المتحدة في الناقورة تحت راية المنظمة الدولية". وأوضح أنّ "الاجتماعات ستعقد برعاية فريق المنسق الخاص للأمم المتحدة لشؤون لبنان. وأضاف بري أنّه :"طُلِبَ من الولايات المتحدة من قبل الطرفين، اسرائيل ولبنان، أن تعمل كوسيط ومسهّل لترسيم الحدود البحرية وهي جاهزة لذلك".
خلال المؤتمر الصحفي: قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون وبرّي ووزيرة الدفاع اللبنانية زينة عكار ورئيس بعثة اليونيفيل - رويترز
يذكر أنّه في 2018 وقّع لبنان أول عقد له للتنقيب البحري عن الغاز والنفط في رقعتين في المتوسط مع اتحاد شركات يضم “توتال” و”إيني” و”نوفاتيك”. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية في أيار/مايو 2019 أنّها وافقت على بدء مباحثات مع لبنان برعاية الولايات المتحدة لحل النزاع الحدودي. وفي 8 أيلول/سبتمبر، أشار مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إلى “تقدّم” على صعيد بدء المباحثات، مبدياً أمله في “العودة إلى لبنان وتوقيع هذا الاتفاق في الأسابيع المقبلة”.
وعلى صعيد متّصل، رحبّت الولايات المتحدة الأمريكية بالاتفاق، معتبرة أنّه "اتفاق تاريخي بين لبنان وإسرائيل لبدء محادثات بشأن الخلافات الحدودية بينهما جرى التوصل إليه تحت رعاية الولايات المتحدة".
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان أنّ "هذا الاتفاق ثمرة جهود دبلوماسية حثيثة استمرت لنحو ثلاث سنوات". وأضاف أنّ “الاتفاق بين الجانبين حول إطار مشترك للمفاوضات البحرية سيتيح للدولتين الشروع في مباحثات من شأنها أن تفضي إلى مزيد من الاستقرار والأمن والإزدهار للبنانيين والإسرائيليين على حد سواء”.
وأشار إلى “خطوة بالغة الأهمية تخدم مصالح لبنان وإسرائيل، والمنطقة، والولايات المتحدة”، معرباً عن امله في انطلاقة “سريعة” للمباحثات حول الحدود البحرية.
كما رحبت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل”، الخميس، بإعلان اتفاق إطار لإطلاق مفاوضات بين لبنان وإسرائيل، لترسيم الحدود البحرية بين الجانبين. وقالت “يونيفيل”، في بيان، إنها “على استعداد لتقديم كل الدعم الممكن للأطراف وتسهيل الجهود لحل هذه المسألة”. وشددت على “دعمها لأي اتفاق بين البلدين بما يعزز الثقة ويحفز الأطراف على الالتزام مجددا باحترام الخط الأزرق وعملية ترسيم الحدود الأوسع”.
وانسحبت القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني عام 2000، ومن ثم وضعت الأمم المتحدة ما عرف بـ”الخط الأزرق” على الحدود بينهما، لتأكيد هذا الانسحاب، لكن هذا الخط لم يراعِ الحدود الرسمية بشكل دقيق.