تمّ بناء خيمة لتدريس أولاد القرية من قبل طلاب جامعيين ومعلمين ومعلمات
يعود الكتّاب إلى قرية تل عراد في النقب من جديد، في ظل الإغلاق وجائحة الكورونا التي أدت إلى خسارة التلاميذ لنصف سنة تعليمية، حيث تمّ بناء خيمة لتدريس أولاد القرية من قبل طلاب جامعيين ومعلمين ومعلمات.
موسى ومحمد أبو جودة في "مدرسة" القرية
ويقول محمد أبو جودة، الذي تطوع ببناء الخيمة، في حديث لمراسل "كل العرب": "نحن نعاني من عدم وجود مدارس منذ أكثر من ثمانية أشهر، وبسبب عدم وجود انترنت وحواسيب نقّالة، قمنا منذ يوم أمس الأحد بتعليمهم في غرفة صغيرة، والتي لم تكن كافية وبالتالي قمت ببناء خيمة كبيرة بعد وجود رغبة كبيرة لجميع الطلاب بالتعليم".
وتابع قائلا: "رأينا السعادة على وجوه الطلاب الذين حضروا جميعهم للتعليم، وبسبب الإقبال الشديد قمنا بتوسيع مكان التعليم تتسع لنحو 30 تلميذا وتلميذة وفقا لتوصيات وزارتي الصحة والتعليم. نريد من مجلس كسيفة ومن مجلس القيصوم التبرع بكراسي وطاولات وأدوات تعليمية ليتسنى لنا إعادة أولادنا إلى المنهاج التعليمي، حيث قام رئيس المجلس الإقليمي القيصوم، سلامة الأطرش، بتبني الفكرة ودعمها".
وختم قائلا:"نتواصل مع مجلس كسيفة المحلي حيث وعد بتوصيل شبكة انترنت متنقلة وأيضا بدعمنا بحواسيب وننتظر التبرعات ونريد من وزارة التربية والتعليم زيارتنا وايصالنا بالقصص وأدوات تعليمية وكراسات للطلاب من أجل إعادتهم إلى طبيعة التعليم التي نسوها. نحن نعلم أبناؤها مهارات حياتية وحصص لامنهجية من أجل عودتهم السلسة إلى مدارسهم حين يتم فتحها".
نرجو تعميم هذه المبادرة لكل القرى
موسى أبو جودة، طالب اللغة الإنجليزية في جامعة الخليل، والذي يتطوّع لتعليم الطلاب، قال لمراسل "كل العرب": "لا شك أننا عدنا إلى فترة الكتّاب، حيث لا انترنت ولا حواسيب وأولادنا لا يتعلمون منذ أشهر عديدة. هناك نحو خمسة معلمين وطلاب جامعيين يتطوعون في هذه الخيمة من أجل تعليم تلاميذنا. هدفنا أن نعيد تدريس المواد التي نسيها الطلاب من جديد. الطالب الذي خسر مواد كثيرة في الصف السادس على سبيل المثال، نقوم بإعداده من أجل الدخول بصورة أسهل إلى الصف السابع وعدم خسارة مواد تعليمية. نعتقد أن مثل هذه المبادرة الطيبة يجب أن تشمل كافة قرانا غير المعترف بها في النقب الحبيب".
وفي غضون ذلك، أعلن وزير الاقتصاد عمير بيرتس، المسؤول عن سلطة تطوير البدو، نشر نقاط بث مجانية في القرى العربية في النقب، ضمن "برنامج مساواة الفرص"، وذلك لتمكين الطلاب بالمشاركة في التعليم عن بعد.