مقالي وكلماتي قد تضايق البعض لكنها حقيقة واضحة كعين الشمس...وان اعتبرها البعض رأيا مغضوبا عليه...الا ان النتائج تشير الى صحة كلامي!!!!!! علميا تربويا ونفسيا!!!
أظن ان احد عوامل احباط الطلاب ارسال علاماتهم ومعدلاتهم معهم الى المراحل العمرية الاخرى والى المدارس التي ينتقلون اليها كلما وصلوا لمرحلة جديدة..مما يترتب على ذلك تصنيف الطلاب في صفوف وفق العلامات... لست ضد المسح الذي يجرى بالمدارس الاعدادية شريطة الا يرافق ذلك تصنيف عنصري وتمييز بغيض بين الطلاب فيحد ذلك من طموح الطالب وقدرته على ان يتقدم مع تقدم عمره وطموحه ومع الفكرة السلبية التي اخذها المعلم والطلاب عنه... متخطين كل مواهبهم ونجاحاتهم في مجالات عديدة قد تقود للنجاح العلمي ان هم وجدوا الدعم والتحفيز....فحذار من هذه الخطوات المقيتة التي باتت تدق ناقوس خطر في درب تطور وتقدم الطلاب وتشكل لهم عقبة نفسية.. فهناك وللأسف كثير من المدارس التي تقسم الصفوف بشكل متجانس فتكون صفوف عليا للطلاب المميزين او الناجحين ثم يوزعون الطلاب على بقية الصفوف .. وللأسف هناك من يجمع الطلاب الاقل تحصيلا او سلوكا في صف واحد..وبهذا نكون قد وصلنا لادنى مستويات الفكر الانساني والتربوي والتحصيلي ايضا!!! فاين نحن من فكرة العدوى بين الطلاب والغيرة المحمودة ومن قضية التنافس بين الطلاب..فكيف اذا كنا نجمع جميع الطلاب الناجحين في صف واحد والبقية يوزعون ونضع بعض الطلاب ذوي التحصيل المنخفض جدا في صفوف خاصة شبيهة ب"الجيتوات".. الم ندرك وقتها اننا وصمناهم وقتلنا فيهم روح التنافس مع طلاب اخرين..وزرعنا في البعض الضعيف نفسيا منهم بذرة بغض ونقمة على المجتمع قد تكبر وتمتد لتطالنا جميعا؟؟؟
حتى لا اكون قد تجنيت على اي من المربين (وانا منهم) فالهدف مما يفعلونه طبعا هو تسويقي للمدرسة وظنا منهم ان هذا يوفر بيئة جيدة للطلاب النخبة -وقد يفعل- ولكن للاسف متغاضين عما سينتج عن ذلك مع الاف الطلاب الاخرين وهم السواد الأعظم من المجتمع..وليس بأي نية سيئة لا سمح الله... ولكن للاسف في هذا الطريق الوعر يضيع كثير من الطلاب معنويا ونفسيا.. ثم علميا!!
والدليل على صحة كلامي ان كثير من الطلاب يخشون حتى الان التسجيل للجامعات بالذات لانهم فقدوا الثقة بانفسهم بسبب وجودهم في صفوف متجانسة..وبالمقابل بعض هؤلاء الذين تجرأوا وجربوا الدخول للجامعات نجحوا.. ولا ابالغ حين اقول اصبح بعضهم اطباء ومهندسين ومدرسين.. بينما كانوا طيلة حياتهم المدرسية عالقين بمعدلات منخفضة جدا ولم يدخلوا الجامعات الا يتحفيزات ودوافع اخرى فاقت العامل الاحباطي الذي واجههم في اكثر مرحلة حرجة في حياتهم.. واعرف الكثير منهم بالاسماء!!! وهذا دليل على ان قدراتهم تمكنهم من النجاح ولا يستحقون ان يوصموا بانهم اقل... وسبب نجاح هؤلاء انهم في الجامعة لم يعانوا من هذا التمييز.. فشعروا انهم سواسية مع كل الطلاب وبدأوا باثبات انفسهم من نقطة الصفر وليس من فكرة سلبية أخذت عنهم وعلامة سابقة دمغتهم بكلمة "فاشل" ووضعتهم في صف يحاكي "فشلهم".. دليل اخر يدعم ادعائي ان كثير من الطلاب الذين كانوا من هذه الفئة لم يتقدموا ولم يكن لديهم دافع او محفز لرفع تحصيلهم..فلا نجد تلك المفاجآت المبهجة بأن نجد.طالبا قد ارتفع بمعدله كثيرا...الا اذا حصل على محفزات اخرى تفوق هذا العامل المحبط فلماذا اذا نضع العقبات لطلابنا منذ بداية طريقهم.. اليس الحري بنا ان نفرشها بالورود ونمهدها للنجاحات؟؟!!! الم نتعلم من قصة توماس اديسون ومايكل جوردان واينشتاين وغيرهم؟؟ اولئك الذين وصمهم مدرسوهم وزملاؤهم بالفشلة وعديمي القيمة..لكن محفزات اخرى خارجية وداخلية جعلتهم من العظماء..وبالمقابل انحرف أو دمر أو على الأقل خسر فرصة النجاح كثير من الاشخاص المشابهين بالوضعية المختلفين في ظروف الدعم الاخرى.. بسبب وصمهم بالفشلة!!!
الم يحن الأوان لننتفض على هذه السياسة المدمرة لكثير من طلابنا...فلماذا لا نحاول ان نوصل ابناءنا الى بر الأمان باقل الخسائر؟؟
وكيف بامكان طالب عرف انه في مستوى اقل ان يتقدم؟؟ الم يخشى من وضع هذا النظام ان يزرع البغض والضغينة في نفس هؤلاء الطلاب؟...ونحن الذين ننادي بتحرّي الراحة النفسية قبل التحصيل العلمي لطلابنا..ام ان الكلام مجرد حبر على ورق...يذوب على المحكّ..وعند التنفيذ..على مقصلة اختيار الاهل للمدارس التي فيها مسارات اوائل..
ملاحظة: مع ان صفوف التربية الخاصة قد تكون مستثناة مما اوردته في قولي الا ان العلم الحديث بدأ يفكر ايضا في ان يدمج حتى هؤلاء الطلاب مع الطلاب الاكثر مقدرة كي تكون العدوى ايجابية ولاسباب نفسية اخرى...
المربية: اسراء محاميد