تشير معطيات منظّمة بطيرم إلى أنّ الأطفال في المجتمع العربي-البدوي في النقب معرضون لخطر الإصابة جرّاء الحوادث أكثر من أي فئة أخرى في المجتمع العام
انطلق في هذه الأيّام مشروع جديد وريادي أقيمت في إطاره مراكز لعب للأطفال في الطوابق السفلية للمساجد في البلدات البدويّة في الجنوب. إقامة مراكز اللعب هي جزء من نشاط موسّع يهدف إلى منع الحوادث التي يتعرّض لها الأطفال في المجتمع البدوي
تشير معطيات منظّمة بطيرم إلى أنّ الأطفال في المجتمع العربي-البدوي في النقب معرضون لخطر الإصابة جرّاء الحوادث أكثر من أي فئة أخرى في المجتمع العام، وتشير الاحصائيّات إلى أنّ احتمال أن يتعرّض طفل بدوي لحادث مميت أكبر بـ19 مرّة مقارنةً بالطفل اليهودي، و-55% من الحوادث المميتة في أوساط الأطفال البدو تنتج عن حوادث تقع في البيت أو ساحة البيت. على ضوء هذه المعطيات المقلقة، تمّ في السنوات الأخيرة تفعيل مبادرة واسعة النطاق بمشاركة شركة "خيل- كيماويات لإسرائيل"، منظّمة أجيك، مؤسّسة بطيرم لسلامة الأطفال و"متان- استثمار مجتمعي".
في إطار هذه المبادرة، تمّ في هذه الأيّام إطلاق مشروع مميّز لإقامة مراكز لعب ومراكز تعليميّة للأطفال حول موضوع الأمان ومنع الحوادث البيتيّة. وقد أقيمت المراكز في الطابق الأرضي للمساجد في البلدات البدوية بالتعاون الكامل مع أئمة المساجد. وتمّ إفتتاح المشروع في إطار أسبوع الأمان والبيئة لعمّال شركة "كيماويات اسرائيل".
وتعتمد الفكرة من وراء هذا المشروع المبتكر على بحث أجري من قبل مؤسّسة بطيرم لسلامة الأطفال بالتعاون مع وزارة الزراعة وشركة التأمين مجدال. وقد أظهر البحث أنّ هناك نقصًا خطيرًا في المساحات الآمنة للعب الأطفال في المجتمع البدوي. وقال المشاركون في البحث أنّ أحد أكثر الأماكن التي يشعرون فيها بالأمان هو المسجد، بناءًا عليه، استنتج القيّمون على البحث أنّ خلق مساحات للعب في المساجد من شأنه أن يتيح للأطفال اللعب الآمن وبالتالي منع الحوادث مثل حوادث الدهس في ساحة البيت أو السقوط عن علو والحروق وما إلى ذلك.
ويذكر أنّ غرفة الألعاب الأولى أقيمت في غرفة شاغرة في مسجد في اللقية، بالتعاون التام مع إمام المسجد والمجتمع المحلي. وتعتبر غرفة الألعاب هذه مساحة لعب آمنة للأطفال ويتم تفعيلها من قبل أبناء الشبيبة في البلدة. كما تقام في غرف الألعاب دروس وإرشادات في مواضيع الأمان ومنع الحوادث.
وعلى ضوء التجربة الناجحة تقرّر تعميم هذا النموذج في بلدات عربية-بدوية إضافية، بحيث تفتتح في المرحلة الأولى مراكز لعب في المساجد في رهط وحورة، وبعدها يتم افتتاح مراكز شبيهة في بلدات وقرى إضافيّة.
إقامة مراكز اللعب هي جزء من مبادرة مشتركة تسعى إلى تغيير صورة الوضع بخصوص الحوادث التي يتعرض لها الأطفال العرب-البدو. ويتم في كل عام توسيع نطاق المبادرة، إذ تمحور النشاط في البداية في أوساط العاملين في شركة "كيماويات إسرائيل"، وتوسّع فيما بعد ليتمحور حول زيادة الوعي والمعرفة في أوساط المجتمع البدوي في النقب.
هذا العام، في إطار يوم الأمان اللوائي وأسبوع الأمان والبيئة لعمال شركة "خيل"، تمّ إطلاق نشاط تطوعي لعمال خيل ومتطوعي منظّمة أجيك ومؤسّسة بطيرم، لبناء مراكز اللعب والقيام بمختلف النشاطات بهذا الصدد.