حافظنا على جميع التعليمات الصادرة من قبل وزارة الصحة، كما ان والداي كانا يشددان ويطلبان من الجميع عدم الإستهتار، حتى نحافظ على صحتنا، حيث اصيبا ولا نعلم مصدر الإصابة!
- الإبن غسان مصري
اجواء مؤلمة وحزينة تعيشها عائلة مصري من جديدة المكر بعد فقدان الوالد الحاج عدنان مصري (84 عامًا) الذي توفي يوم امس الإثنين بعد أقل من يوم من وفاة زوجته الحاجة حكمت (83 عامًا) بعد اصابتهما بفايروس الكورونا. ويذكر أنّ الزوجين عاشا سويًا منذ 64 عامًا، ولديهما اربعة ابناء وابنتان و28 حفيدًا وحفيدة.
العائلة تلقت خبر وفاة الوالدين كالصاعقة، حيث كانت العائلة تستعد لإستقبال الأب الذي كان من المفروض ان يتم تسريحه من المستشفى، لكن فجأة تدهورت حالته الصحية وفارق الحياة ليلحق بزوجته الحاجة حكمت بعد أقل من 24 ساعة.
صورة عائلية للمرحومين مع الأبناء والأحفاد
غسان مصري الإبن قال:" في يوم 3/10/2020 والدتي شعرت بتعب شديد، وقد قمنا بنقلها الى المركز الطبي حيان، ومن هناك نقلت الى مستشفى الكرمل في حيفا، وتبين بأنها اصيبت بالكورونا، وكانت بوضع صعب. بعد يوم والدي ايضا شعر بتعب، ونقلناه الى نفس المستشفى وايضا اظهرت نتبجة الفحص بأنه اصيب بالكورونا، وقد تم وضعه تحت العلاج بجانب سرير والدتي".
ثم قال:" والدتي طوال الوقت كانت تعتني بوالدي وتدعمه كل الدعم، وفي الأيام الأخيرة والدي كان بجانب والدتي وينتظر بان تستيقظ من غيبوبتها حتى يتحدث اليها، وعندما زرناهما في المستشفى باللباس الخاص بالكورونا، والدي كان بحالة جيدة وقال لنا "كل شئ على ما يرام، تستطيعون لمس والدتكم، وابتسموا فبعد قليل سوف نتحدث معها سوية"، ومع الأسف والدتي فارقت الحياة، وبعد يوم تلقينا مكاملة هاتفية من المستشفى بان صحة والدي اخذت تدهور بسبب التهاب وضيق في التنفس، ولم يبقى امام الطاقم الطبي سوى اقرار وفاته، مع انه كان من المقرر ان يتم تسريحه والعودة الى احضان العائلة".
وتابع غشان:"كنا نتمنى عودة والدي ووالدتي سالمين الى العائلة، وانتظرنا ضمهما الى احضاننا، لكن قضاء الله وقدره شاء غير ذلك، فدرجة الإشتياق لهما تكاد لا توصف بالكلمات".
كما قال الإبن:" نحن عائلة حافظنا على جميع التعليمات الصادرة من قبل وزارة الصحة، كما ان والداي كانا يشددان ويطلبان من الجميع عدم الإستهتار، حتى نحافظ على صحتنا، حيث اصيبا ولا نعلم مصدر الإصابة. نحن نناشد الجميع التعاون في هذه الفترة مع الجهات المختصة حتى لا تخسروا أحباءكم، فقد ممرنا بهذا الظرف ونشعر بمدى الألم الذي يلازمنا".
في نهاية حديثه قال:" والدي ووالدتي كانا شخصين مميّزين، فلم يمر يوم دون ان نلتقي بهما ونتحدث معهما...لقد تألمنا عندما اقمنا مراسيم جنازتهما دون حضور الجميع بسبب الوضع الحالي، لكن هذا هو الواقع ويجب تحمله".