يا عشّاق الحريّة، ويا أنصار العدالة، ويا محبّي الحياة، تعالوا نَحنِ رؤوسنا اجلالًا وتقديرًا لهذا الانسان الفلسطينيّ الثّابت الصّامد البطل ماهر الأخرس.
ماهر الأخرس بطل فلسطينيّ، صنع التّاريخ، ودخل التّاريخ، وكتب التّاريخ بعد أن حقّق انتصارًا بارزًا كبيرًا على السّجان وعلى الاحتلال وعلى جهاز القضاء الاسرائيليّ.
مائة يوم، وثلاثة أيّام أخرى، والفلسطينيّ ماهر الأخرس مضرب عن الطّعام وحياته يهددها الموت وأمّا الرّأي العام الاسرائيليّ فمتلفّع بجلد تمساح عجوز، وماذا يهمّ المجتمع الاسرائيليّ لو مات فلسطينيّ أسير أو فلّاح أو عامل أو طالب أو طفل أو شيخ أو امرأة أو صبيّة ألم يفخر زعيم كحول لافان، زعيم المركز، بأنّه قتل 1364 فلسطينيًّا؟ وماهر عربيّ والعربيّ الميّت هو العربيّ الجيّد. وماهر فلسطينيّ والفلسطينيّ مخرّب لا يستّحق الحياة في أحسن الحالات. وكي أكون دقيقًا أستثني مقالات قليلة ظهرت على صفحات جريدة "هآرتس" ومنها افتتاحيّة الصّحيفة الّتي دعت الى إطلاق سراحه قبل أن يموت!!
مائة يوم وثلاثة أيّام أخرى وماهر الأخرس صامد ثابت في اضرابه وموقفه على الرّغم من الجوع وضعف الجسد وملاك الموت الّذي كان يطلّ من فوق سريره في المستشفى "والرّجل لا يتراجع بل يزداد صلابة وانسانيّة ففي لقاء مع الصّحفيّ نير غونتاج (هآرتس 6/11) يقول " أنا لا أشكّل خطرًا على أحد وأرغب أن نعيش بسلام عربًا ويهودًا.لا نشهر أسلحة على بعضنا ولا نتحارب..
ماهر الأخرس على حافة الموت ويقول كلامًا انسانيًّا!!
بقي الأخرس انسانًا على الرّغم من الظّلم والجور والقهر.
مائة يوم وثلاثة أيّام أخرى وماهر يقول : هذا السّجن الاداريّ عار على جهاز القضاء الاسرائيليّ وسوف أبقى مضربًا عن الطعام حتّى أعود الى بيتي والى أولادي...
وأخيرًا.. تغلّب الأخرس على جهاز القضاء الّذي كشف مرّة أخرى عن عورته وبرهن على أنّه سوط يمينيّ استيطانيّ فعندما يتعلّق الأمر بعربيّ تغيب العدالة ويختفي القانون وتتراجع حقوق الانسان، ومحكمة العدل العليا وجهاز القضاء يتغيّر لونهما ويميع دورهما اذا كانت القضيّة تتعلّق بأحمد أو عليّ أو مصطفى فكيف اذا كان العربيّ فلسطينيًّا يناضل ضدّ الاحتلال والاستيطان في حين يكون القاضي مستوطنًا؟!!
مائة يوم وثلاثة أيّام أعادت الى السّاحة قضيّة الاعتقال الاداريّ، الّذي وصفها مناحم بيغن بالعمل النّازيّ وأعادت قضيّة أسرى الحريّة الى الواجهة.
مائة يوم وثلاثة أيّام أخرى حرّكت الشّارع الفلسطينيّ في الضّفة الغربيّة والقدس وقطاع غزّة والشّتات وإسرائيل في قضيّة الاعتقالات الاداريّة الظّالمة جدًّا.
انتصر ماهر الأخرس على السّجن والسّجّان والاحتلال والقضاء في مساء يوم الجمعة 6 تشرين الثّاني ومن المصادفة الجميلة انّ ذلك الثّرثار المهذار الأحمق ، ترامب ذا الأبراج ، رمز الظلم والقهر والاغتصاب والخراب، تبيّن وتأكدّ فشله في الانتخابات الأمريكيّة في ذلك المساء أيضًا.
نجح الأخرس ذو القضيّة العادلة، وفشل الثّرثار عدوّ شعبنا وعدّو البشريّة.
لا شكّ بأنّ الفلسطينيّ أعلى وأكبر من ترامب..
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com