الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 03:02

جرائم قتل النساء: حتى لا تكوني رقمًا.. قودي أنت التغيير/ بقلم: مرام عمران عواودة

مرام عمران عواودة
نُشر: 18/11/20 13:54,  حُتلن: 17:42

إننا نعيش في مجتمع رسّخ "قيمًا ومبادئ" - وهي بعيدة كل البعد عن القيم والمبادئ فعليًا- تمنح الرجل بشكل مباشر وغير مباشر حقًا بإلغاء وقتل المرأة!

إن خان الرجل فهي نزوة وإن خانت المرأة فهي عاهرة!
 إن قُتل الرجل ف-"الله يرحمه" وإن قُتلت المرأء ف- "أبصر شو عاملة"!

- مرام عمران عواودة

مع كلّ جريمة جديدة يُضاف رقم جديد لقائمة النساء ضحايا جرائم القتل؛ نستنكر، نتظاهر، نطالب بمحاسبة المجرم، وماذا بعد؟
ننسى وتستمر الحياة وتمرّ الأيام لتقع جريمة جديدة ونضيف رقمًا جديدًا، عذرًا، أقصد ضحية جديدة الى القائمة!

نعم، واقعنا يقول أننا نحن النساء مجرد أرقام، لا يهم من أنت، انجازاتك، نجاحاتك، أمومتك، قوتك، مسؤوليات.. كلها لا تهم، فأنت في النهاية مجرد رقم!
دمك مباح، كيانك مهدد، ولست محصّنة من بشاعة هذا الواقع!

لكن، لا!
وفاء.. حنين.. نسرين.. شادية.. نيفين وغيرهن ، هنّ نساء، أمهات، أخوات، بنات، أكاديميات، ربات منازل، عاملات، ذوات كيان وروح، لسن مجرد أرقام!
وحتى لا أكون أو تكوني أنت رقمًا، لا يكفي أن نطالب بمحاسبة القاتل أو بسنّ قوانين وتشريعات تحمي النساء أو بتحرّك جدّي من الشرطة والسلطات في هذا الشأن!

لا يدور الحديث عن رجل واحد قتل امرأة، عنّفها، أهانها، حقّرها أو عذّبها، بل في الوقع إننا نعيش في مجتمع رسّخ "قيمًا ومبادئ" - وهي بعيدة كل البعد عن القيم والمبادئ فعليًا- تمنح الرجل بشكل مباشر وغير مباشر حقًا بإلغاء وقتل المرأة!، ولا أقصد هنا القتل الفعلي فقط.. فكم من نسائنا قُتلن ويقتلن بشكل يوميّ نفسيًا وعاطفيًا واجتماعيًا؟!
لماذا؟، ببساطة لأنّ مجتمعنا، بغالبيته، يُكبّر ويُربّي أجيالا لا تُقدّر أو تحترم أمًا أو أختًا أو زوجة أو ابنة! والأنكى من هذا، أن من "يربي" هذا المجتمع هنّ النساء!!

قد يوافقني الكثيرون الرأي، بأن الكثير من القصص والحكايا في مجتمعنا تُبرَر وتفَسّر من منطلقات ذكورية، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
إن خان الرجل فهي نزوة وإن خانت المرأة فهي عاهرة!
إن سافر وسهر وعمل وعاش حياته الرجل فهو حرّ وإن فعلتها المرأة فهي ساقطة!
إن قُتل الرجل ف-"الله يرحمه" وإن قُتلت المرأء ف- "أبصر شو عاملة"!
والغريب أن من يطلق هذه "الأحكام" هنّ النساء قبل الرجال!! 
هذه الأمثلة وغيرها الكثير الكثير ليست إلا نتيجة موروث وعادات وتقاليد وتربية تبدأ منذ نعومة أظافر كل فرد في مجتمعنا - إلا من رحم ربي- في البيت والمدرسة والشارع، وتستمر معه على مدار سنوات طويلة، ومن بينهم من يصبحون "رجالًا"، فإما أن تبقى نزعته الذكورية "تحت السيطرة"، ومنهم من يتحوّل الى ذكر متوحّش، ظالم، عنيف وربما قاتل!

رسالتي لكل أمرأة وأم، أحدِثي أنت التغيير وقوديه، علّمي أبناءك، الإناث والذكور أنّهم انسان، أنهم متساوون في الواجبات والحقوق، علّميهم أن المرأة هي كيان وروح وحياة، أنها نصف المجتمع وأنها من يربي نصفه الآخر.
أخيرًا  قدّري واحترمي وأعزي وأحبّي نفسك في المقام الأول، لأنك تستحقين! 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

 

مقالات متعلقة

.