يا أمي!
كل الأشياء من حَولي تَجعلني أفكر
أركضُ ألعبُ أقفزُ فأنا أفكر
أضع يَدي فوق رأسي
أجلس بقرب الكنبة المَتروكة
في المَمر الصغير أفكر !
في الصَّباح أفتح عينايَّ
أرى الضوء من الشُّباك ينبعثُ
سَقسقةُ العصافيرِ عبرَ نافذتي تُطرب أُذُنيَّ
تَجعلني أفكر..
ابْتسامتك الحانية تَبعد روحَ الغضب مني..
بها أفكر ..
المعلمةُ لصراخِها في روضَتي أخاف ..أفكر
معلمة اللغات تُكوِرُني بالفاظها!
أخفي رأسي قي السَّرير لحينٍ
دُموعي وجنتيَّ تَتبلل
تعانقُ آثار قبلاتِك المُودعةِ في الصّباح
أصحو لسَعادتي مِنها
أرفع رأسي افكرُ
في الظَّهيرةِ ..جدتي لظهرِها المُنحني
غرفتها ...أثاثُها البسيطُ المعتّق
يَجعلني أجلس جانبًا.. أفكر
صورةُ العروسين !
الخِصامُ يناوشُ الفرحَ!
صالون الجيران
المملوء بالأثاثِ بلا تَرتيب بلا تَنسيقٍ
يَشدُّ انْتباهي أفكر..
حذاؤك الطبي بجانبه أجلس وأفكر
لماذا العصافير حول بيتنا تَطير
فوق الشَّجر تَحط تُعَشش
لماذا في الشَّوارع يَتجمهرون ويسيرون
من فوقهم مناشيرٌ تَسقط تَتبعثر !
وأنا ألعبُ بها أمزقها أجْمعها وافكر!
الكورونا ..التّباعد ..والحبس في المَنزل
اتعلم الدَّروس عبرَ الحاسوب
لا يُشغلني سوى صَوت المُعلم
ومواد أتبعثرُ في خاناتِها
أُضِل الطَّريقَ في التَّعليمات
أنزوي للرَّسم ولهاتفك المُتنقل ..أفكرُ
لسعادتي لم يعاقبني مديرٌ أو مُعلم
لكنني ..لا أخبرك يا أمي ... بما أفكر
أقفز أبتسم وأبقى أفكر
الطَّوق والإغلاق
أُسرعُ لافتحَ الباب أفحصُ
هل من جنودٍ خلف الباب بالجوار ...!
تناديني أمي ...
الكورونا تَحطُ بالأحياء ..
وأَعود لأطرقَ الباب وأفكر .
ولصوتِ أُمي ومرآها أبتسمُ أفكرُ وأدندنُ ..
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com