عادة إحياء المناسبات السعيدة على أنواعها المختلفة هي بالواقع عادة حسنة ومحببة ويطرب بها أصحابها والقائمون عليها ومن يشاركهم في تلك المناسبة بحيث يحضرها المرح ,الفرح و المزاح ما بين أحبة وأصدقاء طال زمن لقاءهم مع بعض لكي يفرحوا ويحتفلوا بغواليهم , وأحبائهم , بناتهم و احفادهم وطبعا كافة أبناء الاسرة والحاشية بكاملها . فأنا هنا لا اقصد فئة او شريحة معينه من أوساط شعباً وبتعدد مساراتها وعاداتها الاجتماعية واهازيجها او غيرها من أنماط الفرح فبمثل هذه الاجواء المفرحة وبشاشة التلاقي والبسمة وضحكة حب المشاركة والسرور ففي هذه الاجواء الرطبة العزيزة على قلوب اصحاب المناسبة تزيد الى حد كبير اللحمة وتوطد عرى اواصر الصداقة , والمحبة , العلاقات الاخوية والاجتماعية اكثر فأكثر ما بين الناس المشاركون في المناسبة المفترضة على انواعها كما ذكرت وهي كثيرة ونحن اليوم في هذه الايام نمر في موسم الافراح , رغم علة الكورونا (الملعونة كفانا شرها) فأنني اعتقد بأن مناسبة الاعراس والخطب وغيرها من اشكال الفرح فهي عادة إكتسبناها منذ زمن بعيد أباً عن جِد , هكذا ستبقى الى ما شاء الله مترسخة ومتجذرة في عروقنا وعقولنا ولم يتم الاستغناء عنها في ظل التكاثر والتناسل الطبيعي ما بين بني البشر او الانسان.
فما اود ان اذكره في المقالة هذه ان في المدة القريبة من الان عادت الى ديرحنا كوكبة جديدة من الطلاب والطالبات اللذين حالفهم حظ الفوز والنجاح في امتحاناتهم كل في مجاله 20 طالبة في مجال الصيدلة و10 طلاب في مجال الطب ما شاء الله والى المزيد.
فلهؤلاء الطلبة الذي نجحوا في امتحاناتهم هنيئاً لهم ومني كل التحية والاكبار وألف مبروك , وإلى المزيد والمزيد من هذه الزهرات من شبابنا وشاباتنا ومن سيلحق بهم على هذا الدرب الطويل .
وانني اقول لكم بكل عزة وفخر : أنتم الثروة , انتم المكسب والرصيد الاساسي لهذا الشعب فإن هذا النجاح ليس مكسبا لأهاليكم وذويكم وبلدكم بل هو لكل محب لأبناء وطنه وشعبه والذين يسعون الى تطور ونهضة شبابنا في مسار العلم وذلك من اجل انقاذ وتخليص مجتمعنا بقدر ما يمكن مما نحن به من نقص وعطب اجتماعي لا نحسد عليه. وان لهذا الفوج من الطلاب الذين تخرجوا نكن لهم كل الاحترام , والتقدير والمحبة ومن سيأتي بعدهم من الافواج القامة ان شاء الله وعلى نفس نهج التعلم باختصاصات مختلفة ومتعددة الالوان والاشكال من الطب , الهندسة , الصيدلة , المحاماة , الاقتصاد, البيطرة , الفن والموسيقى الى اخر دروب العلم وهي كثيرة و واسعه جدا بحيث لا حدود لها , ان هذا العدد الكبير من النجاحات والتحصيل لأبنائنا وبناتنا استطيع ان اسميها " ثورة ناجحة من اجل العلم والمعرفة" وهي رافعة اجتماعية وثقافية لا بأس بها . إن هذا امر يفرح القلوب ويعزز الثقة بالنفس والمستقبل الساطع .
ومن هنا اعتقد ان كان على المجلس المحلي ادارة ومعارضة دعوة هؤلاء الاخوة المتخرجون وذويهم ومن يراه المجلس المحلي من واجب حضور هذا الاجتماع الاحتفالي لهؤلاء الطلاب وذلك احتفائا واحتفالا وتكريما لهم ولذويهم بالنجاح وتقديم لهم اقل ما يمكن باقة ورد وتهنأتهم بعودتهم الى ارض الوطن سالمون .
انا اقصد واتطلع الى الامام من وراء عقد مثل هذا اللقاء الاحتفالي التكريمي لهؤلاء الابناء ولربما يكون هذا اللقاء والاحتفال عاملا محفزا اكثر ومشجعا لبقية الشباب والشابات واللحاق لمن سبقوهم على هذا الطريق لأنه ليس لنا طريقا سواه , وخاصه ونحن بحاجه للمزيد والمزيد لإكتساب مثل هذه الثروة البشرية الثمينة , وهكذا أود ان الفت نظر الحويق او الاقرب من الاصدقاء لهؤلاء الطلاب اللذين تخرجوا اولا انه ليس صحيحا ولا هو مقبولا وليس حضاريا ايضا ان نلاقي ابنائنا العائدون من هذا المشوار التعليمي الطويل او اللقاء بهم استقبالا بالمفرقعات النارية الخطرة وقد تعود علينا بالويل والثبور وقد حدث مثل هذا بأكثر من مكان في قرانا العربيه .
فلماذا نحن نعلم ولم نتعلم من اخطاء الماضي؟ وهل احتفالاتنا وافراحنا لا تتم إلا بالمفرقعات؟
وقد حدث هذا فيما مضى واحدث الاصابات الخطيرة ومنها قطع الاصابع واصابات اكثر خطورة والجميع يعلم مما يمكن ان تسببه هذه المفرقعات, فهل نتعلم من اخطاء الماضي ونضع حدا لهذه الفوضى التي تسود قرانا ؟
امل ذلك...
عوض حمود _ دير حنا