على ما يبدو أنّ هذه السلالة أحدث ضجة أكبر لأنّ انتشارها كان أوسع وأسرع، لكن من غير المؤكد أنها فعلًا "مُقلقة" أكثر
ضجّ العالم منذ أيام عدّة بطفرة أو سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد، والتي تمّ تشخيصها لأول مرة في بريطانيا، وأشار علما أنّه "معدية" أكثر من الفيروس الذي عرفناه حتى الآن، ثم عدنا وسمعنا عن طفرة أخرى ظهرت في جنوب أفريقيا، لتتوالى التساؤلات والتكهنات والتخوفات أيضًا..
ما هي طفرة كورونا الجديدة التي تمّ اكتشافها في بريطانيا؟ كيف تشكّلت؟ وهل هناك طفرات وسلالات أخرى من الفيروس المستجد التي يجب علينا ان نعرفها أكثر؟ ما مدى خطورة هذه الطفرات؟ وهل اللقاحات تتأثر بهذه الطفرات؟
معلومات أوفى وتفاصيل أكثر حول الموضوع نقدّمها لكم من خلال هذا التقرير!
* ما هو مصدر الطفرة الجديدة أو ما يسمى بالفيروس المتحوّر؟
وفقًا للنظرية المتعارف عليها، يكمن مصدر الطفرة الجديدة في مريض يعاني من نقص المناعة أي أنّ جهاز المناعة لديه لا يعمل بشكل صحيح. وتشير التقديرات إلى أنّه أصيب بفيروس كورونا ولأن جهاز المناعة الضعيف لديه غير قادر على محاربة الفيروس وطرده من جسمه، أدى ذلك إلى تطور طفرات جديدة بمعدل مرتفع لدى المريض. بحيث تشكّل الفيروس المتحوّر وانتقل منه الى أشخاص أخرين.
مريض يعاني من نقص المناعة كان السبب في سلالة كورونا الجديدة!
* هل تعتبر هذه الطفرة من الفيروس أخطر من غيرها؟
وفقا لما هو معلوم للأطباء والباحثين في العالم وبموجب التقديرات إنّ هذه الطفرة من فيروس كورونا ليست أخطر من غيرها. صحيح أنّ هذه الطفرة تعتبر أسرع انتشارًا من غيرها لكن التقديرات تشير إلى أنّها لا تسبب ضررًا صحيًا أكبر أو أشد من الطفرات الأخرى.
إضافة لذلك ووفقًا للنماذج (موديلات) التي طورها علماء الأوبئة البريطانيون الذين تابعوا انتشار الفيروس المتحوّر، فإن معدل انتشاره يتناسب مع نموذج/نظرية يكون فيه المصابون بالفيروس أكثر عدوى (ينقلون الفيروس بشكل أكبر/أسرع)، لكنه لا يتناسب مع نموذج/ نظرية أنه يمكن للفيروس المتحور أن يصيب أشخاصًا أصيبوا سابقا بكورونا وتعافوا منه، وكذلك لا يتناسب مع نظرية أنّه الفيروس المتحور أكثر انتشارا في أوساط الأطفال.
* لماذا تحدث الطفرات في الفيروس؟
من حيث المبدأ، فإنّ كل انقسام/تضاعف خلويّ للفيروس يكون مصحوبًا بأخطاء وأي خطأ من هذا القبيل يمكن أن يتحول إلى طفرة، ومعظم هذه الطفرات ستُضعف نشاط الفيروس وتختفي. في المقابل، هنالك جزء آخر لن يؤثر على بيولوجيا الفيروس على الإطلاق وجزء صغير جدًا يمكن أن يحدث تغييرًا مفيدًا له. من المهم فقط أن نتذكر أن الفيروس يُراكم الطفرات بشكل مستمر وأن معظمها ليس له أي تأثير على الإطلاق.
* كم نوعّا من SARS-CoV-2 تمّ اكتشافها حتى الآن؟
يعتمد هذا الأمر كثيرًا على ما يتمّ تحديده كـ"فيروس متحوّر" أو سلالة جديدة، ولكن حتى الآن تم اكتشاف العشرات من السلالات من فيروس كورونا، معظمها به طفرات أقل وانتشار أقل في السكان.
* لماذا أحدثت طفرة كورونا "البريطانية" كل هذه الضجة وهي هي مُقلقة أكثر؟ بماذا تختلف عن غيرها؟
على ما يبدو أنّ هذه السلالة أحدث ضجة أكبر لأنّ انتشارها كان أوسع وأسرع، لكن من غير المؤكد أنها فعلًا "مُقلقة" أكثر. الخوف يمكن في أن معدل انتشار العدوى السريع، بحيث لن يكون من السهل خفضه أو وقفه بالوسائل والآليات التي اعتدنا عليها واستخدمت حتى الآن، إلا أنّ وصول اللقاحات وتوسيع دائرة حملات التطعيم قد تشكّل حلًا لهذه المشكلة، بحسب العلماء والأطباء.
* ما هو مدى تأثّر سلالة كورونا الجديدة باللقاحات؟ هل هي فعّالة؟
هنالك بعض التخوفات من ان اللقاحات الموجود حاليا قد تكون أقل فعالية ضد فيروس كورونا المتحوّر إلا أنّ شركات اللقاحات (فايزر) و(موديرنا) نفتا كل هذه التخوفات وأكدتا أن اللقاحات مناسبة حتى للطفرة الجديدة، وحتى لو لم تكن كذلك من الممكن ادخال بعض التعديلات البسيطة لا أكثر. وبحسب تقديرات العلماء والخبراء إنّ سلالة كورونا الجديدة لن تؤثر سلبًا على فاعلية اللقاحات.