مواطنون من قرية دريجات في النقب، أكدوا أنّ الشرطة هي التي أطلقت النار على الشاب صائب عوض الله حسين سالم أبو حماد (21) وأردته قتيلا
تطورات دراماتيكية يتم الكشف عنها لأول مرة: خلال الشجار المؤسف لم يتم استعمال السلاح بين أبناء العمومة من عائلة أبو حماد في قرية الدريجات، وكان الاستعمال الوحيد للسلاح هو من قبل عناصر الشرطة فقط.
وقالت مصادر عليمة في حديث لمراسل "كل العرب" إنّه خلال الشجار "تم استعمال مفرقعات"، وهو ما أدى إلى نشر أنباء في البداية عن "تبادل لإطلاق النار".
وتابعت المصادر الخاصة لمراسلنا أنّ "نتيجة تشريح جثمان المرحوم صائب عوض الله أبو حماد في معهد الطب الشرعي في أبو كبير – ستؤدي إلى اتخاذ قرار من المسؤول عن مقتل الشاب، فإذا كانت الوفاة ناتجة عن عيار ناري، فالشرطة هي المسؤولة عن إطلاق النار عليه"، ولكنها تدعي أنه "شكّل خطرا وقت الشجار".
ويفيد مراسل "كل العرب" أنّ كاميرات الجسم المثبّتة على سترات رجال الشرطة من محطة البلدات-عياروت الذين وصلوا إلى المكان، هي التي ستكشف النقاب عما حدث في القرية مساء الجمعة الماضي.
بالإضافة إلى ذلك سيتم انتظار شهادات أبناء العائلة، وكذلك شهادات رجال الشرطة الذين كانوا في الحدث، بغية كشف النقاب عما حصل مساء الجمعة.
المرحوم صائب عوض الله أبو حماد
شهود عيان: الشرطة هي التي أطلقت النار
وكان مواطنون من قرية دريجات في النقب، أكدوا أنّ الشرطة هي التي أطلقت النار على الشاب صائب عوض الله حسين سالم أبو حماد (21) وأردته قتيلا. وأشار عدد من شهود العيان أن الشرطة استعملت السلاح مباشرة باتجاه المرحوم، وأنها قامت بذلك بعد أن قام بقيادة سيارته بسرعة باتجاه الجمهور "ما شكل خطرا عليهم"، وفق الادعاء.وكان مصدر في الشرطة قال أمس لمراسل "كل العرب" إن عناصر الشرطة أطلقت عيارات نارية في الهواء، وإنه إذا كان هناك أي ادعاء للعائلة في ظروف مقتل الشاب المرحوم، عليها التوجه لقسم التحقيق مع رجال الشرطة (ماحاش) لتقديم شكوى رسمية.
وكان شجار عنيف وقع الليلة الماضية في قرية دريجات القريبة من بلدة كسيفة في النقب، على خلفية خلاف على مرور شارع فرعي في القرية.في غضون ذلك، طالبت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، بالتحقيق في جريمة قتل الشاب المرحوم صائب أبو حماد، الذي حسب شهود عيان، فإنه تعرّض لإطلاق نار من عناصر الشرطة، خلال شجار وقع في القرية، واستخدمت فيها الأسلحة النارية. وفي بيان لها وصل "كل العرب"، دعت المتابعة إلى التحقيق فيما أفاده شهود في الميدان، بأن الشرطة أعاقت وصول سيارة الإسعاف للوصول إلى المكان وتقديم العلاج للشاب المصاب.
من جانبه، قال مصدر في الإسعاف لمراسل "كل العرب"، إنّ الشرطة لا تسمح للطواقم الطبية بالدخول إلى مناطق يتم فيها إطلاق نار، خوفا على المسعفين من إمكانية اصابتهم بأذى. وأشار المصدر: "هذا معروف أن الشرطة هي التي تفحص المكان قبل وصول الطواقم الطبية، وبعدها تعطينا إذنا بالدخول وذلك لكي لا تتعرض حياتنا لأي خطر".
رد الشرطة:
وجاء في رد شرطة اسرائيل ما يلي:"تم استدعاء الشرطة اول امس لفرض النظام في اعقاب شجار عنيف في بلدة دريجات بمشاركة عدد كبير من المشتبهين.
خلال نشاط الشرطة في المكان للتفريق بين المتشاجرين باستخدام وسائل لتفريق الحشد، ظهرت مركبة بشكل مفاجئ تسير بسرعة نحو افراد الشرطة والمتشاجرين وتوقفت فقط بعد اصطدامها بالحائط.
قام عدد من الحشد الغاضب بالوصول الى السائق الذي خرج من المركبة وحاول افراد الشرطة الذين كانوا في المكان إنقاذه ومنع الحشد من الاعتداء عليه بالمقابل قام الحشد بالاعتداء على افراد الشرطة بالركلات والقاء الحجارة واطلاق الألعاب النارية نحوهم ولاحقاً القي القبض على مشتبه بالاعتداء على افراد الشرطة. بفضل نشاط الشرطة في المكان تم استعادة الهدوء الى المكان ومنع المزيد من الاصابات بالأرواح. هذا ونُقل سائق المركبة لتلقي العلاج الطبي وللاسف الشديد أُعلن لاحقًا عن وفاته. شرعت الشرطة بالتحقيق في ملابسات الجريمة. ستواصل الشرطة التحقيق في الجريمة بشكل موضوعي وستتخذ جميع الاجراءات اللازمة لتقديم المشتبهين إلى العدالة"، كما ورد من الشرطة.
الشرطة: الضحية لم يتوف نتيجة إطلاق النار بل الضرب
ولاحقا، قال ضابط كبير في شرطة النقب إن "نتائج فحص تشريح جثمان المرحوم في معهد الطب العدلي أبو كبير لم تُظهر علامات اطلاق نار، ما ينفي كل التهم الموجهة للشرطة".
وتابع المصدر أنه وفقا للتحقيقات فانه "بعد تلقي بلاغ حول شجار عنيف بمشاركة العشرات وسط إلقاء حجارة ومفرقعات نارية، ومع وصول قوات الشرطة لتفريق الضالعين بالشجار، فقد اقتحمت المنطقة مركبة فقد خلالها السائق السيطرة واصطدم بجدار، وحينما حاول الهروب لاحقه عدد كبير من الأشخاص الذين اعتدوا عليه بوحشية وسط استخدام وسائل عديدة من بينها حجارة، وعلى الفور قام أفراد الشرطة في المكان بتخليصه وهو ضحية الشجار من بين يدي المعتدين وسط إطلاق العيارات النارية في الهواء وأعلن لاحقا عن وفاته متأثرا بإصابته".
وتابع المصدر أن قوات كبيرة من الشرطة تتواجد في القرية للحفاظ على الأمن والنظام، حيث رافقت اليوم احدى العائلتين من بيوتها، بالتعاون مع وجهاء من النقب، وحطوا في مضارب إحدى العشائر القريبة، وذلك من أجل تهدئة الأوضاعوفقا للعادات البدوية.
منتدى السلطات المحلية العربية في النقب: "نحمّل الشرطة مسؤولية قتل الشاب"
وكان منتدى السلطات المحلية العربية في النقب قد قال في بيان له: "ندين عملية القتل التي حدثت في قرية الدريجات، وندعو كافة الأطراف لضبط النفس والتحلي بروح المسؤولية، كما نحمّل الشرطة المسؤولية عما حدث حيث وحسب شهود عيان أن الشرطة أطلقت النار على المرحوم دون سبب وجيه كما أنها أعاقت وصول سيارة الاسعاف للمصاب".
وتابع المنتدى: "ينظر المنتدى بخطورة لما قامت به الشرطة ويدعو المنتدى إلى الاسراع في التحقيقات لكشف الحقائق ولحقن الدم، ونؤكد وقوفنا وتضامننا التام مع أهلنا في قرية دريجات في هذا المصاب الجلل ونشاطرهم الأسى والحزن ونقف بجانبهم وندعوهم لتحكيم العقل ولغة الحوار".