ناصرة "هبة أكتوبر" ترد على نتنياهو / الإعلامي أحمد حازم

احمد حازم
نُشر: 01/01 11:06,  حُتلن: 13:55

 يوجد مسلسل تلفزيوني اسمه "الهيبة..الرد" يتحدث عن منع زعيم مجموعة من تنفيذ أهدافه التخريبية في بلدة إسمها الهيبة، وعما فعله أهل هذه البلدة لإبعاد الزعيم ومجموعته عنها. وما قام به أهالي الناصرة إزاء زيارة نتنياهو لهذه المدينة المشهورة بتاريخها الوطني، يندرج تحت مسمى "الناصرة ..الرد". لقد رد أهل ناصرة "هبة أكتوبر" على زعيم حزب الليكود بصوت عال: "إرحل..إرحل". وكان هذا الرد الصحيح على نتنياهو .
(الناصرة...الرد). قالت أن نتنياهو غير مرحب به شعبياً في هذه المدينة. والمظاهرة التي جرت امام مركز التطعيم للكورونا في حي ديانا النصراوي، احتجاجا على زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للناصرة وبلديتها، هي تعبير واضح من أهالي الناصرة على أن الزائر غير مرغوب به في مدينتهم. وخرج الناس ليقولوا لا وألف لا لزيارة نتنياهو.
المتظاهرون قالوا لنتنياهو " برا.. برا" ورفعوا شعارات تندد بالزيارة مثل: "لا يمكن استقبال مجرم ومحرض ضد العرب في الناصرة عاصمة الجماهير العربية". محتجون من كل الأطياف الحزبية شاركوا في مظاهرة الإحتجاج، التي ضمت أعضاء كنيست من القائمة المشتركة باستثناء منصور عباس ونوابه، وكأن الأمر لا يعنيهم. والسؤال المطروح: لماذا تغيب منصور عباس ونوابه عن المشاركة في المظاهرة؟ سؤال ملح بحاجة إلى جواب.
ومن المفروض أن يتساءل نتنياهو عن سبب هذا الرفض له في كل منطقة عربية يزورها. وكان من الأفضل الحفاظ على ماء وجهه وعدم الحضور للناصرة، لكي لا يتلقى هذه الإهانة من الشعب. ألم يتعلم نتنياهو من زيارته لأم الفحم؟ قد يكون استقبال رئيس بلديتها د.سمير محاميد له في إطار "الرسميات" أي مجرد استقبال رئيس حكومة بحكم المنصب. لكن نتنياهو من المؤكد شعر بعدم الترحيب به شعبياً، ورغم ذلك زار الناصرة ولاقى نفس الترحيب المهين.
لكن نقطة واحدة لا بد من التطرق إليها إذا اعتمدنا لغة المنطق. الناصرة شئنا أم أبينا هي جزء مهم من مناطق الدولة الإسرائيلية التي يرأس حكومتها نتنياهو. ورئيس الحكومة في أي دولة يحق له زيارة أي منطقة يريدها. واستناداً إلى الأعراف والمباديء الرسمية في كل العالم، فإن رئيس البلدية يتوجب عليه استقبال رئيس الحكومة. هذا من الناحية البروتوكولية. لكن هل من حق علي سلام كرئيس بلدية الناصرة الوطنية أن ينشر دعاية انتخابية لنتنياهو؟
وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت فيديو يقول فيه علي سلام "مع بيبي". وأبو ماهر أعلن بعدها بكل وضوح خلال استقباله لنتنياهو في بلدية الناصرة أنه يدعم نتنياهو في حملته الإنتخابية. قالها أبو ماهر أمام الصحفيين، الذين لم يتاح لهم المجال لطرح أي سؤال. واضح أن علي سلام عبر عن موقفه تجاه نتنياهو (ومش سائل عن حدا). قد يقول قائل هذا موقف أبو ماهر الشخصي وهو حر في رأيه، لذي يندرج تحت مسمى حرية الرأي. هذا الكلام صحيح لكن ليس في حالة علي سلام كونه رجل جمهور من المفترض أن يحترم رأي الجمهور النصراوي الذي انتخبه لرئاسة البلدية . المجنمع النصراوي بشكل عام ضد نتنياهو وسياسته لأنه يحرض ضد العرب وتاريخه مليء بالعنصرية. قد ينظر البعض إلى موقف علي سلام الداعم لنتنياهو، بأنه خطيئة كبيرة لا تغتفر من رئيس بلدية أكبر مدينة عربية، لكن هناك من يضع هذا الموقف لعلي سلام في مرتبة "الخيانة" صحيح أن "غلطة الشاطر بألف غلطة" لكن كيف السبيل إلى تصليح هذه الغلطة إذا كانت في نظر علي سلام خطأً، والواجب يتطلب من أبي ماهر الإسراع في معالجة تداعيات موقفه من جميع النواحي.
نقطة مهمة أخرى يجب أن يأخذها علي سلام بعين الإعتبار، وهي أن تصريحاته الداعمة لنتنياهو ستساعد "المشتركة" في كسب أصوات أكثر في حملتها الإنتخابية، ولا سيما في الناصرة نكاية بالليكود وزعيمه نتنياهو. رغم استياء الجماهير من الإنقسامات داخل المشتركة. هذا الأمر وارد جداً ليس مستبعداً.
صحيح الناصرة فيها تعددية حزبية، ومعروفة تاريخياً بوطنيتها، فهي ناصرة "يوم الأرض". وليس يوم نتنياهو. قد يكون علي سلام وبحكم منصبه مجبراً على استقبال نتنياهو بصورة رسمية في مكتبه داخل البلدية، ليتباحث معه في أمور معينة، كون نتنياهو هو المسؤول المباشر عن الناصرة، لكنه ليس مجبراً أن يقدم له خدمة إنتخابية، إلا إذا كانت هذه الخدمة تحت شعار "حكلي بحكلك".

  المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة