لا يخفى على العديد منا دور السلطة الفلسطينيه منذ اقامة المشتركه، ولا شك في رؤية العديد الطابع المرجو من هذه القائمه حسب التصور السلطوي لها ، فالسلطه الفلسطينيه تعتمد مشتركه ذات طابع (تقدمي ) واخشى ان يكون الانقسام الفلسطيني يلقي بظلاله على تركيبة القائمه المشتركه ، حيث نلمس مضاضة تقبل الحركه الاسلاميه ، وكلنا يعرف ان الانقسام الفلسطيني فلسطيني بين حماس والسلطه ،ياخذ دورا في تبعياته على الساحه ككل ، وايضا على الحلبه السياسيه في الداخل .
ومن المؤكد ان السلطه الفلسطينيه لا تصنف الحركه الاسلاميه مع الحركات (التقدميه) وهذا بدوره يزيد من الضغط على المركبات الاخرى، نحو محاولة اقصائها او التقليل من دورها الفعال على الحلبه السياسيه ورسم خريطه للعمل السياسي في الداخل .
اما على الصعيد الداخلي للاحزاب المركبه للمشتركه ظهر جليا في تكاتف ثلاثة قوائم امام مقترح الحركه الاسلاميه في حلبة السياسه الاسرائيليه، عبر وضع نهج جديد ، وهو عدم الفهم ضمنا لتواجد المشتركه في (جيب ) المعارضه او الائتلاف الحكومي . ومطالبة الحركه باعتماد نهج العمل وفق تواجد القائمه كقائمه مؤثره في تحقيق ونيل الانجازات للجماهير العربيه، وتحصيل مستحقاتهم كوقف حملة هدم البيوت وتعديل قانون كمنيتس وتوسيع مسطحات والمصادقه على الخرائط الهيكليه في المدن والقرى العربيه ، ومكافحة العنف والاجرام في المجتمع العربي ، ورصد ميزانيات ، ورفع مستوى التربيه والتعليم ، ودمج قضايا التعيينات في الوظائف الحكوميه للاكادميين العرب ، ورفع مخصصات الرفاه الاجتماعي للمجتمع العربي ، والعديد من القضايا .
وعلى صعيد الحلبه السياسيه لمحنا التراشقات والمناكفات التي وصلت لمستوى التخوين والنعت بالانبطاحيه والعماله والعديد من الصور الغير مرغوبه لمجتمعنا العربي بين مركبات (ارادة شعب ) مما عمل بشكل مباشر على توسيع فوهة التفرقه والشرذمه في الشارع العربي ، واخذ بالمشتركه الى جدال وسجال يترقبه البعض كمسلك نحو تفككها. وانها تسير نحو سلخ الحركه الاسلاميه ودفعها نحو الخروج منها.
ان ما تطلبه الحركه الاسلاميه امر مهم جدا في ظل الحاجه لإتقان السياسه المرجوه في هذه الحقبه المصيريه ، في ظل التعامل مع السياسه من منظور (فن الممكن ) ولا ارى ان اجتماع قوائم المشتركه كرباعيه والخوض في نقاش بناء نحو اعتماد سياسة عدم (ركن ) القائمه ، كمفهوم ضمني في ساحة المعارضه ، هو امر ضروري ومطلوب ، من اجل التأثير في سياسات الحكومه المقبله. ورأينا ذلك سابقا عام 1992 حين كانت التوصيه مع يتسحاق رابين صاحب مقولة (تكسير الارجل والايادي ) .
واليوم في ظل الاوضاع البائسه للمجتمع العربي ومطلبه لتحصيل مستحقاته بات امرا ضروريا ، لوضع بنود وخطوط عريضه واضحه لوجهة القائمه المشتركه وموقفها من وضعية التاثير والضغط في الحلبه السياسيه .وتغيير نهجها التقليدي في التعامل مع السياسه الداخليه للحكومه القادمه .واخذ دورها كغيرها من القوائم التي تعمل على نيل وزارات وترأس لجان في الكنيست.
مجتمعنا العربي مر منذ العام 2015 بالعديد من التجارب في ظل المشتركه وانتقل نقله نوعيه ايجابيه نحو دحر الاحزاب الغير عربيه من مدننا وقرانا ودعم القائمه المشتركه . فلا تزجوا به ثانية للعوده الى ما كان عليه قبل تأسيس القائمه. وتقع عليكم مسؤولية عدم الخوض في السياسات الخارجيه الموكله من اطراف لا يهمها معاناة جماهيرنا وكل همها ان تكون في جدول التأثير لمصالحها.
كما ويجب العمل على عدم اغلاق مجال انضمام مستقلين للقائمه المشتركه كي لا يتم تصوير المشتركه (حكر ) على مركباتها خاصة في تغييب وعدم ادراج باب الانتساب من قبل القوائم المركبه للمشتركه على مدى خمس سنوات مضت منذ قيامها.
ان فتح باب الانتساب للمشتركه بحد ذاته باب في غاية الاهميه ،واقفلته المشتركه مما اظهرها وأكد (حكرها ) للقائمه.
كلنا امل ان تخرج القائمه مما هي فيه من تشرذم وتوحد صفوفها نحو انطلاقة جديده لخوض انتخابات تضع ثقل الجماهير العربيه على الحلبه السياسيه .
والله ولي التوفيق.

* ابراهيم بدوية - عضو بلدية الرملة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com