قبل أسبوع تم الصلح بين عائلتين في كابول بعد مقتل شاب من كل عائلة نتيجة شجار عائلي , ولعبت لجنة الصلح القطرية بمكوناتها بالاشتراك مع رئيس لجنة المتابعة وأعضاء الكنيست العرب دورا بارزا ومميزا في اصلاح ذات البين في كابول وأيضا في كل بلداتنا التي حدثت بها مشاكل , فتأثيرهم كبير على مجريات الامور , ولهم تأثير واضح بحل الازمات المستعصية في المجتمع ولولا جهودهم المباركة لبقي الصراع مستمرا بين العائلات يثيروه المفتنون كلما خمد , ولا تستطيع الشرطة والمحاكم ان تقوم بهذا الدور المهم بتعزيز قيم التسامح والعفو ، وبذل الجهود الجبارة من اجل وأد الخلافات وانهائها أو تقليصها , وهم يعملون ليلا ونهارا لنصرة الحق , ودوافعهم الغيره على أبناء مجتمعهم , فهم يضحوا بوقتهم وجهدهم ومالهم وصحتهم من اجل اصلاح وحل المشاكل بين الافراد والجماعات والعائلات قبل وبعد وقوعها واستفحالها
فهم يعالجون الأمراض الاجتماعية وقطع دابر النزاع وإنهاء العداوة والبغضاء وجلب المودة والتآلف بين قلوب المتخاصمين , فلولاهم لنزف دم كثر في مجتمعنا فلهم كل التقدير والاحترام
ان رفع ألخصومه إلى القضاء والمحاكم الاسرائيلية يعتبر في مجتمعنا من أسباب ألقطيعه بين الجيران والأقارب ,وان " الشكاوى تجلب العداوة " تمشيا مع قول أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الذي قال:" ردوا الخصوم حتى يصطلحوا فأن فصل القضاء يحدث بين القوم الضغائن
"
والمثل العربي يقول : " الشكاوى عداوة " ومن الجدير بالذكر ان المحاكم الاسرائيلة تأخذ بعين الاعتبار قرارات الصلح التي تجري بالمجتمع العربي
لجنة الصلح القطرية تعتبر صمام الأمان في مجتمعنا , وهي التي توقف الشجارات بين الحمائل بأخذ عطوة بين الطرفين المتخاصمين , حيث يصلون مباشرة بعد حصول حالات القتل أو الشجارات العنيفة بين العائلات في قرانا لتقديم " العلاج " الأولي ,وفرض الحلول ووضع ضوابط لحفظ الامن والأمان بين المتخاصمين مثل العطوة كما ذكرت أو هدنه لحصر الخلاف والتحكم به قبل إن يتوسع ويكبر , ويسعوا لنزع فتيل الاقتتال , وسد الطريق أمام المفتنين , وهدفهم بعد ذلك إنهاء الخصومات بعد حدوث الجرائم برضى وقناعة كافة الأطراف المعنية بالقضية خلال وقت قصير , وذلك لحقن الدماء من اجل استمرار السلم الأهلي في مجتمعنا , ورأب الصدع وإرجاع الوضع على ما كان عليه سابقا قبل الخصام وتعزيز روح الأمن وبث روح الو حده في المجتمع من اجل الحفاظ على النسيج والتكافل الاجتماعي والحفاظ على الترابط الأسري , وبذل الجهود الكبيرة من اجل أن يكون مجتمعا بحاله أفضل , ويسوده الأمن والأمان والاستقرار والتسامح ,
ولأهمية لجنة الصلح القطرية في حل المشاكل ومنع سفك الدماء وتقليص العنف في مجتمعنا , باعتقادي يتوجب على كل سلطه محلية اقامة لجنة صلح واصلاح وانتقاء من اجل ذلك اشخاص ذات مصداقية ومعرفة ومكانة اجتماعية لهذه اللجنة وفق ضوابط الأعراف والعادات والتقاليد الاجتماعية ؛ هدفها التدخل السريع للتدخل في كل خلاف قبل ان يكبر ويتوسع والوصول إلى حلول تتناسب مع روح العصر وذلك لتقليص العنف وإصلاح ذات البين