هذا أوان المبادرات الاجتماعية للحماية الأحداث المفصلية هي ولاّدة للمبادرات نحو تنظيم المجتمع:
1) انسحاب الصحفيين والصحفيات العرب من مجموعات الشرطة الاعلامية، هو خطوة رمزية احتجاجية، لكنها مبشّرة بأفق جديد من السلوك. فهي تحمل صوتا يقول بدمغ الشرطة بالجريمة وبأنها تتهم هذا الجهاز النظامي تجاه اليهود والقمعي تجاه العرب.
2) تلتقي هذه المبادرة مع بعض المبادرات الصغيرة حاليا لكنها الضرورية ومن شأنها ان تؤدي الى تطوير سلوكنا السياسي، على اسس تنظيم قطاعات مهنية نقابيا ووطنيا. فالعاملين والعاملات في مجال الصحافة هم الاكثر تنظيما حاليا، وكذلك اطباء الاسنان العرب، يضاف الى ذلك مبادرة عدد من الزملاء مؤخرا لحملة تبرعات واسناد للفنان محمد بكري في اعقاب الغرامة الانتقامية التي فرضتها عليه المحكمة الاسرائيلية في محاكمة فيلم "جنين جنين"، وهي مبادرة فيما لو نجحت ممكن ان تشكل اساسا لصندوق وطني لدعم واسناد ابناء وبنات شعبنا ضحايا الملاحقات السياسية بسبب انتاجهم الفني.
3) المبادرة التي صرّح بها الممرض محمد ابو صالح لايصال صوت الممرضين والممرضات، وتنظيمهم في هيئة، هي من التحركات الواعدة وفيها دعوة لقيام كل قطاعات شعبنا بدورها، وكل شريحة وفقا للقيمة الاضافية التي بمقدارها تعزيز النضال الشعبي حتى اجتثاث الجريمة بوصفها الأخطر على مجتمعنا في المرحلة الراهنة.
4) كما من اللافت المبادرة الحالية لمحامي ام الفحم للدفاع عن المعتقلين في المظاهرات والمواجهات ضمن مكافحة الجريمة، وهي تجربة تعود بشكل مكثف الى انتفاضة الاقصى في الداخل وانتظام المحامين في الدفاع عن المعتقلينن وهي ايضا تقليد نضالي قديم رافق مسيرة النضال الوطني في الداخل على امتداد سبعة عقود.
قامت عدالة ومنذ تأسيسها اواسط التسعينيات بدور هام وجوهري في هذا المضمار، وباتت وبجدارة عنوانا مرجعيا. إلا أنّ التحديات المقبلة او التي نحن في خضمها والتي تتميز بطابعها الجماهيري الواسع من ناحية وبشراسة أجهزة الدولة من الناحية الاخرى، تتطلب إضافة الى قدرات عدالة، توفير طاقات مهنية اوسع بكثير. هنالك حاجة الى تنظيم موازٍ لـ"هيئة الدفاع العام" وليس بديلا عنها ويكون مفتوحا امام المحامين والمحاميات المتضامنين، ليقوم بتوفير تمثيل حقوقي بشكل طاريء، عند الحاجة، ومجاني امام المحاكم وادارة ملفات الاعتقالات الواسعة للمعتقلين والمعتقلات، وادارة هذه الملفات في حال تقديم لوائح اتهام. وباعتقادي ان هذا ايضا لا يتعارض مع أن يكون المعنيون والمعنيات بهذا الاطار في نقابة المحامين. إنّ مثل هذا الاطار هو أيضا بحاجة الى تكافل مجتمعي واقامة صندوق شعبي في هذا الصدد، ويقيني ان الناس جاهزة ومستعدة للعطاء وهذا ما تعبر عنه اوساط جدية معنية بالقيام ولو بخطوة في حملة لحماية المجتمع.
5) حركة الناس: ومهما قلنا في التنظيم المجتمعي، لا شيء يضاهي حركة الناس وقوة الشعب التي شاهدنا منها في طمرة العزة وجنازة الشهيد أحمد حجازي. ففي طمرة قال الشعب كلمته وهي القول الفصل.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com