كتب احمد حازم وهو صحفي متمرس وقدير مقالا بعنوان : "اللي يجرب المجرب عقلو مخرب " وانا هنا لست بصدد التعليق على ما جاء بالمقال ومناقشته وإنما لاستعير عنوان المقال الذي يصلح لوصف حالة نوابنا في الكنيست وتمثيلنا في الإجمال في البرلمان الإسرائيلي منذ نشوء الدوله وحتى يومنا هذا.
فاليوم نجد الكثير الكثير من المتابكين خوفا من تفكك القائمة المشتركة لأنها حسب رأيهم تمثل رمزا وتجسيدا للوحده الوطنيه ومنعا للتشرذم ودورها في الدفاع عن مصالح الجمهور العربي وكونها سدا منيعا في وجه الهجمه المسعورة لليمين الفاشي في إسرائيل، ونحن هنا لن ندخل في نقاش بيزنطي حول إنجازات القائمة المشتركة من عدمه وهل حققت إنجازات تذكر خلال وجودها للجمهور العربي الذي علق عليها آمال كبيره فالكل يعرف الحقيقه وقد كتب الكثير في هذا المجال ولكننا سوف نتطرق إلى امر في غاية الأهمية وهو :هل إن القائمة المشتركة بممثليها استطاعت أن تشكل قياده حقيقية للمجتمع العربي وتوظيف الزخم الجماهيري بحبه للوحده وتطلعه إلى قياده حقيقية يركن إليها في الأزمات والمشاكل الكثيره التي تعصف في المجتمع العربي.
وهنا نقرر بكل تواضع إن القائمة المشتركة بمركباتها الاربعه فشلت حتى النخاع في تحقيق هذا الهدف وبقت مجموعة من الكتل المتناحره المتصارعه على أمور كثيرة لا تمت للمصلحه العامه أو تصب في مصلحة الناخب كونها صراعات على الكراسي والتأثير بل أبعد من ذلك فكل قائمة من هذه المركبات كانت تعمل منفرده بعيده عن الإجماع بما يلائم مصالحها الخاصه ضاربه بعرض الحائط مفهوم الوحده والشراكة ناهيك عن كونها نوادي مغلقه لا يجوز الاقتراب منها أو حتى الإجتهاد والتفكير خارج نطاق هذه الدائرة المغلقه. هذا الوضع الغريب أدى إلى الإحباط واليأس عند الناخب العربي الذي شعر بالخيبه والمراره وهو يرى ما آلت إليه الأمور من ابتعاد حلم الوحده والرقي إلى قياده جماهيريه حقيقيه تأخذ بزمام الأمور من التوجيه، الإرشاد وضبط الأمور مما سبب في إحداث فراغ في الشارع العربي وانعدام القياده حيث ظهر هذا جليا في المظاهرات الشعبيه التي كانت تخرج عفويا كما كانت السبب المباشر بظهور بعض القوائم العربيه الجديده على الساحه السياسية أضف إلى فتح المجال للأحزاب الصهيونيه لاقتناص الأصوات العربيه بترشيح بعض الشخصيات في هذه الأحزاب حيث يقدر الخبراء ما مجموعه 4 الى5 مقائد ستذهب أما إلى هذه الأحزاب أو بسبب الامتناع عن التصويت فلم يعد الناخب العربي يهمه تفكك القائمة المشتركة من عدمه أو عدد المقاعد التي ستحصل عليها حيث أن الكثير سيمتنعون عن التصويت ولسان حالهم يردد المثل الشعبي:"الي يجرب المجرب عقلو مخرب .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com