* قنابل الغاز وقنابل الصوت والرصاص المطاطي انهالت على المتظاهرين من كل حدب وصوب
في إطار برنامج فعالياتها لمقاومة الجدار والاستيطان، نظمت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة نابلس، فعالية كفاحية خاصة في منطقة شمال غرب نابلس، حاولت من خلالها التقدم بخطوة للأمام على طريق المقاومة الشعبية، حيث توجه مئات المتظاهرين من قرى برقة وبزاريا وسيلة الظهر وسبسطية وبيت امرين ( وهي القرى المحاذية لمستوطنتي حومش وشافي شومرون والمتضررة من نشاطات المستوطنين فيها ) وسار المتظاهرون عبر الشارع الرئيسي نابلس جنين لمسافة تتجاوز الثلاث كيلومترات، يرافقهم عدد من المتضامنين الدوليين من حركة ( ISM )، وعبر المتظاهرون المدخل الرئيسي للمستوطنة رغم كثافة وجود جنود واليات جيش الاحتلال وشرطته- الذين كانوا يرابطون على جوانب الطرق وعلى أهبة الاستعداد لقمع التظاهرة- وقد حمل المتظاهرون اللافتات التي كتبت عليها شعارات تندد بالاستيطان، وتحذر من عودة المستوطنين من جديد إلى مستوطنة حومش
(اخلاء حومش- صورة من الارشيف)
كما وهتف المتظاهرون هتافات وطنية ضد الاحتلال والاستيطان، وتمجيدا للمزارع الفلسطيني الصامد على أرضه، ولحركة المقاومة الشعبية كطريق للخلاص من الاحتلال
وعلى مسافة 200 متر داخل المستوطنة-- وضع الجيش سدا حجريا ليرسم من خلاله حدا لتقدم المتظاهرين
لكن المتظاهرين اقتحموا السد الحجري لمسافة عدة أمتار، وهناك انهالت قنابل الغاز وقنابل الصوت والرصاص المطاطي على المتظاهرين من كل حدب وصوب
حيث أصيب 5 من المتظاهرين إصابات متوسطة وطفيفة عرف منهم رائد زعرور عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب - من بلدة سيلة الظهر- الذي أصيب بحروق شديدة في ساقه جراء إصابته بشكل مباشر بقنبلة صوت، وقد ساهمت العديد من الطواقم الطبية من الإغاثة الطبية ولجان العمل الصحي في إسعاف المصابين- وبعدها أعاد المتظاهرون تنظيم أنفسهم، وساروا من جديد لاقتحام المستوطنة، لكن قوات الجيش منعتهم من التقدم أكثر، فقررت قيادة الفعالية إقامة اعتصام على الأرض والاستمرار برفع الشعارات، وقد استمرت الفعالية لمدة ساعتين، تم خلالها إلقاء كلمات من قبل خالد منصور- منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة نابلس- وكذلك كلمة من قبل سامي دغلس- احد أعضاء قيادة اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، وكلمة غسان دغلس- مسئول ملف الاستيطان في مكتب محافظة نابلس
أشادت الكلمات بالمشاركة الجماهيرية وبوجود المتضامنين الدوليين وأكدت على مواصلة الكفاح الشعبي ضد الاستيطان ودعت الجماهير إلى مزيد من الوحدة والتنظيم لخوض معركة الاستيطان
وقد تحدث خالد منصور-- منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة نابلس- مسئول العمل الجماهيري في الإغاثة الزراعية-- عن أسباب اختيار موقع حومش لإقامة الفعالية، فقال: إن ذلك يعود لكون جيش الاحتلال يمارس خطة خطيرة تسمح بإعادة إسكان المستوطنين في هذه المستوطنة-- التي جرى إخلاؤها منذ ثلاث سنوات-- حيث عادت العديد من اسر المستوطنين إلى المستوطنة، وأقامت خيما ثابتة ( بمثابة منازل ) وتقوم جماعات المستوطنين منذ شهور بالاعتداء على ممتلكات المواطنين، وتدمير مشاريعهم الزراعية- بقلع أشجار الزيتون واللوزيات وردم آبار المياه وتدمير الطرق الزراعية- وأضاف منصور- انه في الوقت الذي يمنع المزارعون الفلسطينيون من الوصول إلى ممتلكاتهم داخل أراضي المستوطنة، يقوم الجيش بالسماح للمستوطنين بالدخول إلى هناك وممارسة شتى أعمال العربدة
وأوضح منصور أن اللجنة الشعبية أرادت أن ترسل من خلال هذه الفعالية عدة رسائل: أولها للمستوطنين ولدولة الاحتلال- بان شعبنا لن يسمح لكابوس حومش بان يعود من جديد، وان الكفاح الشعبي سيتعاظم وينتظم، وسيكون بالمرصاد دوما لكل الاعتداءات
أما الرسالة الثانية: فهي إلى القيادة الفلسطينية- الرسمية في المقام الأول- وللقوى السياسية وللمؤسسات الأهلية- بضرورة تكاتف الجهود وحشدها في هذه المعركة المقدسة ضد الاستيطان، وان الكفاح الشعبي سيتعزز أكثر حينما تقدم الجهات- التي لديها إمكانيات- برامج ومشاريع تنموية تعيد فلاحة الأرض واستصلاحها، وتساعد المزارعين على الصمود أكثر بوجه مخططات المستوطنين
أما الرسالة الثالثة: فهي إلى جماهير الشعب وسكان المنطقة المتضررة من اعتداءات المستوطنين- تفيد هذه الرسالة أن جماهير الشعب الفلسطيني كلها تدعم خط المقاومة الشعبية وتقف إلى جانب المزارعين الفلسطينيين في مقاومتهم للاستيطان ولاعتداءات قطعان المستوطنين
هذا وقال كل من محمد شنابله وضرار أبو عمر -- عضوا اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة نابلس-- أن اللجنة الشعبية ستواصل تنظيم الفعاليات في بؤرة حومش وفي كل نقاط الاحتكاك مع المستوطنين وجيش الاحتلال
ووجها دعوة إلى المشاركين بالفعالية والجماهير الفلسطينية بشكل عام إلى المشاركة بفعالية في المهرجان الوطني المركزي الذي تقيمه الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان يوم السبت 15/11/2008 الساعة الحادية عشر صباحا على ارض بلدة عصيرة لتؤكد الجماهير من خلاله أنها اختارت طريق المقاومة الشعبية الجماهيرية لمقارعة الاحتلال والتصدي لمخططاته وإفشالها