لم يعد من المستطاع اليوم فهم الأمور بوضوح كما هو ليوم واقعنا السياسي الإسرائيلي فقد تعقدت فيه الامور ويصعب تفسير الكثير من المشاكل السياسية التي تقع فيها هذه الدولة فالغطرسة والهيمنة وتبادل التهم بين طرفي الحزبين الكبيرين منذ اتفاقهم التي باتت حبرا على ورق وهي ليس الا لعبة سياسية ضاع فيها حزب ازرق ابيض ووقع في أحضان حزب الليكود.
هناك في العلاقات الدبلوماسية، معادلة بسيطة، تاريخك انت وتعاملي معك في بناء العلاقات الدبلوماسية سيكون العامل الأساسي في تقييم إمكانية التعاون مع بعضنا، كما هو الحال تماماً في التعامل اليومي، ولو اقتُرح عليك أن تتعاون مع شخص ما ومعروف عنه سلوكيات مخادعة في التعامل، فبلا شك سيؤثر ذلك على قرارك للتعاون معه. ولكن بالرغم من هذا يذهب الكثيرين الى التعامل مع هذا الشخص ضاربين عرض الحائط بسلوكياته وماضيه وفقط يريدون امتلاك القوة لأنفسهم إذا صح التعبير والمصلحة الذاتية باعتقاد منهم ان هذه الطريقة تضمن في تحصيل مطالبهم بحجة مصلحة الدولة والمصلحة القومية تتطلب ذلك من هنا تبدأ طريق الابتزاز السياسي.
وطريقة التعامل منذ بداية العهد الحالي للانتخابات وما بعدها وبروز تحالف الحزبين الكبيرين، بات واضحاً أن الابتزاز السياسي هو السمة الأبرز في السياسة الهذأ التحالف. تم ابتزاز العديد من القرارات بدعم من أعضاء حزب الليكود ثم ابتزاز الخط السياسي، ولأهداف مختلفة. الرسالة بسيطة: إما أن تفعل ما يتطلبه امن الدولة في ظل الكثير من المشاكل وفي خضم مشكلة جائحة الكورونا التي استغلها الكثير من السياسيون ليبقو الامور على ما هي او يسيروها كيفما شاؤا بالرغم من معارضة قوى اليسار , مع ان هذا التيار كان ضعيفا امام شدة اليمين وأهدافه. ان عقوبة حزب ابيض أزرق لتضامنه مع نتنياهو كانت واضحة بانحدار شعبيته الى اقل من النصف.
استطاع زعيم الليكود تغيير الخارطة السياسية في إسرائيل وشرذمة صفوف الأحزاب وتشتيتها في عدة محاور ولم يكن من المتصور ان تطال هذه اللعبة السياسية القائمة المشتركة، المشهد عجيب في زمن غريب . لا يرى هؤلاء مدى غرقهم في مستنقع السياسة الإسرائيليّة. لا يرون إلى أي مدى باتوا حجارةً هشّةً في تتراشقٍ بين الاحزاب التي لا ترى ولن ترى وليس لها أي مصلحة لتطوير المجتمع العربي وغير ابهة بجرائم العنف همها الوحيد جرف الأصوات وإبقاء المجتمع العربي في الحضيض. ودمج النواب العرب قي هذه الاحزاب ليس من اجل المصلحة الوطنية بل الهدف تشتيت الصوت العربي وتفتيت الوحدة.
سنبقى قادرين على التمييز بأننا أمام مهزلةٍ مدهشة تضيع فيها أيُّ بوصلةٍ على منحدر الاندماج في المواطنة والمؤسسات فالوحدة الوطنية واجب قومي يا أيها البشر. إنّ حقيقة القائمة المشتركة انها تمكنت من توحيد كل الفئات العربية تحت قائمة واحدة وهو انجاز تاريخي لا يمكن تشتيته يجب على قيادتنا ان تسعى نحو الاندماج وتثبيت الوحدة فالانسحاب
من هذه الوحدة يجعلنا فريسة بين انياب الذئاب الجائعة..
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com