الاولاد جننوني! - عبارة يرددها الاهل كثيرا في هذه الايام
فقد تغيرت سلوكيات الاولاد وكثر شجارهم وارتفعت اصواتهم وازدادت مخاوفهم واحتد بكائهم.. بينما ضاق خلق الاهل وتقلصت مساحة تحملهم وطفح كيلهم. لم يأخذ اي طرف في هذه الدولة على مسؤوليته دعم الاهل لا سيما الامهات في هذه الظروف. تصرفوا معنا كأننا في ظروف حرب. ولم يقدموا المعونة او الاستشارة النفسية في البيوت. حرب اضحت فيها البيوت جبهة قتال. لم يلتفت احد لاحتياجات العائلة النفسية في هذه الظروف الطارئة الطويلة التي استنفذت طاقات الاهل، لاسيما أولائك الذين بقوا في البيوت مرابطين مع اولادهم. بينما خرج الكثيرون للعمل في وظائف حيوية او مصالح سمح باستمرارها.. اكثر المتضررين نفسيا في هذا الاغلاق هن الامهات اللواتي لازمنا اولادهن في المنازل.. لا عجب ان يتعرض الاطفال الى التعنيف بكل اشكاله.. الوضع مقلق جدا .. اصبحت الامهات رهينة هذه الجائحة اللعينة.. يبقى السؤال ما هو الحل؟ فعودة الطلاب للمدارس تنذر بانتشار العدوى بينا بقاءهم في البيوت ينذر بانهيار اجتماعي ونفسي ووقوع الاطفال ضحايا هذه الازمات النفسية للاهل العاجزين عن التعامل مع سلوكيات اولادهم المستجدة.
في حل فوري انصح الاهل باستجماع ما تبقى لديهم من طاقة والخروج لحيز عام مفتوح من طبيعة واماكن واسعة والسماح للاولاد باللعب بشتى انواع اللعب الحركي في الهواء الطلق. واذا استطعتم مشاركتهم بانفسكم هذه النشاطات بتشجيعكم ومشاهدتكم لهم بل حتى أخذ دور فاعل معهم، فهذا سيعطيهم كميات وافرة من الدعم النفسي والعاطفي هم بامس الحاجة له لترميم صورتكم بعيونهم.
اتمنى العافية النفسية والصحية لكل فرد في مجتمعنا
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com