دعا بروفيسور بشارة بشارات، رئيس جمعية تطوير صحة المجتمع العربي وعضو المنتدى المدني لتطوير الصحة في الجليل، المرشحين للانتخابات المحلية القادمة الى وضع موضوع صحة المجتمع العربي على أجندتهم. تأتي هذه الخطوة في ظل تجاهل الحكومة المستمر على مدار سنوات لإقرار الخطة الشاملة لتحسين الأوضاع الصحية في المجتمع العربي وتقليص الفجوات في الصحة والخدمات الصحية والتقاعس في اقرارها على يد الحكومة من خلال قرار حكومي. كما وحث بشارات وسائل الاعلام الى تسليط الضوء على هذا الموضوع .
بروفيسور بشارة بشارات
تطرح هذه الخطة تغييرات جدية من حيث الاستثمار في البنى التحتية والقوى العاملة في الجهاز الصحي بما يتلاءم مع حاجات ومصلحة المجتمع العربي: تقوية طب العائلة، دمج مهنيين ومهنيات من المجتمع العربي في الجهاز الصحي، المجالس الصحية ومكاتب الوزارة الرئيسية وأجهزة الإدارة الصحية، إقامة مراكز لخدمات الصحة النفسية، إقامة مراكز للتأهيل في المجتمع، إقامة مراكز متعددة الأهداف بالتنسيق مع السلطات المحلية، تطوير البحوث العلمية في المجالات الصحية، وتعزيز عمل السلطات المحلية وتدخلها في مجال الصحة.
إضافة لذلك، تطرح الخطة حلولاً في خمسة مجالات صحية مركزية في المجتمع العربي: مرض السكري والسمنة، الصحة النفسية، التدخين والأمراض الرئوية، الطفولة والجيل المبكر، وصحة المرأة. كما تشمل الخطة خطوات لتحسين الظروف المعيشية في البلدات العربية والاستثمار في التربية والتعليم، مناهضة العنصرية، التمييز والتهميش.
كما وأشار أعضاء المنتدى المدني لتطوير الصحة في الجليل وناشطين في جمعية الجليل الى أن تعزيز وتحسين الصحة في المجتمع العربي هما حاجة ملحة حيث تبرز الفجوات في العديد من المقاييس الصحية مقارنة بالمجتمع الإسرائيلي عامة فمثلاً العمر المتوقع للمواطن العربي منخفض (77.5 مقابل 81.4 لدى الرجال و- 82 مقابل 85 لدى النساء) كما ترتفع نسبة وفيات الأطفال (5.1 مقابل 2.3). أما نسبة الأمراض المزمنة وعلى رأسها مرض السكري فهي مرتفعة حيث تشير المعطيات الى أن حوالي 30% من العرب أبناء 21 سنة وما فوق يعانون من مرض مزمن واحد على الأقل (المسح الصحي، جمعية الجليل، 2016). وفيما يتعلق بالسلوكيات الصحية فتظهر المعطيات أن نسبة المدخنين الرجال العرب مرتفعة بشكل كبير مقارنة باليهود (39% مقابل 21.6%)(تقرير وزارة الصحة حول التدخين، 20178). من جهة أخرى، يعاني المجتمع العربي من نقص كبير في الخدمات الطبية (المستشفيات، غرف الطوارئ، مراكز التشخيص المبكر والعلاج, مراكز خدمات الصحة النفسية وغيرها) وفي البنى التحتية المعززة للصحة كالمساحات الخضراء، الملاعب، مسارات المشي، الحدائق العامة وغيرها.
كما وأشار بشارات الى أن تحسين الأوضاع الصحية في المجتمع العربي هي ليست حاجة هذا المجتمع فحسب، بل هي حاجة كل المجتمع الإسرائيلي حيث أن هنالك نقص كبير في الخدمات والبنى التحتية بشكل عام وعليه فإن سد الحاجات الملحة للمجتمع العربي من شأنه أن يخفف من حدة هذا النقص في اسرائيل عامة داعيا الى تسليط الضوء وإدراج الخطة الشاملة لتحسين الأوضاع الصحية في المجتمع العربي كجزء رئيسي في الحملات الانتخابية الشخصية والحزبية..كذلك اشتراط المصادقة الحكومية على هذه الخطة شرطاً في أي مفاوضات سياسية قادمة.
يذكر ان المنتدى المدني لتطوير الصحة في الجليل، مكون من مهنيين وخبراء من مختلف المجالات والمؤسسات الصحية والاجتماعية، أقيم عام 2014 بمبادرة خريجي برنامج قيادات للتغيير الصحي في الشمال، وكل من جمعية الجليل، جمعية حقوق المواطن، منظمة شتيل، "الكا" معهد القيادة والحكم في الجوينت، ويعمل المنتدى على تطوير الخدمات والمستوى الصحي في الشمال من خلال التغيير الاجتماعي وتغيير السياسات".