الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 16:02

عقدة نسبة عبور الحسم.. أحزاب انسحبت وأخرى لن تعبر

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 20/02/21 10:57,  حُتلن: 16:48

انتخابات الكنيست التي ستجري في الثالث والعشرين من الشهر المقبل وللمرة الرابعة خلال سنتين تقريباً، تتميز هذه المرة بحالتين على الصعيد العربي واليهودي. الحالة العربية هي الانقسام الذي حصل في "القائمة المشتركة" الرباعية التكوين منذ العام 2015 والذي أدى إلى قائمتين، وهما المشتركة الثلاثية (الجبهة،العربية للتغيير والتجمع) والقائمة العربية الموحدة (الإسلامية الجنوبية ومازن غنايم). إضافة إلى ولادة حزب عربي وهو حزب "معاً لعهد جديد" برئاسة محمد دراوشة، الذي دخل سباق التنافس للحصول على مقاعد في الكنيست. ولا شك أن تفكك القائمة المشتركة ستكون له عواقب وخيمة على صعيد نتائج الانتخابات.
على الصعيد اليهودي فإن الحالة الجديدة في هذه الانتخابات هي الانشقاق الذي حصل في حزب الليكود والذي قاده جدعون ساعر، الذي أسس حزب "أمل جديد" إضافة إلى نشوء أحزاب صهيونية جديدة.
بين فترة وأخرى تخرج علينا معاهد استطلاعات الرأي بمعلومات تحمل نتائج لا تبشر بالتفاؤل عربياً ويهودياً. هذه الاستطلاعات تقول ان بعض الأحزاب لا حظوظ لديها في عبور نسبة الحسم وهي 3.25% من أصوات المقترعين، ولذلك أعلن كل من رئيس حزب (الإسرائيليين) الجديد ورئيس بلدية تل أبيب، رون خولدائي، انسحابه من المنافسات. وقد شاركه في هذه الخطوة رئيس حزب (تنوفا)، عضو الكنيست عوفر شيلح، الذي أعلن عن انسحابه بعد فشل مفاوضاته مع حزب العمل برئاسة ميخائيلي، وقيل أنه لن يتجاوز نسبة الحسم كما قالت نتائج آخر استطلاع للرأي. وكان شيلح قد انشق مؤخرا عن حزب (يش عتيد) برئاسة يائير لبيد)، وشكل حزبا مستقلا، لكنه قرر عدم البقاء في السباق الانتخابي.

عربياً، وعلى ذمة الاستطلاعات، فإن المشتركة الثلاثية ستحصل على تسعة مقاعد، واستطلاعات أخرى نقول انها ستفوز بـ 7 مقعدا، بينما ستحصل القائمة الموحدة التي يرأسها منصور عباس على أربعة مقاعد، واستطلاعات أخرى تقول انها لن تعبر نسبة الحسم. ولم تذكر الاستطلاعات أي شيء عن حزب معا.

وبالرغم من أن رون خولدائي كثيراً ما صرح بأنه المنافس القوي لنتنياهو وحزب الليكود، وأنه " لا يستطيع الوقوف جانباً فيما يرأس الحكومة الإسرائيلية متهم بقضايا جنائية”، إلا أنه انسحب من المنافسات على الكنيست، لكنه سيظل يعمل وهو خارج الكنيست من أجل تغيير الحكومة، حسب قوله. خولدائي يحمّل نتنياهو المسؤولية في “جرنا إلى الانتخابات العامة أربع مرات باهظة الثمن وغير ضرورية في أقل من عامين،بهدف تمكينه من الهروب من العدالة”. صحيح أن خولدائي انسحب من المنافسة، لكنه، قال أنه قرر العمل على تغيير الواقع وتجييش قوى سياسية لتغيير الحكومة خارج إطار الكنيست. وذلك انطلاقا من خبرته في المجال العام." حسب تصريحات له.

محللون سياسيون يرون أن نتنياهو لديه تخوف كبير من تشكيل تحالف بين الأحزاب اليمينية والوسطية المعارضة لإسقاطه. وعلى سبيل المثال من المتوقع وحسب استطلاعات الرأي أن يحصل حزب "يوجد مستقبل" الوسطي برئاسة يائير لابيد على 17 مقعدا، وحزب "العمل" الوسطي برئاسة ميراف ميخائيلي متوقع له الحصول على 7 مقاعد، و"إسرائيل بيتنا" اليميني برئاسة أفيغدور ليبرمان على 5 مقاعد، و"أزرق أبيض"الوسطي برئاسة وزير الدفاع بيني جانتس 4 مقاعد، إضافة إلى حزب "ميرتس اليساري الذي يتوقع أن يحصل على 4 مقاعد. وإذا اتفقت هذه الأحزاب مع حزب "أمل جديد" برئاسة ساعر، وحصلت على دعم عربي فإنه سيكون بإمكان هذه الأحزاب منع نتنياهو من تشكيل الحكومة.

صحيح أن هذه الأحزاب متفقة على إبعاد نتنياهو عن تشكيل الحكومة، لكنا تعاني من خلافات سياسية فيما بينها. وإذا لم تستطع ذه الأحزاب تسةية الخلافات بينها، فإننتناهو بالتأكيد سبستغل كل فجوة بين هذه الأحزاب لصالحه، وسيكون ذلك صاحب الحظ الأكبر في البقاء على رأس الحكومة.
ولا بد من توجيه رسالة (نصيحة) للقائمتين المتنافستين: إذا كان الخلاف السياسي قد أدى بكما إلى الانفصال عن بعضكما البعض، وذهبتما كل في اتجاه الأمر الذي خيب آمال الناخب العربي، فعلى الأقل كونا على قدر المسؤولية واتفقا على خوض الانتخابات بأسلوب حضاري، وعلى الأقل بتوقيع اتفاقية فائض أصوات، احتراماً لكما بين الجماهير ومن أجل استعادة ثقة الناخب العربي بكما، لأنه لا يزال متأثراً من ضربة الانقسام. فهل من مجيب؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة

.