ما بعد العنف السياسي| بقلم: عمر مصالحة

عمر مصالحة
نُشر: 01/01 11:58,  حُتلن: 15:39

 
 

يعرِف علماء الاجتماع العنف اللفظي بأنه استعمال عبارات مخلة بالآداب والأخلاق، وتشير معظم الدراسات إلى أن ظاهرة العنف اللفظي ترجع لأسباب اجتماعية وسياسية وحضارية وثقافية تتباين من مجتمع إلى مجتمع آخر. يكون العنف اللفظي أو العنف النفسي، من خلال استخدام تعبيرات مهينة وعبارات جارحة، وتعليقات هدامة تجاه شخص معين، بالاضافة الى التهديد والترهييب. لا يعتبر العنف ظاهرة جديدة وليدة اليوم أو الأمس القريب، وإنما ظاهرة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ حتى تصل إلى بدء وجود الإنسان على سطح الأرض، وقصة قابيل وهابيل هي أبرز مثال على ذلك. تم تعريف العنف في المعجم الفلسفي بأنه مضاد للرفق، مرادف للشدّة والقسوة، والعنيف هو الشخص المتصف بالعنف، فكل فعل شديد يخالف طبيعة الشي يكون مفروضاً من الخارج، فهو بمعنى ما فعل عنيف، وعرف في العلوم الاجتماعية بأنه استخدام القوة استخداماً غير مشروع أو غير مطابق للقانون. أما التعريف اللفظي للعنف، فهو الإكراه المادي الواقع على شخص لإجباره على سلوك يرضي الطرف المعتدي، من خلال التسلّط على الآخرين لإحداث نتائج اقتصادية ونفسية وعقلية. لا ينفصل العنف عن السياسة والسلطة، ولا يوجد عنف في السياسة على المستوى النظري أكبر وأخطر من التفكير المغاير لرأي الاغلبية المتسلطة. مــن خــلال عرضــنا تبيــين لنــا أن تعــاريف العنــف السياســي متنوعة ومتعددة مع شـبه اتفـاق بـين أغلـب الدارسـين للظـاهرة علـى أن العنـف يصـبح سياسـيا عنـدما تكـون أهدافـه أو دوافعـه سياسـية، ورغـم الاختــلافات الموجـودة بـين الــباحثين في تحديد طبيعة وأهداف القـوى المرتبطـة بـه، فـأن أغلـبهم يعرفونـه بأنــه اســتخدام القــوة الماديــة أو التهديــد النفسي لتـــحقيق أهــداف سياسـية.
وتطرح التساؤلات: هل الصراع الحالي بين مركبات القائمة المشتركة وبين القائمة الموحدة، هو صراع سياسي بالمفهوم المعرف علمياً؟ وما مدى خطورة التراشق الكلامي بين ناشطي الأحزاب على أبناء الشبيبة ونحن نغرق في مستنقع العنف؟ هل نحن بصدد صراع ديني عقائدي مقابل النمط العلماني المنفتح؟ هل التعددية تعني التفكك الاجتماعي والفكري؟ هل تم سماع أو فحص آراء الجماهير العربية فيما يدور بين النخب السياسية؟ هل توجيه النقد لأي عضو كنيست هو بالضرورة اعتداء على الرمز أو على الجماعة أو الحركة؟ متى يحين الوقت للانفتاح والتغير، فالتحزب التنظيمي أصبح من الماضي، التغيير والانفتاح السياسي والفكري ليس بتهمة أو خيانة؟؟؟

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة