للمقاطعين اقول .. كدنا نُمْنع الأذان ! | مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 01/01 09:27,  حُتلن: 13:28

يُعلمنا التاريخ أن المهمة الاولى أمام أي شعب محتل لا يخوض حرب تحرير  هي حفاظه على نفسه من التلاشي ، وحفظ شبابه من الضياع والذوبان في الآخر ، والعمل على حفظ هويتهم ، وتوفير أسباب صمودهم قدر الامكان ووفق الأدوات المتوفرة .  وأهم تلك الأدوات هو العمل الجماهيري الذي يفهم حدوده ويعرف قدراته ، والذي يتواصل بكرامة مع المؤسسة الرسمية ، ويجيد دُخول الثغرات المتاحة وكيفية إستغلالها بحِنكة من أجل تحصيل الحقوق بالقدر الأكبر ، وأوسع تلك الثغرات هو دخول الكنيست والتاثير من الداخل على إتخاذ القرارات فيما يصب في مصلحة العربي .

ودعونا من مقولات تجميل ديمقراطيتهم وما بعدها من شعارات فضلت جلدنا والتضييق علينا من أجل إظهار الاخر بوجه قبيح ، مقولات ركزت على الاخر ونسيت ما يحتاجه شعبنا ، إختارت الطريق الاصعب الذي يؤدي الى تقصير حياة شعبنا وإضعاف قضيته ، وإختارت طريق المعاناة التي تقع خارج قدرات الأفراد ، طريق تقودها شخصيات تتنعم بالخيرات وتختار لغيرها الهلاك .

نعم وبمجاهرة حرة - نحن مُحتلون ، مهمشون ، تمارس ضدنا عنصرية فردية وجماعية عميقة ، حقوقنا منقوصة ، ووفق احصائياتهم يكرهنا معظمهم ولا يطيق قربنا او السكن بجانبنا ، نقبع في اخر سلم اولوياتهم ، يعتبرنا راس مالهم كأيدي عاملة رخيصة ومجرد مصدر لتحصيل الضرائب .. والقائمة تطول ، ولكن في مقابل ذلك فإننا لا نرى أن جيوش شيخهم الشمالي تصطف استعدادا للتحرير ، ولا نشاهد ان تلك الظروف تتهيأ أصلا ، او أن شروطها تترتب ، وأشك في أن حنكة السلطة الفلسطينية التفاوضية ستحقق حلاّ عادلا للقضية عن قريب ، فما العمل ؟ والى اين ستاخذنا مقاطعتكم ؟ وماذا انتم فاعلون من اجل قضيتكم ؟ خاصة ان إنتقاص حقوقنا لا نراه يقتصر على أحد دون الآخر ، والعنصرية الموجهة ضدنا لا يلجمها احد ، وكراهيتهم لنا في ازدياد مستمر ، ويمينيّتهم في تكاثر ، فما العمل ؟ وما هي الادوات !

لا نقول ان الكنيست ستاتي بالتحرير فضعفنا جلي للجميع ، ولا بالمساواة الُمطلقة فهي غير موجودة في اي مكان ، ولا نعوّلُ عليها ، وإنما هي ( البرلمان ) درب من دروب النضال المُتاحة ، ومُكملة لكل افعال الصمود الاخرى ، التي نشد على اياديكم في اتخاذها وعدم الإلتهاء في التخريب على محاولات إخوانكم ، واذكركم أننا كدنا نُمنع صوت الأذان لولاهم ، حينٌ كان لن ينفعنا فيه شجب ولا بكاء  .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة