كثيرا ما نسمع او نقرا او حتى نردد تعابير او عبارات مثل , الحط الأخضر , الداخل الفلسطيني او عرب الداخل .
ولكن قليلون منا هم الذين يعرفون هذه العبارات اصطلاحا وليس لغة .
ما هو الخط الأخضر ?
يعود تسمية المصطلح نسبة الى استعمال القلم الأخضر الذي به تم ترسيم حدود وقف اطلاق النار على الخريطة التي عالجت موضوع النزاع العربي الإسرائيلي والتي دفعت فلسطين وأهلها ثمنا باهظا لذلك .
تشير الوثائق التاريخية الموثوقة والمعتمدة انه في اعقاب الجيوش العربية في حرب النكبة الفلسطينية عام 1948 , تم تدشين مفاوضات وقف اطلاق النار بين العرب وإسرائيل في شهر كانون الثاني سنة 1949 , والتي أجريت في جزيرة رودوس اليونانية , وقد تم ذلك بمبادرة الأمم المتحدة التي بعثت وسيطا بين الأطراف المتنازعة في الحرب , وهو الدبلوماسي الأمريكي والاكاديمي في جامعة هارفارد رالف بانش والذي حاز على ذلك جائزة نوبل للسلام , رغم انه لا يستحق هذا اللقب لكونه ادار المفاوضات واملى على ممثلي كل من الأردن ومصر ولبنان وسوريا التوقيع على بنود الاتفاقية الجائرة في ظل تغييب وتهميش للفلسطينيين , وكذلك فذا امعنا النظر واجرينا دراسة عميقة في بنود وثائق المفاوضات حرص بانش والإسرائيليين على عدم ذكر كلمة فلسطين او مشتقات فقد استخدموا كلمة إسرائيل للتعبير والاشارة الى ما بعد 1948 , ولم يكتفوا بذلك اذ ركزوا على ذكر ارض إسرائيل بدلا من فلسطين التاريخية .
فالناظر المتامل والدارس الباحث المتعمق والمتعقب بوثائق الهدنة التي وقعت بين إسرائيل والدول العربية , ان كل دولة من الدول الموقعة كانت قد فاوضت و على حدى , وقد اسفرت هذه المفاوضات عن اعتراف الدول العربية بإسرائيل , وتحديد حدود الدولة العبرية , وقد عرفت هذه الخطوط الحدودية بمصطلح الخط الأخضر .
فتوقيع الاتفاقية مع مصر التي تمت بشهر شباط 1949 تم وضع منطقة النقب والي تقع جنوب فلسطين والتي تشكل 50 بالمئة من مجمل أراضي فلسطين التاريخية , صمن نطاق دولة إسرائيل , وتم استثناء منطقة قطاع غزة . فيما تم تم اعتبار نيتسانا الواقعة على الحدود المصرية – الإسرائيلية منطقة منزوعة السلاح .
اما المفاوضات مع جمهورية لبنان التي تقع شمال فلسطين فقد اتفق الطرفين الإسرائيلي – واللبناني على اعتبار الحدود التي كان قد وضعها الانتداب البريطاني هي الحدود الرسمية بين الجانبين .
اما المفاوض السوري – الإسرائيلي خرج باتفاق باركة به الأمم المتحدة ينص على اخلاء الأراضي الواقعة شرقي بحيرة طبرية , أي شمال شرقي فلسطين .
اما المفاوضات الأردنية - الإسرائيلية فقد اوصت على ان يبدا مسار الخط جنوبا من منطقة عين جدي على البحر الميت شرقا , ويتجه نحو الغرب مرورا بجنوبي الخليل , ثم يتجه شمالا بمسارات غير مستقيمة . ومن ثم ينقسم في القدس الى خدين تاركا بينهما منطقة خالية , ثم ينحني شرقا عند شمال الضفة الغربية حتى حدود الأردن , ثم تم لاحقا ضم منطقة المثلث .
ان ترسيم الخط الأخضر بمفاوضات رودوس مكن إسرائيل من وضع سيطرتها على 78 بالمئة من ارض فلسطين التاريخية أي حوال 20 الف كم مربع من مجمل 27 الف كم مربعا .
*الأستاذ يوسف فوزي كنانه - ماجستير بالعلوم السياسية وتاريخ الشرق الاوسط، جامعة حيفا.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com