يقع القائمون على الإعتصامات والمظاهرات في نفس الخطأ ، فبدلاً من التركيز على الهدف تُسخر الإمكانيات لتحويل النضال عن مساره من سعيٍ لإشهار قضيتنا ووضعها على أجندة الرأي العام ، نُقزم النضال الى حزبي وشخصي.
خيمة الإعتصام التي أقامتها السلطات المحلية في النقب قبالة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، كان هدفها تسليط الضوء على قضية العرب الأولى المتمثلة بمصادرة أراضي أهلنا وهدم بيوتهم وتخريب محاصيلهم الزراعية واعتقال أبنائهم ، وهذا عملٌ جيد .
اليوم دعا القائمون على هذا الحراك جماهير النقب للمشاركة في المظاهرة الختامية والتي بها تُطوى الخيمة ويتوقف الحراك الى ما بعد الإنتخابات ، لكن الإستجابة خيبت الآمال فلم يشارك سوى العشرات وفي مقدمتهم الحزبيين الذين يستغلون هكذا وقفات لإلقاء كلماتٍ أمام الناس والإعلام.
من حيث المبدأ لا بد من شكر القائمين على الحراك ، لكن نهمس في آذانهم أنهم حولوا النضال الى حزبي بامتياز ، وظهر جلياً موضوع تصفية الحسابات ، وكأني بهم يقولون هذا نشاطنا ونحن من يحدد مساره.
وهنا نقول لهم لا بل هذا نضالنا جميعنا ، ولا يمكن حجب الشمس بالغربال ، ومهما حاول البعض إقصاء أهل النقب فلن ينجح.
كلمةٌ تلو الأخرى معظمها لاولئك الذين يسعون من وراء هكذا تجمعات الى الظهور الحزبي ، وهكذا حرفنا النضال عن مساره ، كلمات لأعضاء كنيست ونشطاء حزبيين ، وإقصاء واضح لعنوان قضية الأرض والمسكن في النقب.
مع احترامنا الشديد للمرشحين الذين استغلوا المنصة ، لكن لا يجوز بأي شكل من الأشكال تغييب المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها عن قول كلمته حول قضيةٍ هي بالأساس من صلب اختصاصه.
ثم كان الأجدر أن تتمحور الكلمات حول الهدف الذي نحن بصدده ، ولجم كل صوت حزبي.
اذا ما واصلنا العمل وفق أجندات خاصة فسينهار نضالنا وتضيع قضيتنا ونفقد البوصلة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com