"فوق الغيوم"قصة للأطفال للكاتبة المقدسية مريم حمد،مكتبةكل شيء-حيفا2020،والرسومات للفنّان رعد عبد الواحد
في قصة"فوق الغيوم"تقارن الكاتبة مريم حمد بين قريتين بلا اسم،قريةجميلة لا يهطل المطر فيها بتاتا،لأنها تقع فوق الغيوم،وقرية أُخرى تقع تحت الغيوم،يهطل فيها المطر،ولكن الهبوط إلى القرية غير آمن للصغار كما علمت الطفلة مريم بذلك، إلا أن شوقها لزيارة القرية تحت الغيوم يجعلها
تبوح برغبتها تلك للطائر الطّنان الذي ساعدها في تحقيق حلمها،وفي النهاية يتم تبادل الزيارات بين القرى
والجدير بالذكر هنا،أن الكاتبة مريم تكرر استخدام اسم مريم في قصصها كما يبدو، إذ كانت مريم بطلة لقصتها السابقة في قصة"الأرجوحة"
اعتمدت الكاتبة في أُسلوب كتابتها للقصة على استخدام الخيال الذي استوحته من قرية الحطيب في اليمن،تلك القرية الوحيدة في العالم التي لا يهطل فيها المطر
استخدمت الكاتبةالسرد التصويري في وصف القريتين،ووصف تحركات الطائر الطّنان والطفلة مريم،استخدمت السّجع في القصة لكي تشد حواس الطفل المتلقي ولكنه جاء على حساب الفعل الذي جاء في نهاية الجملة(وبزخات المطر لأول مرة في حياته شعر)
هناك تكرار للمفردات بهدف تبسيط الصورة للطفل ولتفعيل خياله ولكن أحيانا جاء تركيب الجملة غير سليم
(وأطفال القرية مرة ومرة وأُخرى مرة)
استخدمت المرادفات كي يكسب الطفل الثروة اللغوية، تمّ إبراز الكلمة وعكسها(أمام/خلف)(تحت/فوق)،تظهر الكاتبة صور اللعب من خلال الطائر الطنان الذي كان يتحرك بعدة حركات لولبية عشوائية،ومتقاطعة،وبذلك تعزّز أهمية اللعب بالنسبة للأطفال،ومن جهة أُخرى تعزز القراءة من خلال الطفلة مريم التي كانت تقرأ وترسم الزهور،استخدمت الحوار الذي جاء بين الطفلة مريم والطائر الطّنان
منحت الكاتبة معلومات عن الطائر الطّنان من خلال طنات أجنحة الطائر،حين قال لمريم "اتبعي طنّات أجنحتي"والمقصود هنا طنين ورنين سرعة أجنحة الطائر السريعة التي تحدث ضجة عند الطيران وبذلك يصبح رنين الأجنحة هو الدليل المرشد لمريم في الوصول إلى تحت الغيوم
ظهرت الطفلة مريم المتشوقة لزيارة القرية التي تحت الغيوم، كرمز لعناد الأطفال الذين يصرّون على تحقيق فكرتهم حتى لو حذرهم منها الكبار(حلمت مريم بالنزول ولكنهم قالوا لها أن هذا غير مقبول لأن الطريق داخل الغيوم غير آمن)
برأيي الشخصي تصرف مريم هو تشجيع للأطفال لتقليدها في عدم الابتعاد عن المخاطر أو الاستماع لنصيحة الكبار
ما هي الرسالة التربوية التي أرادت الكاتبة مريم حمد أن تعالجها في هذه القصة؟مررت الكاتبة معلومة للطفل عن الطائر الطنان، وأن هناك فقط قرية لا يهطل المطر فيها وبينت جمال القرية،لكنها لم تبين أهمية المطر وفائدته، ماذا يمنحنا المطر،حبذا لو أظهرت للطفل نِعم المطر في القرية التي يهطل فيها لتبين أثر الفقد والحرمان من المطر في القرية فوق الغيوم
وليتعلم الأطفال الذين يسكنون القرية تحت الغيوم بأهمية النعمة التي وهبها الله لهم
جاءت الرسومات التي رسمها رعد عبد الواحد جميلة جدا وجذابة للصغار والكبار
قصة جميلة وممتعة في تنقلها ما بين فوق وتحت الغيوم ،مبارك للكاتبة هذا الإصدار وبالتّوفيق لها إن شاء الله