احتضنت مدينة عرابة البطوف، اليوم الثلاثاء، المسيرة المركزية إحياءً لذكرى يوم الأرض الخالد الـ45، والتي دعت اليها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، وذلك بمشاركة المئات من أبناء بلدات مثلث يوم الأرض (عرابة وسخنين وديرحنا) ومختلف البلدات العربية من الشمال وحتى الجنوب.
وكانت قد التحمت المسيرات الثلاث التي انطلقت من ديرحنا وسخنين وعرابة في الشارع الرئيسي لعرابة وتوجّه المشاركون الى ساحة السوق البلدي، حيث اختتمت المسيرة هناك بمهرجان خطابي بدأت فعالياته عند الساعة الرابعة والنصف عصرًا، بمشاركة القيادات العربية، نواب كنيست، وشخصيات اعتبارية عديدة.
الجدير ذكره أنّ المسيرة المركزية شهدت رفع أعلام غير العلم الفلسطيني، وبالتحديد العلم السوري وعلم منظمة التحرير الفلسطينية "فتح"
علم فتح في المسيرة
العلم السوري في المسيرة
بركة: في يوم الأرض أرادت المؤسسة الحاكمة طأطأة رؤوسنا أو كسرها ولكننا بوحدتنا أفشلناها
أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في كلمته المركزية في المهرجان القطري الختامي للذكرى الـ 45 ليوم الأرض، مختتما المسيرة المركزية في عرابة، أن يوم الأرض هو المناسبة الوطنية الأقوى لرص وحدتنا الوطنية. وقال، إن المؤسسة الحاكمة ارادت في يوم الأرض إما طأطأة رؤوسنا او كسرها، إلا أننا بوحدتنا النضالية في يوم الأرض أفشلنا هذا المخطط.
وقال بركة، اليوم نحن في عرابة التي استشهد فيها اول شهداء يوم الأرض خير ياسين الشهيد الحي فينا، وفي اليوم التالي، يوم الأرض استشهد ثلاثة أبناء سخنين الشهداء خديجة شواهنة ورجا أبو ريا وخضر خلايلة، واستشهد في ذات اليوم في كفر كنا الشهيد محسن طه، وفي مدينة الطيبة الشهيد رأفت الزهيري ابن مخيم نور شمس، ليؤكد دمه أن الدم الفلسطيني، لا يتجزأ.
وتابع، العنصرية الصهيونية الإسرائيلية ليست خللا في سياسة المؤسسة، إنما هي جوهر السياسة الصهيونية والإسرائيلية، ولذا فإن سلوكنا السياسي، وسجالنا السياسي وعملنا الوطني يجب أن يستوعب هذه الحقيقة ويتعامل على أساسها. ولا يمكن أن نكون عدميين، وحينما نطالب بحقوقنا، فهو أن حقنا مشتق من كوننا أصحاب وطن، وليس رعايا لدى المؤسسة الاسرائيلية التي تريد أن تقلعنا من وطننا.
في العام 1976، خيّرتنا إسرائيل بين أمرين، إما أن يطأطئوا رؤوسنا، أو يكسروا رؤوسنا. في آذار 1976، نحن رفضنا الطأطأة، وبصمودنا ووحدنا نضالنا كسرنا رؤوس المؤسسة التي استهدفتنا.
وليتذكر الجميع، أن هناك ساحات وساحات للعمل السياسي، ولكن الساحة الأساس هي ساحة العمل الجماهيري الذي تشارك فيه الناس، وتشارك في بلورة الرؤية السياسية. طبعا هناك أهمية للعمل البرلماني والبلدي والأحزاب وهيئات المجتمع الشعبي، ولكن يبقى الميدان والعمل الشعبي هو الأساس، وهذه هي العبرة من يوم الأرض.
وتوقف بركة عند ظاهرة تفشي الجريمة والعنف، وقال إن تواطؤ المؤسسة الحاكمة وأذرعها مع الجريمة هو مشروع سياسي لتفتينا. ومهاجمة الهيئات الشعبية الوحدوية، هو أيضا مشروع سياسي يستهدفنا. وكذا أيضا الملاحقات السياسية للعمل السياسي والناشطين، والشخصيات السياسية، وبشكل خاص اخراج الحركة الإسلامية الشمالية عن القانون، كل هذا يستهدف نضالنا السياسي والجماهيري المشروع، لكسر شوكة النضال. ووجه التحية للشيخ رائد صلاح، الذي يقبع في السجن بحكم جائر، بسبب تفسير مشوّه لآيات القرآن الكريم، لغرض الاتهام والادانة.
وقال بركة، إن معركتنا من أجل الأرض والمسكن، هي قضية الأساس، على مدى سبعة عقود، فنحن اليوم في المركز والشمال لسنا أمام مصادرات، لأنه لم تبق مناطق يصادروها، وحينما نطالب بتوسيع مناطق النفوذ، فإننا عمليا نطالب باستعادة جزء من الأراضي التي صادروها، لبلداتنا التي تشهد حالة اختناق سكاني، سينعكس بالضرورة أكثر على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
أما في النقب، فإنه القضية مختلفة كليا، لأن الاحتياط الوحيد لجماهير العربية من الأرض موجود في النقب فقط. تارة يعتدون على أهلنا في النقب بحجة الملكية أو عدم الملكية، هم لا يعترفون بالملكية التقليدية، هم يحاربون أهلنا باقتلاع قرى كاملة، مثل أم الحيران، وقرية العراقيب التي هدمت قبل أيام قليلة للمرّة الـ 185. ويحاربون أهلنا بهدم البيوت، وابادة المحاصيل الزراعية.
وقال بركة، في الجليل يهدمون بيتا كل عدة اشهر، وفي المثلث الوتيرة أعلى، ولكن في النقب يهدمون بوتيرة بيت أو مبنى كل ست ساعات. وهذه معاناة لا يمكن إلا أن تكون على رأس أولوياتنا. ووجه التحية لأهلنا في النقب، وللسلطات المحلية العربية التي تخوض معركة من اجل حقوقها وحقوق النقب، ونصبوا خيمة اعتصام لـ 18 يوما قبالة مكاتب الحكومة في القدس، ولكنهم يحتاجون لتضامن أهلنا في الجليل والمثلث معهم.
وعبر بركة عن قلقه من تراجع منسوب الحديث عن قضية شعبنا الأساس، شعبنا الفلسطيني، فهذا شعبنا ونحن نواجه ما نواجهه، فقط لأننا جزء لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني، وهذا هو أساس قضيتنا أيضا هنا.
وختم بركة قائلا، لا يوجد اعظم وأروع من يوم الأرض ليكون مناسبة للوحدة الوطنية النضالية الكفاحية، التي نغيّب فيها ذاتيتنا، وأنانيتنا، ونظرتنا الضيقة وتعصبنا للمجموعة والفئة، لنتعصب كلنا لوطننا وشعبنا الذين يريد الحياة، وإذا ما توحدنا وتكتلنا على طريق الوحدة الكفاحية، لا توجد قوة في العالم قادرة على كسرنا، وكسر شعبنا.