انقضى عامان وجرعتا لقاح
دونما لقاءٍ يوقف النزيفَ
من جرح الفراقْ
ضاقت الأرض ذرعاً بالسماءْ
ملّت النعوشُ والناقلاتُ طعمَ الموتِ،
دونما جنازةٍ، في الهواءْ
ملّت جفافَ دمعها العيونْ
يا راعيَ الغزلان في الوادي!
متى يزولُ بأسُ ذلك الوباءْ؟
***
كل نارٍ ينتهي وقودُها
وتنتهي إلى رمادْ
وحدها نارُ القلبِ لا تهدأ
ومن إدْمانها للقلبِ لا تبرأ
تظلُّ مندسةً فيه كالصمغ في القتادْ
تزداد اشتعالاً
كلما اشتدت الأشواقْ
لن ينتهي لظاها
إلا إذا اكتوت بدمعةِ اللقاء والعناقْ
يافا أمانةٌ في عنق عاشق البرتقال
لن ينتهي بريقها
مهما تمددت به الآفاقْ
يا نافخَ النايِ في الوادي!
متى سيستردُّ صاجَه الرّقاقْ؟
متى تعودُ نكهةُ الرغيفِ
في فرن الزقاق؟
هناك شيءٌ واحدٌ لا ينتهي
فلن يملّ نارَ الحبِّ قلبُ عاشقٍ
غذاءُ روحه التاريخُ والأشواقْ
يوسف حمدان - نيويورك