المسجد الأقصى عقيدة وشدّ الرحال إليه فريضة والتّفريط به خيانة
يقول الله تعالى في كتابه العزيز - سورة القدر: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ(4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ(5)) صدق الله العظيم.
يستعد المسلمون حول العالم لإحياء ليلة القدر الموافقة للسابع والعشرين من شهر رمضان المبارك للتقرب والتضرع بها إلى الله تعالى، فهذه الليلة التي ينتظرها المسلمون بلهفة كبيرة من عام الى آخر تعتبر فرصة للتضرع إلى الله عز وجل والدعاء له.
ومن المرتقب أن تشهد المساجد حول العالم اقبالًا كبيرًا من المسلمين لإحياء هذه الليلة الخاصّة، وفي بلادنا بالتحديد انطلقت دعوات للرباط في المسجد الأقصى المبارك بدءًا من ظهر اليوم السبت من أجل احياء هذه الليلة المباركة ومن أجل حماية الحرم القدسي الشريف ونصرة له بعد ليلة صعبة وعنيفة تخللها اعتداءات على المصلين من قبل قوات الأمن الإسرائيلي.
ومن المرتقب أن يتوافد آلاف المسلمين من القدس ومختلف بلدات الداخل الفلسطيني الى المسجد الأقصى، في الوقت الذي اعلنت فيه الشرطة الإسرائيلية عن رفع حالة التأهب ونشر قواتها "استعدادًا لليلة القدر".
"المسجد الأقصى عقيدة وشدّ الرحال إليه فريضة والتّفريط به خيانة "
ودعا المجلس الإسلامي للإفتاء في الدّاخل الفلسطيني (48) الى شدّ الرحالى المسجد الأقصى، وجاء في بيان صادر عن المجلس صباح السبت:"أهلنا الأحباب:لا يخفى عليكم الأحداث الجسام التّي تعصف بالمسجد الأقصى المبارك من استفزاز وتعدٍّ وتهجم وحشي على المصلين بهدف قذف الرعب في قلوبهم والحيلولة بيننا وبين المسجد الأقصى المبارك وتهيئة الظّروف والمناخ لقطعان المستوطنين بدخوله وتنفيذ مخططات المشروع الصهيوني في القدس الشّريف والمسجد الأقصى . الأمر الذّي يستدعي كلّ فردٍ منّا أن يؤدّي واجبه الشّرعي تجاه أولى القبلتين وثالث المسجدين ومسرى نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ووصيته لأمته من بعده بالحفاظ عليه والتّمسك والارتباط به عقدياً وروحياً بحيث يكون قضية الكلّ منّا في شتى بقاع الأرض .
وذلك من خلال شدّ الرحال إليه والدّعاء له وللمرابطين والمرابطات في كلّ صلاة وبيان قدسيته ومنزلته وأحقية المسلمين به في الدّروس والمواعظ والخطب والتّأكيد أنّ المساس به يعتبر مساساً بثوابتنا الشّرعية والوطنية .
وبالوقت نفسه لا يفوتنا أن نشارك أهلنا في الشيخ جراح الهمّ والألم وندعو لهم الصبر والثبات .
فقد جاء في الصّحيحين عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم: " مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ . مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى".
هذا وإنّ ما يمر به المسجد الأقصى من أحداث لا تزيدنا إلاّ إيماناً وتصديقاً بوعد ربنا ووعد نبيه الكريم صلّى الله عليه وسلّم وإنّنا على يقين بأنّ المسجد الأقصى سيجتاز هذه المرحلة العصيبة وينتصر على الظّلم والإحتلال كما انتصر على حقبات الظلم والظالمين التّي مرّ بها عبر القرون والسّنين والتّي أصبحت في ذكريات ومقبرة التّاريخ وما زال الأقصى هو الأقصى عقيدة وشريعة في قلوبنا جميعاً .
وختاماً : هي دعوة للأهل جميعاً بالتعالي عن الخلافات والنزاعات والخصومات وتوحيد الكلمة ورصّ الصّفوف وتوجيه بوصلة القلوب للمسجد الأقصى والقدس . فاستهداف الأقصى استهداف لنا جميعاً ولن ننعم بالأمن والأمان إلاّ إذا نَعِم بذلك المسجد الأقصى فهو صمام الأمان لنا بل وللأمة العربية والإسلامية جمعاء . " وَاللهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ "، إلى هنا نصّ بيان مجلس الافتاء عنهم : أ.د . مشهور فوّاز رئيس المجلس.