الإعلامي أحمد حازم:
ماذا تقول قيادة الإسلامية الجنوبية في كلام شباب الموحدة في اللد؟ إنهم شباب لم يسكتوا على الخطأ السياسي الفاحش
في السادس عشر من الشهر الجاري قام وفد من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد برئاسة محمد بركة (أبو السعيد) يضم ممثلين عن كافة الأحزاب المشاركة في المتابعة، بزيارة لمدينة اللد. وكان منصور عباس أحد أعضاء الوفد. لكن عباس لم يبق مع الوفد للنهاية بل تركهم ولم يقم معهم بزيارة المقبرة الإسلامية، وذهب لزيارة كنيس يهودي برفقة رئيس بلدية اللد يائير رفيفو المعروف بكرهه وعدائه وبعنصريته إزاء للعرب.
"القائمة العربية الموحدة ـــ فرع اللد أصدرت بياناً نشر على الفيسبوك في السادس عشر من الجاري أدانت فيه لقاء عباس مع رئيس بلدية اللد العنصري يائير رفبفو، الذي وصفته "بأنه المحرض الأول المستبيح لدمائنا". قائمة منصور عباس فرع اللد يبدو أن السيل بلغ الزبى عندها وخاطبت رئيسها بالقول: إن اللقاء مع رفيفو العنصري " نعتبره صفعة مدوية لنا يا حضرة النائب". كما أن الشباب في فرع اللد أفهموا عباس بكل وضوح "أن عرب اللد يمرون بتطهير عرقي، بكل معنى الكلمة على يد قطعان المستوطنين، وبدعم رئيس البلدية وتواطؤ قوى الأمن". ولم يكتف شباب الموحدة في اللد بهذا القدر بل شرحوا لــ (عباسهم) "أن رئيس البلدية هو المحرض علينا، وذروة تحريضه بلغت بقتل الشهيد موسى مالك حسونة بدم بارد على يد مستوطن، وقام بالدفاع عن قاتل الشهيد ويستمر في التحريض على أهالينا في اللد في مختلف القنوات التلفزيونية".
ماذا تقول قيادة الإسلامية الجنوبية في كلام شباب الموحدة في اللد؟ إنهم شباب لم يسكتوا على الخطأ السياسي الفاحش. كما أن خالد عازم رئيس الحركة الإسلاميّة (الجنوبية) في الطيبة أصدر مساء أمس الاحد بيانا جاء فيه:" أنا خالد عازم - الطيبة، إبن الحركة الإسلاميّة منذ أكثر من أربعين عاماً، أعلنُ أنّ نهجَ وسياسات وخطوات (د منصور عباس) لاتمثلني ولا تعبّر عن فكرنا ولا تنسجم مع ثوابتنا و قناعتنا في حركتنا العظيمة،لقد طفح الكيل وديسَت الحدود وانحرفت البوصلة".
لكن السؤال المهم الآخر الذي بطرح نفسه: ما هي الرسالة التي يريد عباس توجيهها لليمين من زيارته للكنيس؟ ما الذي يريد إيصاله لليمين من خلال ترك وفد المتابعة وعدم المشاركة في زيارة المقبرة الإسلامية وفضل عليها زيارة الكنيس؟ طبعاً وكما هو معروف لكل موقف سياسي ثمنه. أليس كذلك يا دكتور؟
ما فعله منصور عباس، ترك انتقادات واسعة للإسلامية الجنوبية بين أيناء المجتمع العربي من أنصار "الموحدة" نفسها.، الأمر الذي ظهر في ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد ذكر أحدهم حرفياً:" على الحركة الإسلامية أن تتخذ قراراً جريئاً ينهي النهج الجديد الذي أثيت فشله ويتم تنحية صاحبه جانباً لتستمر المسيرة فلنا ثوابت دينية راسخة ووطنية" لكن قد يكون لقاء اليميني العنصري رئيس بلدية الله جزءاً من هذه الثوابت ونحن لا ندري.
من جهة ثانية، لفت نظري عنوان لخبر نشره موقع "العرب"في الحادي عشر من الشهر الجاري يقول: "بعد يومين من الصمت في ظل الأحداث الملتهبة| منصور عباس يصرح: أدعو لضبط النفس ونبذ العنف".اللافت للنظر في الخبر هو الصياغة الحيادية إلى أبعد حد، وكأن صاحب التصريح أوروبي أو آسيوي أو لا علاقة له بما يجري في القدس وغزة. فقد خرج علينا النائب منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة، بتصريح دعا من خلاله الى "ضبط النفس والتهدئة".
ولكن لماذا هذا التصريح؟ لأن منصور عباس كرجل مؤمن ملتزم دينياً كما يبدو للآخرين، تعز عليه أيام عيد الفطر وعيد الشفوعوت "الاسابيع" اليهودي" ولذلك يطالب بضبط النفس والتهدئة من قبل الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، ويدعو عباس الجميع" الى العمل من أجل منع التصعيد الذي قد يؤدي الى مس بحياة الانسان لدى الطرفين". ويكون عباس بذك قد وضع القاتل والضحية في ميزان واحد. والله عيب يا سعادة النائب.
ملاحظة مهمة أخرى بل في غاية الأهمية لرئيس القائمة العربية الموحدة: في العاشر من الشهر الجاري، واستناداً إلى خبر نشر في موقع العرب، أجرى نواب القائمة العربية الموحدة جولة في باحات المسجد الاقصى المبارك، جاءت "لمواكبة الاحداث والتواصل مع المرجعيات الدينية في بيت المقدس لايقاف الاقتحام والعدوان على المسجد الاقصى المبارك والمصلين"، وفقًا لما ورد في الصفحة الرسمية للموحّدة عبر "فيسبوك". فلماذا لم يشارك منصور عباس في هذه الجولة إذا كانت مدينة القدس مهمة بالنسبة له، وإذا كان ما يحدث في القدس مهماً له؟ سؤال بحاجة إلى جواب.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com