العنف يجتاح مجتمعنا وبالذات في مدينة ام الفحم الغالية على قلوبنا، فخلال فترة قصيرة قتل ثلاثة من خيرة شبابها وفي الماضي قتل الكثير من الشباب وهذا شيء محزن للغاية ,وللحقيقة استغرب ما يحدث من عنف وقتل في هذا البلد الطيب اهله , وانا اعرف الكثير من أهالي ام الفحم حيث يتمتعون بصفات الاصالة والشهامة والنخوة وعزة النفس والرجولة , فكيف في بلد يحمل اهله هذه الصفات ان يحدث به هذا الكم الهائل من العنف والقتل ؟ يا اهلنا في ام الفحم اتقوا الله في ابنائكم , ما الذي يجري في مدينتكم , اصبح الوضع عندكم لا يطاق !!! .
وللأسف العنف يجتاح ليس فقط مدينة ام الفحم بل كل مجتمعنا من الجليل شمالا مرورا بمنطقة المثلث وصولا الى منطقة النقب جنوبا بتفاوت بين بلد وآخر , والمصيبة ان الشجارات العائلية زادت الطين بله وشجعت العنف وشراء السلاح غير المرخص , وهناك مجموعات ممن يقومون بجرائم القتل والاتجار بالمخدرات والاتجار بالسلاح غير المرخص ويستعملون العنف للربح المادي السهل وفي حل مشاكلهم ولتحقيق أهدافهم المادية .
للأسف العنف في الشوارع والحارات وحتى انعكس على طلابنا في مدارسهم واستمرار العنف يشكل تهديدا لنا جميعا , وعلاج العنف يتم بأن تقوم الشرطه بواجبها ودورها كما يجب وايضا بالتربية المتراكمة لسنوات في اسرنا ومدارسنا يشمل جميع مناحي الحياة , وباشتراك سلطاتنا المحلية وكل القوى العاملة في المجتمع من مدارس ومكاتب الخدمات الاجتماعية ورجال الدين .
عالم الاجتماع اميل دوركهايم يقول , لو ارادت الدولة القضاء على العنف لاستطاعت ذلك بتكريس الأموال والقوة العاملة في الحقل الاجتماعي وبالتربية الصحيحة وتكثيف تواجد الشرطة في كل مكان , ولكنها لا تريد ذلك بهدف ان يشعر المواطن انه بحاجة لها , وكذلك العنف له مردود إيجابي على الدولة والمجتمع , فهو مصدر لتوظيف الكثير الكثير من موظفي الدولة , فلولا العنف والجريمة لم يكون سجون وسجانين , ولم تكن شرطه , ومحاكم وحكام ومحامون , ونيابة عامه , وعمال اجتماعيون ونفسيون ,ولم تكن مؤسسات تعالج المجرمين , فهذه الجرائم والعنف تخلق الكثير الكثير من الوظائف ,ولكن حكومتنا ليس هذا هدفها فقط بل تخريب وتقويض المجتمع العربي ونشر الفوضى ليشتغل الناس في بعضهم البعض وينسوا الأمور السياسية .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com