العشق والصمود- مقالة قصيرة عن الكاتب الراحل عدنان عباس| بقلم: ناجي ظاهر

ناجي ظاهر
نُشر: 01/01 18:19,  حُتلن: 18:49

امضى الكاتب الراحل ( قبل يومين)، عدنان عباس (1949- الثلاثاء 25-5-2021)، ابن مدينة ام الفحم، سحابة عمره متنقلا بين ورشة البناء والكتابة الادبية، وانتمى بهذا الى جيل من الكتاب الفلسطينيين العمّال. هؤلاء الكتاب الذين حملوا المنجل بيد والقلم بأخرى رافعين رايتي الحياة بجهاديها الاصغر –معركة الكينونة والوجود، والاكبر – معركة الحياة والكتابة. واذكر من هؤلاء الكتاب ديب عابدي، وقد كان لي شرف كتابة مقدّمة مجموعتهِ القِصصية الوحيدةِ " خواطر زمنية"، (صدرت عام 1993)، التي صدرت بعد رحيله، وبعد رحيل الكاتب المرحوم حنا ابراهيم وقد كان دائم المفاخرة بانه عمل حجّارًا ويتقن لغتها، والشاعر الراحل ايضا نواف عبد حسن وشقيقه الكاتب شاكر فريد حسن اطال الله في عمره، وغير هؤلاء من الكتاب.


تعرّفت على الفقيد عدنان عباس منذ سنوات السبعينيات الاولى، وذلك عبر قراءاتي لما كان ينتجه وينشره من سرديات في صحافة الحزب الشيوعي- الاتحاد، الجديد والغد. وقد لفتت كتاباته نظري وانظار العديدين من كتابنا المتابعين لما يُكتب ويُنشر في بلادنا، فقد حفلت كتاباتُه هذه بحسٍّ قوميٍّ اممي، انطلق من فكر جليّ واضح هو الفكر الاشتراكي، اضافة الى بُعد فنّي ابداعي حرص صاحبه، مجتهدا وجادًّا، على توفيره في كل ما كتبه ونشره.
هذا اللقاء بكاتبنا الراحل، عبر الصحف والمجلات قابلَه لقاءٌ موازٍ من جهته، فما ان التقينا، قبل سنوات في بيته المتربّع على احد مرتفعات مدينته الرائعة ام الفحم، من اجل اصدار مجلة ادبية هي مجلة "ميس" الثقافية، بحضور محرريها ومزمعي اصدارها، في مقدمتهم الكاتبان الشاعران: إبراهيم مالك واسامة ملحم، حتى شعرت ان كلًّا منا يعرف الآخر حق المعرفة، وان لقاءنا ذاك انما جاء ليتوّج علاقةً ادبية وتلاقيًا أتى استكمالا للقاءات سابقة متواصلة ومتجدّدة. وما زلت اذكر بكثير من المودة والمحبة تلك الساعات الرائعات التي قضيناها، في بيته الدافئ وبين ابناء اسرته الطيبة الكريمة.


تلا ذلك اللقاء عددٌ من اللقاءات توّجها الصديق الباحث الادبي المشتَرك لِعدنان عباس ولي، الاستاذ عدنان بركات، بلقاء تمثّل بأمسية مميّزة عقدناها في كلية الناصرة للفنون احتفالًا بصدور رواية عدنان "العشق والصمود"، وتحدّث فيها كل من الكاتبين الدكتورين منير توما وبطرس دلة، اضافة الى كاتب هذه السطور. وما زلت اذكر كيف تقبّل عدنان كل ما قيل في الامسية برحابة صدر، مودّة وتقديرًا، وكيف شدّ على يدي رغم ما وجهته الى روايته من نقد متشدّد ذكرت فيه ان الكاتب كما هو واضح تأثّر في روايته بكتابات الكاتب العُمّالي الروسي البارز مكسيم جوركي، وحذا حذو الكاتب الروائي المبدع حنا مينة لا سيما فيما يتعلق ببطله الشعبيّ الهُمام.
تمضي الايام بنا قدما، نلتقي ونفترق، وها هو يبعث اليّ بسلام مع هذا الصديق او ذاك وها انذا ارسل اليه السلامات مع بعض من الاخوة الادباء من ابناء بلدته، كما أحمّل اخاه الفنان الممثل المعروف غسان عباس السلام تلو السلام كلما التقيت به في مقهاه الثقافي الذي اقامه في الناصرة. واغلقه بعد فترة ليست طويلة، الى ان بلغني نباء رحيله، يوم الثلاثاء امس الاول، بعد مرض طالما عانى منه وشكا.
رحم الله كاتبنا الفقيد فقد خلّف وراءه ارثًا ادبيًا جيدًا في مجالات القصة القصيرة، الرواية وادب الاطفال، إرثًا يحتاج الى اصداره ضمن مجموعة اعماله الكاملة، تمهيدا لدراسته وبحثه، ليأخذ مكانه ومكانته اللائقة في ديوان سردياتنا الفلسطينية.. فهو مُستحقٌّ وجدير.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.com 


تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة