بعد مُعاناة استمرّت خمس سنوات، وحرمانها من أطفالها الثلاثة، تستعد الأم الفلسطينية الأصل المقيمة في الامارات آلاء عبد الرحمن لاستقبال طفليها هاشم ونورا بعد تنفيذ قرار المحكمة واستلامهما من السلطات الفلسطينية ولكن بفرحة ناقصة دون ابنتها البكر ألمى التي بقيت في فلسطين بعد أن أبعدتها عائلة والدها عن اخوتها وأخفوها عن أنظار ألوية الشرطة.
وأكّدت آلاء متوجهة بكلامها لابنتها ألمى: "لن اتنازل عنك وسأبقى أطالب بحضانتك حتّى الرّمق الأخير وأنا أنتظر تنفيذ الحكم كاملًا ولم شمل العائلة بالأطفال الثلاثة من جديد".
وكان زوج آلاء عبد الرحمن "أبو حميدة" قد أخذ أطفالها فجأة عام 2016 من الإمارات، وهرب إلى الضفة الغربية، وطلقها، وتزوج بامرأة جديدة، ومنع الأطفال من التواصل مع أمهم.
وناشدت آلاء عبد الرحمن كل المسؤولين بمن فيهم رئيس السلطة محمود عباس لمنع الظلم واحقاق الحق، دون جدوى. ولاحقا لجأت للقضاء الفلسطيني الذي أصدر قرارا بحضانة الأطفال لدى أمهم.
هذه كانت من أبرز القضايا التي ظلت تتردد في ساحات التواصل الاجتماعي منذ عدة أشهر وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا. واستأنفت السيدة الفلسطينية آلاء عبد الرحمن القضاء الفلسطينيي وجميع المؤسسات الداعمة لحقوق المرأة والطفل لمساعدتهم على استعادة أبنائهم الثلاثة عبر مقاطع الفيديو الخاصة بها التي نشرتها عبر حسابها على منصة إنستجرام.
وكانت قد رفعت الفلسطينية آلاء عبد الرحمن دعوى أمام محكمة العين تطالب فيها بحضانة أطفالها، وصدر حكم بإعلان حقها في حضانة أطفالها الثلاثة. وحصلت السيدة عبد الرحمن على حكم الطلاق من محكمة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة وقام القاضي بتطليقها وحقها في حضانة أطفالها والحصول على النفقة التي يقدمها الزوج لها كما كان ذلك في العام 2016. في عام 2019 حصلت السيدة علاء من محكمة طولكرم على قرار إقامة تنفيذ الحكم الصادر عن محكمة العين بعد صدور الحكم في جميع المراحل القانونية، ووجوب تسليم السلطات الفلسطينية إلى أطفالها.
من أهم معوقات تحقيق العدالة بتسليم السيدة عبد الرحمن لأبنائها أن والدهم يعيش في دولة أخرى، الأمر الذي سيؤدي إلى حرمانه من رؤية أبنائه أيضًا، لذلك أرسل إلى الجهات المعنية خطابًا يطلب فيه ضمان حق الأب في رؤية أبنائه أيضًا بعد تسليمهم لأمهم في المناسبات التي تتطلب ذلك. وحاول عدة مرات إخفاء الأطفال عندما كانت الشرطة تُحاول تنفيذ قرار التّسليم إلى أنّ تمّ يوم أمس الثلاثاء تنفيذ القرار وإحضار طفلين من أصل ثلاثة إلى الأردت ومن ثمّ تسليمهم إلى الوصي الذي بدوره سيسلمهم إلى والدتهم.