أسوأ الناس خُلُقًا من إذا غضب منك أنكر فضلك، وأفشى سرك، وجحد عشرتك، وقال عنك ما ليس فيك! هذا هو، وللأسف، حالنا وواقعنا.
من الأفضل أن لا تكون متفوقا في هذا العالم المنحط الذي نعيش فيه لأنك ستكون بقعة عسل وسط عالم من الذباب، سيفنى العسل ويبقى الذباب!
إن الله، سبحانه وتعالى، يرى محاولاتك المنقطعة النظير في النهوض بعد كل تعثر، يسمع دعاءك الخافت، وينصت لرجاء قلبك، فلا تتوقف ما دام الله قريبا لهذا الحد، دعهم بظنونهم يُؤثمون، وأنت على طهارة وطيبة قلبك ترزق، فلا تبالِ مهما تعرضت للظلم والغدر دون مبرر، ولا تفكر بأقوى وأعنف رد، ولا تنجر وراء هذا المستوى المتدني، واللا أخلاقي الهادف إلى تشويه سمعتك والمس بمكانتك، إنّه نابع من الحقد والكراهية.
قد يتغير كل شيء في أقل من دقيقة لأن الله يريد، فلمعة العين عند رؤية من تحب هي الأبجدية التي لا تنطقها إلا الشفاه، فالمطلوب أن تبدأ بنفسك وتقويم ذاتك بدلا من أن تجلس على كرسي الفتاوي وتتهم الآخرين...
لا تجعل همك هو حب الناس لك، فالناس متقلبة قد تحبك اليوم وتكرهك غدا، وليكن همك كيف يحبك رب الناس، فإنه إن أحبك جعل الناس تهواك.
آه كم صدق مصطفى أمين عندما قال "الناس يغيرون وجوههم كل شروق وغروب، فلا تبحث عن قيمتك في وجوه الناس".
ليس المطلوب أن يكون في جيبك مصحف، ولكن المطلوب أن تكون في أحلامك آية، فما أحزن الله عبدا إلا ليسعده، وما ابتلى عبدا إلا لأنه يحبه!