أدى اطلاق نار أصاب محوّلا رئيسيا للكهرباء في مدينة رهط، خلال الاحتفال بعرس - وفق شركة الكهرباء - إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عشرات آلاف المواطنين في مدينة رهط من الساعة 22:20 ليلة أمس وحتى الساعة 10:00 من صباح اليوم الجمعة، ما شكل خطرا على حياة المرضى الذين يستعملون الأجهزة الطبية، وأضرار للمصالح التجارية.
وقام المواطنون اثر ذلك بالتواصل مع شركة الكهرباء والتي وعدت بإعادة الخط خلال ثلاث ساعات، لكنها قالت لاحقا إنّ شرطة المدينة منعت دخول عمال الصيانة لتصليح العطل – على خلفية استمرار إطلاق النار.
ويفيد مراسل "كل العرب" أن الكهرباء انقطعت عن 8 حارات يسكن فيها نحو 35 ألف نسمة، أي نصف عدد سكان مدينة رهط تقريبا، ما أدى إلى غضب شديد وتذمر في صفوف المواطنين. واضطر عدد من المواطنين إلى الانتقال إلى أحياء أخرى ليتسنى لهم استعمال الأجهزة الكهربائية في تشغيل المعدات الطبية من أجهزة تنفس وقلب، في حين قال أحد المواطنين لمراسل "كل العرب": "اضطررت أنا وأسرتي إلى النوم في ساحة المنزل – بسبب الحرارة الشديدة التي سادت المنطقة والتي وصلت إلى 40 درجة مئوية – حيث لا يمكن تشغيل المكيفات في مثل هذه الحالات".
وقد تحدث رئيس البلدية، فايز أبو صهيبان، عن انقطاع التيار الكهربائي لافتا إلى أنه يجب وقف الأيدي الآثمة التي قامت بإطلاق النار وإصابة المحوّل الذي أبقى آلاف الأسر بدون كهرباء، وعرض حياة المرضى للخطر. وتابع قائلا في حديث لمراسلنا: "لا يعقل أن يتم انقطاع التيار الكهربائي في مدينة عدد سكانها نحو 80 ألف نسمة لمدة 12 ساعة حيث تمّ إعادة الكهرباء الساعة العاشرة من صباح اليوم الجمعة. شركة الكهرباء تقول إنه تمّ اطلاق النار في أحد الأعراس باتجاه محول كهربائي ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن عدد من الحارات. تواصلت مع المسؤولين في شركة الكهرباء الذين تدخلوا وأجري اصلاح العطب، ولكن لا بد من محاسبة مدير لواء الجنوب في شركة الكهرباء على هذا التقصير".
رئيس البلدية - فايز ابو صهيبان
عمل اجرامي!
من جانبه أكد خالد أبو لطيّف، رئيس غرفة الصناعة والتجارة في رهط، أنّ أضرارا كبيرة جدا لحقت أيضا بأصحاب المحلات التجارية التي لا يمكن تقدير خسائرهم المادية في هذا الوقت. وأضاف: "هذا عمل إجرامي وآن الأوان للشرطة أن تتدخل وأن تصادر جميع الأسلحة غير المرخصة. لا يُعقل أننا نعيش في مدينة عدد سكانها أكثر من 70 ألف نسمة، وفي الوقت نفسه تحول السلاح إلى شيء بديهي في ايدي الشباب وغيرهم واستعماله في أشياء تضر بمصالح البلد. حين تواصلنا مع شركة الكهرباء أدعت أن الشرطة تمنعها من الدخول لتصليح العطب، لأنه كان هناك إطلاق نار. أنا لا ألوم شركة الكهرباء في هذه الحالة. عدا عن الخطر المحدث بالمرضى الذين اضرطوا للبحث عن مصادر للطاقة لتشغيل أجهزة التنفس والقلب في بيوتهم، كان هناك مصالح تجارية متضررة اضطرت لإلقاء اللحوم والآيس كريم والمثلجات في النفايات. من سيتحمل هذه الخسائر؟!".
رئيس الغرقة التجارية -خالد ابو لطيف
وطالب إبراهيم الجبور- عضو بلدية رهط، ، في رسالة لرئيس البلدية بعقد جلسة طارئة للمجلس البلدي من أجل البت في قضية انقطاع التيار الكهربائي. وقال في حديث لمراسل "كل العرب": "توجهت برسالة خطية إلى رئيس البلدية لعقد جلسة مستعجلة وغير اعتيادية للمجلس البلدي بخصوص انقطاع التيار الكهربائي، الذي أبقى المرضى والأطفال بدون مكيفات ولا إمكانية تشغيل الأجهزة الطبية من تنفس أو غيره، لساعات طويلة في ظل الحر الشديد الذي ساد المنطقة. لقد تواصل سكان المدينة مع شركة الكهرباء التي أخبرتهم أن انقطاع التيار لن يزيد عن ثلاث ساعات، ولكن الانقطاع استمر لمدة 12 ساعة – أي حتى الساعة العاشرة من صبيحة اليوم الجمعة".
عضو البلدية ابراهيم الجبور
هذا درس وعبرة!
من جانبه، قال د. عامر الهزيّل، نائب رئيس بلدية رهط سابقا، في تغريدة له وصفها "بدردشة جدية جدا": "درس وعبرة من ليلة بدون كهرباء، الدرس والعبرة من انقطاع الكهرباء والماء في مدينة رهط، أن يتعلم السكان أن يعيشوا ظروف القرى في حياتهم قبل المدنية التي توقع فعلها فيكم موشيه ديان يوم اقرها سياسة دولة. قرارات استراتيجية لأهل رهط وغيرهم: كل بيت لازم يركب طاقة شمسية ويحفر بئر ماء في "حوشه" وكذلك يركب خزان ماء لحالات الطوارئ، لماذا؟! أولاً: قطعت أمس الكهرباء قرابة 12 ساعة عن بعض الأحياء في رهط، شُلّت الحياة بصورة شبه كاملة وبسبب عدم استعمال المكيفات كاد الحم يجهز على الناس وهذا أكبر اثبات على اننا فقدنا القدرة على التأقلم مع ظروف الصحراء ولم نعد "بدوا". ثانياً: سبق ان قطعت المياه مرات لساعات ولو طالت لماتت الناس من العطش لو لم تكن إمكانية شراء المياه من الحوانيت، فتصور الحرب - فماذا سيحدث للناس اذا تم استهدافهم في خطوط مائهم وكهربائهم التي تتحكم فيها مصادر خارجية".
نائب رئيس البلدية - د.عامر الهزيل