أعرف أن اسم حاكم إسرائيل اليميني الجديد "نفتالي بينيت". لكن المقصود من عنوان المقال هو الإيضاح أن هذا الحاكم كاره العرب الذي يعتبر نسبياً صغيراً على هذا المنصب مستمر في سياسة نتنياهو تجاه الفلسطينيين. وهذا "الليكودي" السابق الذي تتلمذ على أيدي معلمه في السياسة "نتنياهو"شب على التعاليم والمبادي اليمينية العنرية لرئيس حكومته السابق نتنياهو، والذي شغل عنده مناصب عديدة أيام حكمه.
هذا الـ (نفتالي) الذي يرأس حزب "يمينا" ويفتخر بشعاراته اليمينية المتطرفة، وصل إلى الحكم صدفة وحظاً وليس تأهلاً وجدارة، وذلك من خلال صفقة سياسية مع يائير لابيد زعيم حزب "يش عتيد"، الذي قدم اتنازلات من أجل النجاح في تشكيل الحكومة. من المقرر أن يبقى بينيت في رئاسة الحكومة لمدة عامين، ثم يأتي لابيد من بعده. ولكي تكون الصورة واضحة أكثر عن هذا ألـ "نتنياهو" الصغير بينيت ، فإن الذي يجمع بينه وبين سيده السابق "بنيامين" العقلية اليمينية والايديولوجية العنصرية، ولذلك لا يرى المراقب أي فرق بينه وبين الأحزاب الحريدية التوراتية ومواقفها السياسية.
وبالرغم من ذلك يطلقون على هذه الحكومة التي يرأسها "نفتالي " حكومة تغيير، ولا ندري أي تغيير يقصدون ما دامت سياسة نتنياهو مزدهرة كما كانت. هم يقصدون بالطبع في التغيير إبعاد نتنياهو عن الحكم. لكن إبعاد شخص وإبقاء سياسته لا يسمى تغييراً بل تبديلاً في الأسماء. المشكلة أن ما يسمى باليسار مثل "ميرتس" إضافة إلى "الحركة الاسلامية الجنوبية" وافقا على هذه التسمية وعلى تركيبة الإئتلاف الحاكم، الذي يضم أيضاً أفيغدور ليبرمان الذي طالب في السابق بنقل فلسطينيي أل 48 إلى الدولة الفلسطينية فيما لو أقيمت.
من كان يعتقد أن نفتالي بينيت يوافق على الجلوس مع ممثلين عن "الإسلامية الجنوبية" في حكومة برئاسته؟ ومن كان يعتقد بأن اليميني العنصري القادم من روسيا يرضى بوجود إسلاميين في حكومة يشارك فيها. لكن عندما تكون المصالح تزول المباديء.
بينيت" يتحدث في الفترة الأخيرة بلهجات يشتم منها انها عدوانية. فهو كثيرا ما يستخدم نعبير"الحسم العسكري" مع غزة وتهديد المقاومة بأنه مستعد لإعطاء الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي بشن حرب جديدة على غزة أوسع من عدوان الشهر الماضي (أيار/مايو 2021) والتي شنَّها نتنياهو بعد فشله في تشكيل الحكومة.
في العشرين من الشهر الماضي، أقيمت مراسم إحتفال بذكرى القتلى الإسرائيليين خلال فترة الحرب على قطاع غزة عام 2014، و في كلمة له في هذه المناسبة وجه بينيت رسالة لكافة فصائل المقاومة، قال فيها: “إنَّ صبر إسرائيل نفد” في إشارة واضحة تحمل تهديداً مباشراً.
وما دام الشيء بالشيء يذكر وما دام الحديث عن حكومة بينيت التي يدعمها منصور عباس، فإننا نذكر رئيس "الموحدة بأن قناة ريشت (كان) العبرية، ذكرت مساء أمس الأحد، أن بلدية القدس التابعة للسلطات الإسرائيلية، طالبت فلسطينيين بإخلاء 100 شقة سكنية تصفها بأنها غير قانونية في بلدة سلوان. وبحسب القناة، فإنه تم طلب إخلاء تلك الشقق "لصالح مشروع ما يعرف باسم (حديقة الملك) التي تعكف بلدية الاحتلال في القدس على تنفيذه. هذا يعني طرد سكان من بيوتهم لإقامة حدبقة. فماذا سيفعل المشاركون العرب (الإسلاميون) وزملائهم في (ميرتس) إزاء هذا التصرف غير الإنساني؟
ولكي يبرهن رئيس بلدية القدس أرييه كينغ على أنه إنساني وأنه لا يظلم المطرودين الفلسطينيين من منازلهم قال:"إنه عرض على السكان الفلسطينيين نقلهم لمكان آخر للبناء فيه، لكنهم رفضوا"، يعني أن كينغ يحمل السكان الفلسطينيين المسؤولية. قمة الوقاحة.
المتابع والمراقب لمجريات الأمور السياسية في الإئتلاف الحاكم في إسرائيل، يرى بكل وضوح إن سياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة، لا تختلف في الجوهر عن سياسة نتنياهو، في ظل رئاسة بينيت للحكومة، بالرغم من أنها تتشكل من مزيج فكري وسياسي من يمين، يمين الوسط، يسار صهيوني إضافة إلى القائمة العربية الموحدة بزعامة منصور عباس بنوابها الأربعة. لكن ورغم هذه التشكيلة، فإن صاحب الصوت العالي في اتخاذ القرار في هذه الحكومة هو نفتالي بينيت، الذي يعتبر بدون شك (نتنياهو رقم 2) في سياساته وتطرفه ومواقفه ، ولذلك يجوز تسميته "نفتالي نتنياهو".
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com