الاختلاف صفة اودعها الله سبحانه وتعالى في البشر فلا يوجد في البشر اثنين على الاطلاق لا يختلفان سواء كانا صديقين حميمين أو زوجين متحابين فالاختلاف سنة من السنن الكونية التي لا تتبدل ولا تتغير فحتى خيرة البشر وهم اصحاب محمد صلّ الله عليه وسلم اختلفوا.
ولكن ما المقصود بالاختلاف هل هو الاختلاف الذي ينجم عنه شقاق ونزاع ويؤدي الى الشتيمة والغضب وفي احيان كثيرة الى الأذية الجسدية؟؟؟
بالتأكيد لا...
فهذا الاختلاف اختلاف مذموم لا يختلف في ذلك عاقلان فالاختلاف الذي نتحدث عنه ليس اختلاف القلوب وانما اختلاف العقول الرزين المحاط بهالة الأدب والاحترام واستعداد تقبل الاخر، فاذا اختلفنا فلتختلف عقولنا لا قلوب فمتى تحقق هذا استطعنا ان نحيا معا بود وأخوة ومحبة رغم كل الخلافات والاختلافات الفكرية والأخلاقية والاعتقادية ولن ابالغ ان قلت الاختلافات العقائدية الدينية.
فالاختلاف له فوائد عظيمة ان اختلفت عقولنا لا قلوبنا فمنها سماع الرأي الآخر والإستفادة منه والقدرة على بناء علاقات قوية ومستمرة وإثراء الفكر وتطويره وإن من أفضل طرق تطوير العقل والفكر الحوار الفعال الذي يتخلله اختلاف العقول المضبوط بضوابط الأدب والإحترام وغيره كثير.
فهيا بنا يا أخي لنختلف وليبدي كل واحد منا رأيه بأدب وإحترام فقد يكون الحق عندك فأستفيد منه وأفيد وتزيد أنت قناعة بالحق الذي عندك وبالعكس.
لا ادعو الى اختلاف القلوب المريض ولكن أدعو إلى اختلاف العقول الرزين الذي قام به أول هذه الأمة واستقرت أحوالهم به لكي يقوم أيضا أمر الأمة اليوم به وتعود إلى مجدها وعزها من جديد.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com