الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 19 / سبتمبر 22:02

المحامي فرج سلمان: نداء أخير للمحامين العرب: فليحكم كل منا عقله وضميره

كل العرب
نُشر: 19/06/11 20:56,  حُتلن: 09:18

المحامي فرج سلمان:

أخاف أن يصيبنا في نقابة المحامين ما أصاب نوابنا العرب الذين كانوا يشكّلو في فترات متفاوتة "بيضة القبان" حتى زادوها في مزايداتهم المتطرفة

لا أومن بمبدأ "عنزة ولو طارت" ولا بمبدأ "علي وعلى أعدائي يا رب" ولا بمبدأ"عليهم ودرهبّا". الرب اعطانا عقلاً يسيرنا مع نتائج وذيول هذا المنهج أو ذاك

أنا أحترم جرأة وشجاعة المرشح العربي الأول لقيادة نقابة المحامين العامة ولكنني أعتقد، إن لم أكن أجزم، بأن خطوته هذه سبقتها ثورة عاطفية ابتعدت عن المنطق السليم والتعقل الواعي بعد الأرض عن السماء

لم أنتمِ، لا أنتمي ولن أنتمي لأي اطار سياسي طيلة حياتي وذلك حفاظا على حريتي في العمل، في التفكير، في التعبير، وفي إتخاذ قراراتي بنفسي.
لم أطمع، لا أطمع ولن أطمع في منصب أو مكافأه وانا أكره اكثر ما أكره، التملق والتزلف والتبجح ومسح الجوخ وأومن، إيماناً مطلقاً عقلانياً ومنطقيا بكل ما أكتبه وما أقوله حتى على قطع رأسي.

ويلات وملاحقات
تمرّست على الحبوسات الادارية وعانيت الويلات والملاحقات من الحكم العسكري البغيض، ورغم ذلك لم أحِد ولو قيد أنمله عن قوميتي العربية.
آثرت أن أعوّل على نفسي مع الكرامة والعزّه وقذفت بعيدا عني الجاه والزعامة مع طمس ولو ذرةٍ واحدةٍ من أصولي العربية التي اخترقت شروشها وجذورها كل طبقات الأرض.
ما زلت وسأبقى أزين كل خطوة أو قرار بميزان المنطق والتعقّل والمصلحه القومية وكرامة شعبي والحفاظ على الهوية العربية، مع كل ما لي وما عندي من تمرمرات وتقززات من مختلف أنظمتنا العربية.
لا أومن بمبدأ "عنزة ولو طارت" ولا بمبدأ "علي وعلى أعدائي يا رب" ولا بمبدأ "عليهم ودرهبّا" اذ أن الرب اعطانا عقلاً يسيرنا مع حسبان نتائج وذيول هذا المنهج أو ذاك.

المصداقية
أخون مصداقيتي ان لم أعترف صراحه بأنني وككل شرقي أملك العواطف الجياشه التي تغلبت عندي، بعض الأحيان، على التعقل وعلى المنطق السليم، ولكنني لم أندم في حياتي على قرار فرضه عليّ التعقّل في حين أنني ندمت كل الندم على أغلب القرارات التي أملتها عليّ عواطفي وعلى هذا قررت أن أوجه الى زملائي وأحبائي المحامين كلمة لم أستطع الاحتفاظ بها لنفسي، كلمة صادرة منبعثه من القلب أملاً أن تصل الى القلب، كلمة تحمل معها الإيمان والمنطق والتفكير العميق والدراسة الأعمق.
في عصرنا الحالي حل المنطق محل العاطفه; لم يعد العالم، كل العالم، أن يحتمل تهديدا بتصفية هذا الشعب أو ذاك، وصار العالم يخاف كل عمل ينبعث من مشاعر قومية متطرفه ونحن ما زلنا نذكر ونتذكر خطابات مندوبي منظمة التحرير الفلسطينية في هيئة الأمم المتحده آنذاك، عندما كانوا يهددون اليهود بقذفهم في البحرطعماً للسمك; ممّا كانت النتيجه تعاظم عطف العالم على اليهود وتاييدهم لاسرائيل.
أخاف أن يصيبنا في نقابة المحامين ما أصاب نوابنا العرب الذين كانوا يشكّلو في فترات متفاوتة "بيضة القبان" حتى زادوها في مزايداتهم المتطرفة، كلاماً لا فعلا. مما نتج عن تعاظم اليمين وعدم الحاجة الى "بيضة القبّان" وهكذا تهمّش مجتمعنا العربي.
أخاف وأخشى أن يصبح المحامي العربي في هذه البلاد "حجرا لا يلاقي من يقلبه"، أو مع كل إحترامي، بعيراً أجرب يتحاشاه حتى أقرب المقربين اليه.

المحامي العربي
أخاف أن يخسر المحامي العربي كل ماكسبه وحصله بعد نضال حتى الآن، في سبيل أن يظهر أمام زملائه وأبناء شعبه أنه "رب الوطنية وخالق القومية"، دون أن يحسب ما سيؤول اليه وضعه نتيجة تصرف عاطفي هيّاج، معاكس للمنطق والعقلانية و"شوفوني يا ناس".!
إن ما يحدث اليوم في محيطنا العربي بما يخص انتخابات نقابة المحامين، وما يقوم به بعض من زملائنا الشباب الذين نحبهم ونجلّهم ونحترمهم يلقي علينا مهمة وواجبات وطنية تلزمنا مطالبتهم بالكف عما يقومون به ، لأن النتيجة المتوقعه من هذا السلوك هو فقدان كل، أو أكثر، ما حصّلناه بشق الانفس، مما يشكّل وبالاً علينا وندماً مستقبليا دامعاً، حيث لا ينفع الندم.!
لا أبغي من وراء كلماتي هذه أن أجعل من نفسي معلماً وموجهاً فلي ثقة تامّة بكل جيلنا الصاعد من المحامين، وغير المحامين وانا متأكد أن أياً منا عندما يقف أمام صندوق الاقتراع سيشعر في نفسه وفي قلبه وفي عقله بأن عليه عدم التهور وعدم الانجراف والانجرار وراء العواطف التي لطالما أودت بصاحبها الى المهالك.

الغيث والسمين
علينا أن نقارن بين الغث والسمين، بين التمثيل والواقع، بين الوعود العرقوبية وبين الصدق الذي نراه أمامنا وعلينا وقبل كل شيئ أن نوقف الانفلات العاطفي الذي عادة ما يجرف حامليه الى البحر.
واللهِ، وكسر الهاء، لو كنت أومن أن لزميلنا ولأخينا الذي نحبه ونحترمه، أملاً ولو واحداً في المليون، أن يربح جولة الانتخابات ويصبح رئيسا للنقابة لكنت أول من زغرت له وأول من يصفق وأول من يضمّه الى قلبه ويقبله بحراره. نتيجة هذه الخطوة معروفه وواضحه ومكتوبة بخط واضح كبير على كل الجدران التي تحيطنا وأنت وكلّنا نعرف ذلك.
أنا أحترم جرأة وشجاعة المرشح العربي الأول لقيادة نقابة المحامين العامة ولكنني أعتقد، إن لم أكن أجزم، بأن خطوته هذه سبقتها ثورة عاطفية ابتعدت عن المنطق السليم والتعقل الواعي بعد الأرض عن السماء وأعتقد كذلك بأن هذه الخطوة تهدف أول ما تهدف; امّا عن سابق تعمّد وقصد، وإمّا عن عدم وزن الأمور بميزانها الصحيح; تهدف الى إسقاط من لا نستطيع إنكار تعاونه معنا احقاقاً لحقوقنا على مدى سنوات، ما فعله من أجل مساعدتنا على وضعنا كلواء مستقل في مكان بارز على خارطة النقابة والقضاء، وما فعله من أجل التقارب الحقيقي بين زملائنا اليهود وزملائنا العرب، حيث أن نتيجة التعنّت الذي يبديه بعض زملائنا ستكون "تجليس وتقعيد" اليمين المتطرف على كرسي الرئاسة; إنجاح من يؤيده اليهود المتزمتون المتطرفون ومحو وجودنا على الخارطه.

النداء...
من هنا أبعث ندائي الى المرشّح العربي العزيز علينا كلّنا، وعلي بشكل خاص; أن يعيد التفكير في الموضوع، وأن يساعدنا في درء الخطر المحيط بنا حيث أن نتائج انتخابات رئاسة النقابة العامة قد تقررها أصوات معدودة.
اما فيما يتعلق بلواء الشمال فان الموقف واضح وضوح الشمس; فرئيس اللواء أهدر من وقته ومجهوده وماله ما لا يستطيع أي من الذين يطالبون بتنحيته أن يقوم به او يقدمه. رئيس لوائنا عمل سابع المستحيلات لوضعنا في مكان بارز ومحترم على الخريطة القضائية والمهنية، وما مشروعه في بناء بيت المحامين سوى تتويج نفخر به لعمل دؤوب متواصل وجدّي. وما نقوم به اليوم من محاولات لإقصائه ليس أقل من نكران للجميل لشخص لم يعمل خطأ، وإساءة بدل التقدير. وليس بيننا، ولنعترف بذلك، من هخو أحق منه لافتتاح هذا المشروع الضخم الذي كان المبادر والمنفذ له وما الحديث عن "استئجار" وليس "شراء" سوى محاولة غير لائقة وغير صحيحة للاستخفاف بقدراتنا العقلية، فنحن نعرف أن الاستئجار أوالضمان لعقود طويلة، ما هو سوى شراء تماماً كشراء الأراضي الاميرية التي يعرفها كل من يفك الحرف.

التأييد
برأيي المتواضع علينا أن نفعل أكثر من طاقتنا لتركيز رئيس لواء الشمال في منصبه لفترة واحدة أخرى ، وكذلك أن نؤيد بشكل مطلق القائمة التي تؤيده وفي ما عدا ذلك سيكون مصيرنا:
"دعوت على عمرٍ فمات فسرّني
وعاشرت أقواماً بكيت على عمر"
علينا أن نحكم عقولنا ومنطقنا وتعقّلنا في هذه المرحلة الحرجة جداً والتي من الممكن أن تكون احدى نتائجها بيع بيت المحامي الذي هو مفخرة لنا، والذي لا يوجد له موازٍ في البلاد.
وكلمة أخيرة أود أن أسوقها الى زملائي الأحباء –
علينا الا نسيّس معركتنا الانتخابية، لأن تسييسها سيفكك كلالروابط بيننا وسيجعل أو سيقلب من عربنا ألف عرب بحيث نبقى نزعق ونصيح ونجح أصواتنا ولا من يسمع أو مجيب. وكفّك عالضيعة"
يخطئ خطأ فادح كل من يظن أنني، بما قلته، تنازلت عن ذرة واحدة من مشاعري القومية فصورتي مع فوج خرّيجي كلية الحقوق في الجامعة العبرية في القدس; وانا البس الحطة (الكوفية) والعقال ما زالت هي الأولى والوحيدة في تاريخ الجامعة العبرية، وقد قمت في هذه الخطوة قبل ثمانية وأربعين عاماً عندما جنّ عدد من يفتخرون بقوميتهم قلائل وعندما كان الحكم العسكري البغيض في عزّ حكمه.

آمل أن تقع كلماتي على آذان مفتوحه صاغية كعهدي بكم.

وفّقكم الله، ووفّقنا بمعيّتكم وشكراً

زميلكم وأخوكم،
فرج سلمان
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وصورة شخصية بحجم كبير وجودة عالية وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة

.