أحد السائحين: نحن نأتي هنا لزيارة كنيسة القيامة، وطريق الآلام ونكون ضمن مجموعات مع دليل سياحي، وقتنا في الزيارة محدود، وجدولنا مليء بالزيارات"
كعادتها بشوارعها الضيقة، محلاتها وزوارها، تعيش مدينة القدس يومها كباقي الأيام، فالمدينة المكتظة ببضائعها وتجارها تزاحم الوقت في عجل لبيع ملابس هنا، أو بضعٍ من حلوياتها لزائر هناك، ووسط انهماك الجميع واستعجالهم، تبدو المدينة وكأنها نسيت عيد الميلاد، فلا شجرة أو ضوء يزين شوارعها، ولا فرحة خاصة تسكن المدينة وأبنيتها العتيقة.
تذكارات للمدينة
فحتى محلات التحف والتذكرات المنتشرة بكثرة على مداخل كنيسة القيامة وبجوارها، لم تحو شجرة للميلاد تزين واجهاتها، لا ضوء، ولا "بابا ناويل" يوزع الحلوى على الأطفال، كما لم تحو أية زوار رغم اكتظاظ الأسواق.
باعة التحف الذين يملؤون محلاتهم بكل ما يتمناه السائحون من تذكارات للمدينة ومسجدها، لمغارة الميلاد وطفلها، يعانون من نقص في أعداد الزوار، فهذا أبو يوسف يقول "محلي يقع في مكان بارز من السوق ويحوي كل ما يتمناه السائحون من تماثيل ومجسمات أثرية، مسابح وصور، تذكارات وهدايا، ولكن لم يدخله أي سائح منذ ساعات الصباح".
توجه السائحين إلى مدينة بيت لحم
أبو يوسف الذي بدا عليه الملل الشديد وهو يقرأ جريدته التي قلبها عدة مرات أكمل قائلا: " هذه الحركة التي تراها في المدينة هي حركة كاذبة، أي أن السائحين هم أعداد ومتجولون فقط، لكنهم لا يشترون شيئا".
وقال تاجر أخر: "محلي هو من أقدم المحال في السوق وأنا أعلم أنه في هذه الأوقات من السنة لا يتغير شيء على المدينة، فعدم الاهتمام بعيد الميلاد وزينته ناتج عن توجه السائحين إلى مدينة بيت لحم للاحتفال بعيد الميلاد هناك، فلا حاجة للزينة أو الأضواء".
انتهاء الجولات
وأضاف قائلا: "الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت على أعداد الوافدين بشكل ملحوظ، وألقت بظلالها على القدرة الشرائية للسائحين، فحتى السائح الذي يتمكن من الوصول للأراضي المقدسة يحاول عدم شراء الكثير من التذكارات على عكس ما كانت عليه الأوضاع في السابق".
أحد السائحين الذي كان في طريقه لكنيسة القيامة قال: "نحن نأتي هنا لزيارة كنيسة القيامة، وطريق الآلام ونكون ضمن مجموعات مع دليل سياحي، وقتنا في الزيارة محدود، وجدولنا مليء بالزيارات، فنفضل أن نتسوق بعد انتهاء الجولات أو في أوقات الاستراحة، ولهذا فنحن نمر من الأسواق بسرعة".