الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 07:02

وقفوهم فإنهم مسؤولون - خالد كامل


نُشر: 29/09/08 07:12

في هذه الليال الأخيرة من رمضان التي تتزامن مع الحملات الانتخابية, ينتابني أسى شديد حين استرجع ذكرى هذه الليال قبل خمس سنوات, حين أزهقت فيها نفس من بلدي وأهدرت دماء كثيرة في المشهد وجلجوليه والطيره, استذكر الانشطار الطائفي في ألناصره وترويع المعتكفين في المساجد وتيتيم العيد في ساحاتنا


تلبس بلداتنا هذه الفتره حلة الانتخابات وتكتحل عيون قرانا ومداخلها بالصور والدعايات الانتخابية, قد بدأ "زمن المرحبا" كما كنا نسميه, أصبحت البلدات كلها من صغيرها إلى كبيرها تفهم بمصلحة البلد, من الزمرة التي تمتنع عن دفع الضرائب والمياه وتستنزف بميزانية سلطاتنا, إلى الذين يتربصون بالرئيس الحالي وعائلته, إلى الذين ينتظرون على أحر من الجمر زمن المرحبا الذي داهنوا من اجله طيلة السنوات الماضية وأنفقوا الكثير لهذا الموقف, إلى المعارضه التي ما فتئت تسقط مصلحة البلد لنتف ريش الائتلاف وإلصاق تهمة الإفلاس العملي بالرئيس


في هذه الفتره دعيت إلى الإفطار على موائد العديد من الأصدقاء من البلدات المجاورة, صلاة التراويح في تلك البلدات والسهر فيها منحاني مساحة احتكاك بالجو الرمضاني والانتخابي في هذه البلدات, فقد اكتشفت إن كل المرشحين فجأة أصبحوا وطنيين تهمهم خدمة البلد, فهم أول الساعين في إصلاح ذات البين في أي شجار كان وهم متدينون حتى وإن نادوا بالعلمانية فهم يستهمون على الصفوف الأولى من المساجد, ويدعمون الحافلات إلى القدس ويعدّون موائد الرحمن في العشر الأواخر من رمضان

ونحن كمجتمع شغلنا الشاغل استغلال كل المرشحين قدر الإمكان – قبّضني تجدني لأنه لن يسعنا الاستفاده منهم فيما بعد-


أعوذ بالله من أن أذم بأحد المرشحين وما هم بقضيتي إنما ما قصدت طرحه, هو تعاملنا مع اللعبه الانتخابية التي لفظها لنا مستعمرنا لنلهو بها ونتقطع شيعا وأحزابا بعيدا عن المصلحة الواحدة والهم المشترك لنكون جميعا وقلوبنا شتى, ما أن تأتي فترة الانتخابات إلا ويتشيّع كل إلى عصبه إما العائلية منها وإما إلى سكان البلد الأصليين وإما المهجرين ليتشرذم المجتمع أكثر فأكثر


يغيب عن أذهاننا ان المجالس المحليه لم تعد الا اقسام خدمات مقيده بعد خطط الاشفاء التي اجتثت كل الصلاحيات, فما عاد رؤساؤنا الى رمزا فخريا وزعامه بلا امر واسماء لا ترفع خبرا ولا تجزم فعلا لاحول لهم ولا قوه, إن الوضع الذي آلت إليه سلطاتنا لا يتعلق بأشخاص إعتلوا صهوة الرئاسة إنما بمخطط اكبر من تلك الشخوص والأحزاب, يرنو إلى تفكيك البيت الواحد أفرادا وسلطه, فما إفلاس سلطاتنا إلا نتيجة لشح الميزانيات العنصرية والتضييق الخانق علينا الذي قد تسيء إدارتنا التعامل معه, ابتداء من مسطحاتنا التي يراودوننا عليها إلى رخص البناء الموقوفة إلى الدمج الذي قبل كل شيء قد رمى إلى إسقاط حدود قرانا ليُقتطع منها بالطريقة التي تليق بمسطحات الرتب العسكريه الذين يبنون فيلاتهم على أملاكنا

 
أنا لا أبرئ إداراتنا بالاشاره إلى الظروف التي تعصف بسلطاتنا, بل على العكس يجب على كل من انتخبناه ليديرنا أن يتنحى إن لم يحسن التعامل مع العوامل التي نسجتها لنا بروتوكولات صهيون, وإلا فقد حمل وزر من انتخبه وإثم ما آلت إليه قرانا – وقفوهم فإنهم مسؤولون-, وساهم في تشتتنا ليبرّئ ساحة إسرائيل من وضعنا وتكون سلطاتنا المتهم الأول بنوائبنا


لست في خضم مقال ولكنها دعوة لنبذ عصبيتنا وطرحها بعيدا وتمزيق الغشاوة التي تعمينا عن مصلحة البلد لننتخب من إذا مُكن في الأرض أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ورفع من شأن البلد, كي لا يصدق الكاذب ويؤمن الخائن وينطق الرويبضه ويحكم البور, كي لا نمنح بني إسرائيل فرصة الرقص على دمائنا, كي لا نتفرق ليسودوا ويضربوا مدنا الإصلاحي


أيها المرشح إن البلد أمانة تعرض عليك وإنك مسؤول عنها يوم تفر من فصيلتك التي تؤويك, يوم تسقط الزعامات والوجاهة والمشيخه, نحن لا نعوز زعامات وشعارات بل نحتاج لمن يعمل ولا يتكلم, من ينتشل مجتمعنا من آفاته لا من يزيدها

واعلم أنها نعرة العظمة تئزكم أزا ولكنها خداعة حالما تنتهي بفشل ذريع يطيح بكم بعد خمس سنوات ويرجع بلداتنا إلى ما وراء ذلك

فاتقوا الله فينا وبدمائنا ولا تسعّروا نتانة الجاهليه


 إخواني المنتخبين إن المشاركة في الانتخابات أضحت أمرا مخجلا بل وخطيئة تحيط بنا, ودماء في رقابنا, لذا دعونا ننهي هذه اللعبه وفق قوانينها دون أية نعرات أو حميّات تأتي علينا فردا فردا وتغرقنا ببحر من الثأرات من اجل عنجهيات لا تسمن ولا تغني من جوع وزعامات ووجهاء ليس بمقدورهم إدارتنا, فالمجتمع نحن إدارته وسلطته وإنا مسؤولون عن هذه الامانه ولمن خوّلناها

استحلفكم بهذه الأيام الفضيلة رفقا بدمائنا فإنها غالية عند الله وان كانت رخيصة على مرشحينا

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.20
EUR
5.00
GBP
239390.86
BTC
0.53
CNY
.