لقد ربح شعبنا الرهان ...نعم ...الآن وفي ظل هذه الجائحة الموجعة للبشرية بأسرها...من أقصى شمال الكوكب الأرصي إلى أقصى جنوبه ...وهي وجعنا اليومي في الداخل كذلك ..بات السواد الأعظم من أهلنا على يقين تام أن رهانهم على هذا البيت الوطني الدافىء ( القائمة المشتركة ) كان رهانا رابحا ..وكان خيارا وطنيا صائبا ...وأن الثقة التي منحوها لهذه القيادة الحكيمة المجربة ..كانت ثقة الأخ بأخيه...ثقة الأهل بأبنائهم ..!
اليوم ...بات جليا واضحا على الرغم من أن بعض السياسيين اليمينيين يغض الطرف عمدا ...ويتبع مع سابق إصرار وترصد سياسة ( سمعان مش هون ) بات واضحا للإعلام المحلي العبري والعربي وحتى الإعلام الدولي ظاهرة أبطال المعاطف البيضاء العرب في الداخل الذين هم في مقدمة المحاربين ضد فيروس الكورونا ومنهم من تعرض للإصابة والعزل الصحي جراء ذلك ..!
ليس هذا فقط ..إنما هناك محاربون خاضوا ويخوضون معركتهم اليومية في المؤسسات الرسمية المختلفة لأجل أهلنا في الداخل وتحقيق أوسع قدر ممكن من الإهتمام والرعاية الصحية اللازمة لهم ..في وزراة الصحة ..في لجنة الكورونا التابعة للكنيست ...في محطات الفحص المتنقلة والثابتة للمؤسسات الصحية الرسمية والخاصة المختلفة ..!
هؤلاء المحاربون أصحاب المعاطف الرسمية هم من يقف اليوم بكل قوة إلى جانب أصحاب المعاطف البيضاء في المؤسسات الصحية المختلفة وعلى رأس هؤلاء يقف الدكتور النائب العربي أحمد طيبي مع إخوانه وأخواته الآخرين في القائمة المشتركة
أحمد طيبي ...رئيس كتلة القائمة المشتركة في الكنيست الإسرائيلي ..هو بحق النموذج الرائع للقيادي الذي يزدهر في الأزمات بما يملك من قدرة قيادية خاصة على التعاطي اليومي مع كل تفاصيل الهم الصحي ..التعليمي .. المدني المالي ..والسياسي..لأهلنا في الداخل ..!
حملات الإنقاذ الضخمة الرائعة التي خاضها الطيبي لأجل طلابنا من الداخل الموزعين في كل بقاع الأرض ...ليست أمرا سهلا كما يحلو للبعض أن يعتقد ...وهي ليست ضربة عصا لموسى عليه السلام ...طلابنا في خارج البلاد وأهليهم في الداخل كانوا يعيشون حالة رعب حقيقي ... لم يملكوا فيها أي عنوان وطني آخر خارج القائمة المشتركة للجوء إليه في ظل جائحة خطيرة كهذه..ولم يملكوا رقم هاتف لرئيس حكومة أو مسؤول سياسي آخر رفيع المستوى في ظل انشغال نتنياهو بإنقاذ كل ما هو يهودي وترك كل ما هو عربي ...الهاتف الرسمي والشعبي الوحيد الذي كان صالحا للإستعمال واستقبال خوفهم بكامل حسه البشري الطبيعي ...هو هاتف الدكتور النائب أحمد طيبي ..وإخوانه من القائمة المشتركة...!
الطائرة التركية التي عادت بأبنائنا الطلاب قبل أيام معدودة ربما أغضبت نتنياهو رغم الحالة الإنسانية المحمولة فوق أجنحتها ...فقد حملت معها ايضا رسالة سياسة للدون نتنياهو تقول أن شبكة العلاقات الخاصة التي يملكها الطيبي رغم إقامته خارج كرسي رئاسة حكومة أو دولة ..هذه الشبكة قادرة على تحقيق إنجازات وطنية للأقلية القومية التي ينتمي إليها هذا القيادي الفذ وقد تأتي احيانا بما يعجز نتنياهو نفسه عن تحقيقه
هذا الطبيب الدكتور أحمد طيبي لم يستسلم لواقع ربما حاول البعض في المؤسسات الرسمية فرضه ... انما خاض معركة يومية امتدت لأكثر من أسبوع تام حتى إستطاع في النهاية أن يفرض على وزارة الصحه أن تبدأ فحوصات كورونا في البلدات العربيه بعد هذا التأخيرالمتعمد ... وهو خطوة هامة وضروريه... لقد اعجبني جدا أنا شخصيا ...وكان لذلك أثرا طيبا في نفوس أهلنا في الداخل ..ان قوائم البلدات التي نشرت كانت تصدر بالتعاون بين الدكتور احمد الطيبي رئيس لجنة الصحه في القائمة المشتركة وبين الدكتور مطانس شحادة رئيس اللجنة الفرعيه للكورونا ..مجسدين بذلك عملا جماعيا بارزا كان فيه ظهور روح الشراكة الراقية في خضم الازمة. انها الصفات القيادية لقيادات المشتركة المنغمسه في خدمة شعبها وأهلها
كذلك فإن ما يثير الاهتمام ويثلج الصدر الحملة الإيجابية الطيبة التي متلأت شبكات التواصل الإجتماعي الفيسبوك وتويتر مشيدة بعطاء الطيبي من قبل تقدميين يهود نظرا لمواقفه وعطائه بالمقارنة مع النواب اليهود وخاصة من اليمين
أخيرا ...فإن المبادرات الصحية الفردية هي مبادرات رائعة مباركة... لكنها للأسف ليست كافية ...وحتى نموذج الصدقات أو الأموال الذي يتولى جمع التبرعات القومية والدينية رغم أهميته والترحيب به ..لكنه يجب ألا يكون النمط أو الميدان الوحيد المشروع للجهد أو الإبداع الفردي وما يستطيع ان يقترحه ...إنما الإنخراط الوطني الجمعي في واقع الضرورة من التوازن الدقيق بين الوطن والمواطنة السياسية المدنية القادرة على تحقيق مصالح الكل الوطني وابتكار وسائل وأدوات صمود ودفاع حيوية هامة تحقق لأهلنا أقصى حد من احتمال الخروج سالمين من جائحة الكورونا التي تضرب في كل بقعة ممكنة من الكرة الأرضية
الأستاذ رائف عاصلة
عرابة - الجليل
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com