سماح سلايمة في مقالها:
كل هذه "الخلطة" الإعلامية تهدف لخلق البلبلة عند القارئ يجذبه العنوان الرنان (سماح سلايمة: غير مستعدة لتلقي توجيهات من رجل عربي)
يكتب ياسرالعقبي كأنه مراسل من قلب الحدث وهو في الواقع مجرد مشارك في دورة نظمتها جمعية، يجلس في اليوم الدراسي، مثله مثل باقي المشاركين
لا يختلف هذا الصحفي عن الكثير من الرجال حيث يصنع لنفسه مكانة ويكسب اسهم المحافظين من المجتمع العربي من اقتباسات من محاضرة ناشطة نسوية؟
ردا على مقال مراسل كل العرب ياسر العقبي حول تصريحاتي في مؤتمر الاعلام في ظل الصراع.
تمحور هذا المقال الذي نشره ياسر العقبي حول نقاط عديدة كنت قد تطرقت إليها في الندوة مهملا الموضوع الأساسي وهو النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ومستثنياً المتحدثة المركزية وهي عاميرا هاس (هأرتس) وكان أدرج في ذيل المقال اقتباساً لها عن اتفاقيات اوسلو، وختم المقال بخبر توزيع الشهادات على المشاركين في نهاية الحدث.
كل هذه "الخلطة" الإعلامية تهدف لخلق البلبلة عند القارئ يجذبه العنوان الرنان (سماح سلايمة: غير مستعدة لتلقي توجيهات من رجل عربي)
لم نفهم، هل هذا رد للمحاضرة العربية ام تقرير صحفي عن ندوه حول الاعلام في ظل الصراع، ام مقال رأي عن صحفي شعر بالإهانة عندما تكرم بنصح نسوية ناشطة ولم يعجبه ردها الحاسم، ام خبر عادي عن جمعية نظمت دورة ووزعت شهادات على المشاركين في النهاية؟ كيف نصنف هذا النشر؟ ولماذا يوضع كعنوان مركزي في موقع محترم مثل كل العرب؟
يكتب ياسرالعقبي كأنه مراسل من قلب الحدث وهو في الواقع مجرد مشارك في دورة نظمتها جمعية، يجلس في اليوم الدراسي، مثله مثل باقي المشاركين. واهماً القراء انه كانت له مداخلة ومساهمة ذات قيمة تذكر في الندوة، وهو في الحقيقة مجرد مشارك ازعجته امرأة عربية وأخرى يهودية على منصة تتحدثان بثقه ودون تأتأة عن الاحتلال ودور النساء في الإعلام وفي نقل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي لجمهور القراء خاصة اليهود منهم.
لقد أصر ياسر ان يتحدث بعد انتهاء الندوة، وطلب 35 ثانية ليطرح سؤالا مهمًا بعد محاضرة دامت ساعة بينما استغلها هو لإطلاق درر النصائح للنساء أمامه باستعلاء وذكورية، لخصت أمام الحضور المشمئز عقلية هذا النوع من الرجال العرب الذي يعطي نفسه مكان المسؤول الناصح، ولي الأمر، المتخصص بشؤون المجتمع العربي.
ياسر: انت يا عاميرا اذا سئمت من قضايا الضفة وغزة، هناك الكثير من العمل العديد من الرجال والنساء ينتظرونك في النقب، تعالي اهلا وسهلا بك عندنا.
اما انت يا سماح عندي "نصيحة بناءه" ، لك مستقبلًا، عندما تحضرين لإعطاء محاضرات للنساء في النقب،. انا اعتقد ان توجهك كما تعرضيه انك تريدين تغيير العالم بواسطة إحضار مواضيع مرفوضة والتي لا ادخلها لبيتي، هذا يضر بتمكين النساء العربيات.
جوابي كان بعد محاضرة طالت أكثر من ساعة " آخر ما أرغب به في نهاية هذه الندوة هو ان يجلس هنأ رجل عربي يقول لي كيف اتصرف ما افعل او لا افعل، ماذا اكتب وما لا اكتب.ولكن شكرا على النصيحة التي لن اعمل بها".
نعم كان جوابي لهذا الرجل العربي تحديدًا الذي يجلس أمامي ناصحاً وليس لكل الرجال، وليس لكل العرب، ونعم عندي كل الحق بقبول او صد النصائح من رجل لا يقبل ان تدخل افكاري بيته على حد قوله.
ياسر العقبي لم ينطق بأي كلمة كما ادعى في مقاله أنه تحدث في "مداخلته" عما سماه "الطريقة للحوار مع المجتمع العربي المحافظ بغالبيته العظمى، وكيف يجب الاهتمام بهذا الأسلوب وكيفية عرض القضايا الشائكة التي تناولتها في حديثها". بل راح يرحب بالصحفية اليهودية اليسارية التي "تعبت" من قضايا غزة والضفة ويفتح لها أبواب النقب كأن النقب ملكه وساحة بيته الخاص.
وليقول لسماح سلايمة، النسوية الفلسطينية ان افكارها مرفوضة وهي تضر بتمكين المرأة العربية، وقد قرر انه في موقع يسمح له بإعطاء تعليمات العمل مع النساء العربيات لنسويه قضت 25 عاما من حياتها المهنية مع النساء العربيات وتحديدا النقبلويات.
مع العلم ان افكار عميرة هاس بعيدة جدا عن ذكورية المتحدث، فقد لاقت الترحاب الدافئ منه، حتى هي قالت لي بعد الندوة ان جوابي كان قاطعاً وشافيًا له
لا يختلف هذا الصحفي عن الكثير من الرجال حيث يصنع لنفسه مكانة ويكسب اسهم المحافظين من المجتمع العربي من اقتباسات من محاضرة ناشطة نسوية؟
اتباع نفس الأسلوب في نقل مقاطع محرفة، وأخذ أكثر المواضيع الحارقة مجتمعيًا ونصها بطريقة تتوافق مع رواية الرجل العربي المحافظ "والحساس" خاصة أمام زملائه من اليهود.
مرفق هنا تسجيل كامل تقريبًا للندوة التي لم يتكرم الصحفي بمشاركتها في مقاله، وكانت الجمعيات المبادرة للندوه طلبت منه وضع الأمور في سياقها وهذا اقل حد من النزاهة المطلوبة.
الندوه كاملة من هنا
نعم لقد قلت بكل وضوح وبدون تردد، ان الكتابة في مواضيع تخص الدين و جنسانية البشرهي مواضيع حساسة وبحاجة للتفكير.
لقد أعطيت نموذج لمقال لم يعجب عائلتي الخاصة وتعرضت للانتقاد من اعز الناس بعد كتابته عن المهندسة المعمارية العراقيه العالمية زها حديد وتشبيه تصميماتها بجسد امرأه وقد ذكرت أوجه الشبه في صحف عالمية ومهنيه في مجال الفن المعماري.
شرحت تحديدا اني تعلمت ان احذر بالكتابة لان هذا الموضوع قد يكون خطيرًا ويحب التعامل معه بتعقل وترو رغم ان الصحافة بالعالم كتبت بحرية عن الموضوع .
من المؤسف حقا ان الإدراك الصحفي لدى هذا الرجل لم تتحرك أبعد من كلمة "الجنس"، ولم تصل لتفهم تحليلي الوافي لحضور قضية الجنسانية وحقوق المثليين في هذه الانتخابات بقوة وهي في الحقيقة تغطية لميول الحركة الإسلامية اليمنية. وخسارة طبعا انه لم يطلب التوضيح او الرد مني شخصياً كما تنص أساسيات واخلاقيات مهنة الصحافة وكنت ساشرح له بكل سرور موقفي.
تحدثت عن الاعلام المستقل الذي يأتي من الحقل كحراك ونشاط وليس "تقرير" لنقل الصورة بموضوعية بل كتابه لها موقف من الاحتلال ، من المؤسسة الحكومية ودورها في نضالنا ضد العنف ، ضد قتل النساء . تحدثت عن ضحايا قانون المواطنة والنساء في ام الحيران وغزة والفتيات الفلسطينيات اللواتي يحاولن الهروب من واقع العنف للاستشهاد في أمام حواجز الجيش.
تحدثت عن الكتاب والمحللين اليهود الذين ينقلون صورة المجتمع العربي من منظور صهيوني بينما لا تنقصنا القدرات والمهارات والاشخاص من قلب المجتمع الفلسطيني لتأتي بصوتنا.
ولكن لكي يدغدغ الصحفي ضمائر المسلمين المحافظين نلوح براية الدين طبعاً، فاختار تصوير تهجم على مكانة المحاكم الشرعية، وفي الحقيقة تحدثت انا عن صراعنا امام المحاكم الاسرائيلية من اجل تعيين قاضية شرعية عربية مطلب دامً69 عاما في اسرائيل بينما تحركت السلطة والأردن وتركيا قبلنا في هذا المجال من جهة وعن تحديات القوانين الشرعية الموروثة عن الحكم العثماني وتحافظ عليها اسرائيل وتمنع تطورها وملائمتها للعصر بمساندة الحركة الاسلامية المطالبه بالمحافظة على الوضع الراهن. نعم هذا رأيي ولا أخجل به.
كل الأمثلة التي ذكرها المقال غير وافية ومحرفة لتستفز القراء ومشاعرهم ضد الخطاب النسوي المتصاعد أمام الخطاب الذكوري المحتمي والمتخفي خلف خطاب " المجتمع المحافظ" و"المواضيع الحساسة" والدين.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com