عرسان عبد الغني:
انا عليك لمحزونون تبكي العين ويحزن القلب، وهل يفسد الشيء الا عن صلاح ويمسي المرء الا عن صباح، ولا نقول ما يسخط الرب وها نحن نحتسبك عند الله حديقة مكارم صوحت
هذا الامر ليس بكم بدأ ولا اليكم انتهى، انه لأمر حق ووعد صدق وان آخرنا سيلحق بأولنا وكل غمرة الى انجلاء، لكنه اجل قد بلغ أناه ولا حول ولا قوة الا بالله ان لله وان اليه لراجعون
خطب ضعضع الانفاس، فاخرجت نار القلب ماء الجفن مدرارا، فالموت يعتام الكرام ويصطفي، ومن ذا الذي عليه من الايام خفير، فراق أوقد في الحشا نارا فاشعل الزفير أوارها، فلا يتطلب المقام إفاضه والرد حسبلة تسري وحوقلة بعدما لم يدع اليقين الى الشك معترضا، فما رأيت إلا وكفي تنمق في الصحيفة اسطرا.
إنا عليك لمحزونون تبكي العين ويحزن القلب، وهل يفسد الشيء الا عن صلاح ويمسي المرء الا عن صباح، ولا نقول ما يسخط الرب وها نحن نحتسبك عند الله حديقة مكارم صوحت، وصحيفة محاسن درست، وغصنآ ذوئ، وشهاب خبا. كذا فليجل الخطب وليفدح الامر ، فليس لعين لم يفض دمعها عذر، فالسيرة الحسنة تبقى بقاء الوشم وتلوح كما يلوح النجم.
صالح اسم وافق مسماه ولفض طابق معناه فلا يذم بلد تأويه ولا يشتكي زمان انت فيه، رايتك ملء الجوانح هيبة، ملء النواضر هيئة، ما كنت في رأي العيون لتصغرا، معدودا من اولئ النباهة، اجتمع فيك من اباء النفس وعزتها وسداد السيرة واستقامتها، ونقاء السريرة وطهارتها، تأزرت بالمجد وارتديت العفاف جلبابا، قد كنت احوزيا ابا ايمن نسيج وحدك، لؤلؤة في السطة من قلادتها، فلم تعرف الايام قيمتك فردك الله كرما منه الى الصدف، رقمتك أقلام أشعة الشمس بذهب ألاصيل على صفحة الايام وعجمتك كف الثريا بنقط النجوم الزواهر كيف لا وانت شجرة زكا غرسها ونما، وتسامت بها الارض اصلها ثابت وفرعها في السماء.
فعونك موقوف على اللهيف، وغوثك مبذول على الضعيف، حسبنا من عقوبتك ما ابتلينا به من عدم مشاهدتك ثم ايقنت اني حيث انتهي الى القول منسوب الى العجز،مقصر عن الغاية، فانصرفت عن الثناء عنك الى الدعاء اليك. انعم الله عليك برحمة لا تحصى بتعداد، حتى يعجز عن شكرها اللسان، رحمة باقية تشرق شمسها اذا الشمس كورت، وتعبق نفحات نشرها اذا الصحف نشرت داعين الله لكم في الليل اذا يغشى ومن الذكر الجميل لكم في النهار اذا تجلى، سقى الله عهدك، واسكن الرحمة ثراك ولحدك، وقدس مثواك وجعل الجنة مأواك.
وكل مصيبة اخطأتك شوى، اما وقد حال القدر دون الوطر فلا عتب على الدهر فيما اقترف فقد احسن الخلف، عظم الله اجركم، وشرح صدركم ،واجزل صبركم وجعل الله لكم من وراءه حالا يجمع شملكم ويلم شعثكم ولا يفرق ملاءكم، طوبى لمن ذكر المعاد وعمل ليوم الحساب وقنع بالعفاف فخير زاد التقوى،
ان تحزنوا فقد استحق ذلك منكم الرحم، وان تصبروا فإن في الله خلفا من كل هالك،وفي انبياء الله وسالف اوليائه افضل العبرة واحسن الأسوة، فإلتمسوا ما وعد الله من ثوابه بالتسليم الى قضائه والإنتهاء الى أمره، فإن ما فات غير مستدرك، وان لم تطب النفس عنه وان عظمت اللوعة به ولا معنى لحزن لما يقع فيه الاشتراك، ولا وجه لأسف على ما لا يصح فيه الإستدراك، ان هذا الامر ليس بكم بدأ ولا اليكم انتهى، انه لأمر حق ووعد صدق وان آخرنا سيلحق بأولنا وكل غمرة الى انجلاء، لكنه اجل قد بلغ أناه ولا حول ولا قوة الا بالله ان لله وان اليه لراجعون.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net