الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 15 / نوفمبر 05:01

عميل لبناني يصف حياته بعد انتقاله للعيش في اسرائيل: ننام ونستيقظ على البؤس والشقاء

كتب:علي سعيد ابو
نُشر: 16/10/10 20:56,  حُتلن: 07:13

(ف.ن):

انا سلكت الطريق التي سكلها اهلي سابقاً

عندما قضت قاضية في محكمة الصلح في كريات شمونه بأن علي إخلاء الشقة، قلت إنني لا أستطيع فعل ذلك، الأفضل أن يأتوا لإبعادي بالقوة لأنه لا يوجد لي مال حتى لأدفع للنقل

نشرت صحيفة معاريف العبرية، قصة عميل لبناني لإسرائيل، ينتمي لجيش الجنوب، او ما تعرف بأسم ميليشيات لحد العميلة، وكيف اختار ان يخون أرض وطنه، ثم كيف بات مصيره الذي اصبح اقرب للحيوانات، بعدما انتقل للعيش في مدن يهودية شمال البلاد.
"رغم كل ما اعطيتها، تبصق اسرائيل ببساطة في وجهي"، هذه ليست جملة في القصة فحسب، بل انها ملخص ملخص حكاية عميل من الميليشيات اللحدية العميلة السابقة في جنوب لبنان، هرب من هناك عام 2000 بعد التحرير، وانتقل للعيش في مدينة كريات شمونة التي لا تبعد كثيراً عن الحدود اللبنانية، ولكن في ظروف بائسة جداً – بحسب ما اوردته وسائل الاعلام العربية نقلاً عن صحيفة معاريف.



زوجته مريضة بالسرطان
وتابعت وسائل الاعلام في سرد تفاصيل قصة العميل اللبناني البالغ من العمر خمسة وخمسون عاماً، واصفة الطريق التي قطعها كما ذكر، من بيته الفخم الذي اضطر لمغادرته في قرية قليعة في جنوب لبنان، مروراً برحلة عمالته لإسرائيل – على حد تعبير الصحيفة، ثم هروبه من لبنان في ايار عام 2000، وبعد أسبوع من الآن سيخرجه هؤلاء الذين خدمهم بالقوة من الشقة التي يستأجرها في كريات شمونة، مع زوجته مريضة السرطان، وبالرغم من مرور أكثر من عشر سنوات على مغادرته الى لبنان، الا ان وزارة الداخلية الاسرائيلية لم تمنحه المخصص الذي يستحقه حتى الآن.
وتقول الصحيفة ان قصة هذا العميل (ف.ن) بدأت قبل ان يولد، عندما بدأت عائلته في سنوات الاربعينات، بالتعاون مع القيادة الصهيونية، فقال (ف.ن):"كان أبني وعمي عضوان في الهاغانا الاسرائيلية، وساعدا على تهريب يهود من لبنان وسوريا، وكان لوالدي علاقة وطيدة مع مناحيم بيجين، الذي كان قد زار بيتنا في القليعة خلال اجتياح لبنان عام 1982، وانا بطبيعة الحال سلكت الطريق التي سكلها اهلي سابقاً".
وكان هذا العميل قد انضم الى جيش لبنان الجنوبي، مع انشائه عام 1976، وكان حينها في الواحدة والعشرين من عمره، وخدم حتى عام 1989 في عدة مناصب رفيعة في ذلك الجيش، منها انه كان رئيس جهاز الامن في منطقة مرج عيون، وفي 1989، تركها للعمل مباشرة في الوحدة 504 للإستخبارات الاسرائيلية.
خيبة أمل وغضب
وعرض هذا العميل على الصحيفة الصور التي وثقت زيارات ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي لبيت عائلته، ومنهم مائير دغان رئيس الموساد الاسرائيلي اليوم، بحسب ما نشرته شبكة دي برس السورية للأنباء.
ويقول العميل للصحيفة: حتى عام 2006 لم تعترف بي وزارة الدفاع الاسرائيلية على انني من رجال جيش لبنان الجنوبي، ولم تعتطن قرشاً واحداً، كرامتي ديست، وشعرت بأنهم استعملوني ببساطة، ورموني، وتذكروني فجأة عندما اصبحوا محتاجين الي فقط".
وتابع:"بعد ست سنوات من الهروب من لبنان وافقت هذه الوزارة، وقررت الاعتراف بأني احد جنود جيش لبنان، ولكن الاعتراف منح لخدمة سنة واحدة فقط، لا بل وحتى 2008 لم احصل على مخصصاتي.
يقول بحسرة "ليست عندي كلمات لوصف خيبة الأمل والغضب اللذين أشعر به نحو هذه الدولة .. لم أستطع البقاء في لبنان، ولم تُمكّني "إسرائيل" أيضاً من البقاء هناك لأنني كنت متعاوناً، وخافت الاستخبارات أن يستخرج العدو مني معلومات عرفتها عن الجيش الإسرائيلي".
وعبر عن دهشته كيف تخلت عنه اسرائيل بعد ان عرّض حياته وحياة عائلته للخطر، وبكلمات تلخص ما حدث له قال:" رغم كل ما أعطيت، تبصق إسرائيل ببساطة في وجهي".
ويضيف "عندما قضت قاضية في محكمة الصلح في كريات شمونه بأن علي إخلاء الشقة، قلت إنني لا أستطيع فعل ذلك، الأفضل أن يأتوا لإبعادي بالقوة لأنه لا يوجد لي مال حتى لأدفع للنقل.. قبل عشر سنين رمونا من لبنان مثل الكلاب، وبعد أسبوع سأُرمى في الشارع مثلهم".

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.74
USD
3.94
EUR
4.74
GBP
327113.06
BTC
0.52
CNY
.