في كثير من المواقف والمشاكل ننتظر اعتذارًا من الطرف الآخر عن الخطا الذي بدر منه أو الضرر الذي سببه، لكن قد يأتي الاعتذار مزيّفًا احيانًا ولرفع العتب كما يقال!
فكيف لنا معرفة الاعتذار المزيف من الحقيقي؟ وهل من طرق للرد عليه؟ اليكم وسائل وعبارات تكتشفون من خلالها الإعتذار المزيّف من الحقيقي!
صورة توضيحية
طرق الاعتذار
الاعتذار الذي يحتوي على كلمة "لكن" ("أنا آسف ، لكن ...") هذا بحد ذاته تبرير لعدم المصداقية. كما أن عبارة ("أنا آسف إذا ...") تشير إلى أن الأذى الذي تعرضت له ربما لم يحدث، هو ايضاً دليل على عدم المصداقية. أما الصياغة الغامضة ("لما حدث") دليل على عدم تحمل المسؤولية الشخصية. وهذه بعض الأمثلة عن الكثير من الكلمات والتفسيرات والمبررات التي تبين زيف الاعتذار.
لكن يجب الأخذ بالحسبان أنه لا يمكن لأحد أن يعرف على وجه اليقين ما يوجد في قلب شخص آخر. ولكن إذا كنتِ المتلقي، فعليك بطريقة ما معرفة ما إذا كنت ستقبلين اعتذارًا أم لا، وهو أمر يصعب القيام به، إذا كنت تشعرين بعدم الارتياح وعدم الثقة ولا يمكنك معرفة ما إذا كان حقيقيًا أم لا.
الاعتذار المزيف
ما قلناه سابقاً يعتبر دليل على زيف الاعتذار، لكنه قد يعتبر أيضاً دليل غير مؤكد على صحة كلام المعتذر، لذا يمكن أن يكون الاعتذار غير صادق اطلاقاً إذا جاء على الشكل التالي:
الشخص الخاطئ يقول الكلمات الصحيحة للاعتذار، لكنها شكلية (اي تفتقر إلى أي شعور حقيقي بالأذى الذي تسبب فيه).
ببساطة يريد الشخص أن تختفي المشكلة التي سببها بدون الاهتمام بمداوة جرحك الذي تسبب به.
يريد تجنب العواقب السلبية لأفعاله المؤذية بدلاً من الرغبة في تحمل المسؤولية عنها.
باختصار، هو لا يعترف بمسؤوليته عن الخطأ الذي تسبب به، لكنه في الوقت نفسه لا يود أن تحملي أي حقد أو ضغينة تجاهه.
يعتقد تماماً أنه قام بعمل خاطئ لكنه مشغول بذنبه ويريد فقط التخفيف عن نفسه (بدلاً من شفاء الأذى لكِ أو إصلاح العلاقة).
كل هذه الأساليب محكوم عليها بالفشل ما لم يبادر الشخص إلى تحسينها بشكل كبير، فلن تلتئم ولن يتم إصلاح العلاقة.
هنا يمكنك دائمًا رفض أو قبول أي اعتذار غير ملائم. ولكن، إذا كنت تهتمين بالشخص وترغبين في التمسك بالعلاقة، فربما تريدين أن تتأكدي من صدق هذا الشخص. فماذا لو كانت محاولة الاعتذار هذه غير جيدة ولكنها نابعة من حسن النية؟ فكري بالأمر.
كيف يكون الإعتذار الحقيقي؟
نادرًا ما يكون قول "أنا آسف" هو الجزء الأول من الاعتذار الجيد. قبل قول أي شيء، يجب على الشخص الآخر أن يفهم جرحك. كما أن فعل الأسف يجب أن يرافقه حسن الاستماع لما تعرضتِ له من اذى وخيبة أمل.
فقول كلمة "أنا آسف" قد لا تعبر عن نوايا المعتذر الحسنة أو السيئة، لذا حاولي التعبير عما يدور بداخلك، لمجاولة فهم حقيقة ما جرى، هنا أنتِ في الطريق الصحيح لاصلاح العلاقة.
الخطوة التي تليها والأهم هي قيام الشخص بتعويضك عن الخطأ أو الأذى الذي تسبب به لكِ، في العلاقات، يمكن أن تأخذ هذه التعويضات شكل فرصة لتصحيح الخطأ الذي قام به الشخص في المرة الأولى. غالبًا ما يتم الوصول إلى الإحساس بما يجب القيام به من خلال التعاون معك. يتطلب تصحيح الأمر أن يضع الشخص أقواله أو نواياه موضع التنفيذ.
الخطوة الأخيرة هي لكي يكون الشخص المعتذر جديرًا بالثقة، يجب عليه تغيير طرقه أو الظروف التي أدت إلى المشكلة الأولية. فالنوايا الحسنة أو الاعترافات سهلة لكنها نادرًا ما تكون غير كافية. سوف يستغرق الأمر وقتًا لمعرفة ما إذا كان قد حدث تغيير حقيقي، لكن الخطة المقنعة تساعدك على البقاء متحمسة لمعرفة صدق نوايا الشخص المقابل.
إذاً، إذا ترافق الاعتذار بهذه الخطوات، فسيقنعك الشخص بصدقه. إنها الطريقة الوحيدة للتأكد، لذا اعطيه الفرصة لتتأكدي بنفسك.