وصل الى "كل العرب" البيان التالي:"يُفتتح يوم الجمعة القريب، 26 آذار/ مارس الجاري، المعرض الفردي الجديد للفنانة عُلا زيتون، "جسر"، وذلك في صالة عرض المركز في مركز بيلي للفنون في القدس الشرقيّة (شارع الأخطل 1)، السّاعة السابعة مساءً.
وتأتي أعمال هذا المعرض نتاجًا لعمليّة جراحيّة مُركّبة خضعت لها الفنانة في الوجه، وتأثير ذلك عليها من الناحية الجسمانيّة والنفسانيّة. تطرح زيتون في هذا المعرض مفهوم "الترميم" كركيزةً أساسيّة لفهم هذه الأعمال في سياق التدخّل الجراحيّ الذي خضعت له، وتقول: "كانت محاولات لترميم الفم كي يعود إلى الحالة الأصليّة التي ينبغي له أن يكون عليها؛ أسنان مستقيمة مع فراغ 2 ملم بين الفكّيْن العُلويّ والسُّفليّ، ليستقيم التنفس في مجراه ويمضغ الطعام كما ينبغي. بعد العمليّة فقدت الشّعور في جزء من فمي، وخضعتُ لألم مُزمن، لكنّ تعابير وجهي تناسقت وأصبحت ابتسامتي أعرضَ". وعلى المستوى النفسانيّ تقول زيتون: "الفم هو القناه الأولى التي تربطنا مع مصدر الحياة.. ما أن نُولد حتى نصير جياعًا للرضاعة من صدر الأمّ. أنا كغيري من الأولاد الذين وُلدوا كبِكر ذويهم. كنتُ حقل تجارب. لا يفهمان لغتي وينسجان من بكائي كلماتٍ اعتباطيّة لا تمُتّ لألمي بِصِلةٍ. لذلك لم تُشبَع رغباتي الفمّيّة".
وفي نصّه المنشور في كُتيّب المعرض، كتب الكاتب علاء حليحل، قيّم المعرض: "عمليّة إصلاح الفم التي أنتجتْ هذا المعرض هي بالضرورة عمليّة مجازيّة لإصلاح صراع الفنّانة مع أمّها، وإغلاق الفجوة بين الاثنتيْن. لقد سعت زيتون إلى هذه المصالحة بكلّ قوّة وخرجت من العمليّة بوجهٍ جديد. سعت إلى مدّ "جسر" بينها وبين أمّها، ليس جسر الأسنان الذي تضعه فعليًّا، بل هو جسر مجازيّ يمرّ عبر محاولة تصحيح التجربة الفمّيّة- الفرويديانيّة. لكن هل أدّى ذلك إلى إغلاق الفجوة القائمة بينها وبين أمّها، أم أنّ "الولادة المُجدَّدة" أفضت بالذات إلى توسيع هذه الفجوة"؟
وتتنوّع تقنيّات الأعمال المعروضة، إذ أنّ زيتون تنتقل فيها من توثيق عفويّ غير مُخطّط بالرّصاص على دفتر إسكتشات، نحو أعمال لونيّة تحمل "العقل التدبيريّ" عبر اختمار فكرة الرّسم من أجل العرض. وبهذا يتألّف المعرض من أربع مجموعات من الأعمال: سلسلة من أعمال الرسم التخطيطيّ بالرّصاص (Drawings) أثناء تعافيها في المستشفى والبيت؛ السلسلة الثانية هي سلسلة الأسنان وهي بالألوان؛ سلسلة "الإكس راي" (الأشعّة) التي تتعمّق في مبنى الأسنان الداخلي في اللثة والحنك؛ والسلسلة الرّابعة وهي أعمال لونيّة كبيرة على خشب وقماش، تُصوّر الفنانة في وضعيّات أكبر من الزوم-إنّ الجراحيّ: جالسة في سرير المستشفى أو غرفة العمليّات بكامل هشاشتها وتحوّلها إلى "إنسانة جديدة".
وكتب حليحل حول التعامل الجماليّ والفنيّ لزيتون مع تجربتها: "من المفترض بالجمال أن يبعث فينا الرّاحة والطمأنينة والمُتعة، على نقيض البشاعة التي تبعث فينا القلق والخوف. وبالذات لهذا السبب يأتي هذا المعرض بقيمة مُتميّزة على مستوى تحفيز الرائي(ة) على مواجهة القلق والخوف، والتأمّل في مبنى الأسنان وانتفاخات الوجه كمسار جسديّ- لحميّ يُذكّرنا بأمريْن أساسيّيْن: الأوّل سهولة الانتقال من "الجميل" إلى "البشع"، من المرغوب الوديع والأليف إلى المنبوذ والمُنفّر؛ والثاني قدرة الاستثنائيّ المُقلِق على حضّنا ودفعنا للتساؤل والقلق والتردّد. وكلّ عمل فنيّ يثير فينا هذه المشاعر الأخيرة هو عمل مُتميّز وجدير بالتأمّل".
ويأتي هذا المعرض بدعم من صالة عرض المركز و"مفعال هبايس"، الى هنا نصّ البيان.