د. خليل ريناوي:
البرنامج يحافظ على طفولة الطالب حتّى يعيشها بشكل سليم لأنّ المشروع لا يعمل على ملء الطالب بالمعلومات
يتعلم ضمن مشروع كيدز أكاديمي 1000 طالب عربي متفوّق ومميّز في 60 مدرسة عربيّة، من الطيبة وحتّى ترشيحا
الصف الرابع هو الصف المحوري على الإطلاق لكونه ليس صفًا لفك الحروف كالصفوف الأولى والثانية أو صفًا للبالغين كالمرحلة الثانويّة
يشرفنا أننا تلقينا عرضًا من إحدى الكليّات الأكاديميّة في الوسط اليهودي بخصوص تبني البرنامج وترجمته الى اللغة العبريّة للطلاب اليهود
هواجس كثيرة، مختلفة ومتنوّعة، تواجه الطالب العربي عشيّة انخراطه في المؤسسات الأكاديميّة في البلاد، للحصول على اللقب الأوّل، علمًا أن "شبح" البسيخومتري ليس العقبة الوحيدة التي تحول دون قبول الطالب العربي الى الكليّات والمعاهد العليا والجامعات الإسرائيليّة، لأنّه وما أن يتمّ قبوله، حتّى تبدأ المشاكل التي لم يحسب لها أيّ حساب. ومن هذا المنطلق، وبنيّة بناء طالب عربي مستعد لخوض غمار التجربة الجامعيّة بنجاح، أسست جمعيّة تفوّق غير الربحيّة، مشروعًا بالغ الأهميّة يهدف الى تهيئة الطالب العربي منذ طفولته للانخراط بالمؤسسات الأكاديميّة الاسرائيليّة.
د. خليل ريناوي رئيس جمعيّة تفوّق، محاضر كبير وأخصائي في وسائل الاعلام الحديثة
وعن فكرة المشروع وطريقة ولادته المتيسرة، قال رئيس جمعيّة تفوّق، الباحث الكبير في جامعة تل أبيب د. خليل ريناوي لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "اجتمعنا كمجموعة من الباحثين العرب، والمحاضرين في الجامعات الاسرائيليّة للحديث عن وضع الطلاب العرب، وتساءلنا لماذا لم يتغيّر الوضع طيلة هذه الفترة، وعليه، سرعان ما شكّلنا لجنة تفكير، التي لخّصلت أربع مشاكل يعاني منها الطالب العربي والمتمثلة بالاغتراب من المؤسسة الأكاديميّة، من حيث اللغة، الثقافة، المكان الجغرافي، وما الى ذلك، والتفكير العلمي المتمثّل بوجود مشكلة حقيقيّة في التفكير والصياغة العلميّة الجامعيّة، ناهيك عن "بعبع" اللغة الإنجليزيّة، وأخيرًا الشخصيّة المهزوزة، والتردد والخوف في التعبير عن الذات".
وعن طريقة إيجاد حلول ملائمة لهذه المشكلات، أكّد الباحث الدكتور خليل ريناوي، الأخصائي في وسائل الاعلام الحديثة بأنّه "تمّ بناء إطارٍ شموليّ، وظيفته الإجابة على هذه المشكلات الأربع، وبالتالي، بناء برنامجٍ تعليميّ، يهدف الى تعليم الطلاب في المدرسة، مواضيع جامعيّة لاجتياز هذه العقبات، وكشف الاهتمامات التي من الممكن أن يتعلّمها الطالب وكيفيّة ذلك مستقبلًا".
صورة خلال المشروع
وأشار د. ريناوي، ابن مدينة حيفا، عروس البحر، بأنّ "جمعيّة تفوّق تبنّت البرنامج التعليمي في سينغافورة، إذ تبيّن بأنّ الصف الرابع هو الصف المحوري على الإطلاق، لكونه ليس صفًا لفك الحروف كالصفوف الأولى والثانية، أو صفًا للبالغين كالمرحلة الثانويّة".
ويضيف د. ريناوي ردًا على سؤال لموقع العرب وصحيفة كل العرب بالقول: "بنينا برنامجًا للصفوف الرابعة والخامسة والسادسة، في 60 مدرسة عربيّة، من الطيبة وحتّى ترشيحا. يتعلّم ضمن المشروع الذي أطلقنا عليه اسم "كيدز أكاديمي" 1000 طالب عربي متفوّق ومميّز. هنالك 12 مساقًا جامعيًا للطلاب، يتكوّن كل مساق من 24 لقاء، منها 16 لقاء في المدرسة و 12 لقاء في الجامعات المختلفة، ما يعني أنّ الطالب العربي يدخل الى الجامعة في سنّ مبكّر، وبدلًا من اللهو وإضاعة الوقت، يدخل الى المكتبة ويطالع فيها، ويعاين بعض التجارب عن قرب".
وعن الـ16 لقاء الذي يعقد في المدرسة، يقول د. ريناوي بأنّ "الطالب يتعلّم 4 مساقات في الصف الرابع وهي: الإنجليزيّة الوديّة، لكسر حاجز الخوف من اللغة الانجليزيّة، التفكير الرياضي، تعزيز الشخصيّة والعلماء العرب. و4 مساقات في الصف الخامس وهي: الطب، الحقوق، البنوك وتعزيز شخصية قياديّة. وأمّا في الصف السادس فيدرس الطالب: نانو تكنولوجيا، علم النفس، الاعلام الحديث والتعبير عن الذات".
ونوّه الدكتور خليل ريناوي في حديثه لموقع العرب وصحيفة كل العرب بالقول: "إنّ البرنامج يحافظ على طفولة الطالب حتّى يعيشها بشكل سليم، لأنّ المشروع لا يعمل على ملء الطالب بالمعلومات، بل بطريقة سلسلة وممتعة، إذ يتم إكسابه المعرفة والمعلومات بشكل تدريجي ودون أن يشعر الطالب نفسه بذلك، بكلمات أخرى، فإنّ طريقة التعليم شيّقة، يستمتع فيها الطالب ويكسر الحواجز من خلال دفيئة أكاديميّة".
ويذكر أنّ مشروع كيدز أكاديمي حديث الولادة، بدأ عمله في الميدان منذ نحو أربعة شهور، بينما يلاقي أصداءً غير متوقّعة إطلاقًا، بعد لمس تجاوب منقطع النظير من قبل الطلاب أنفسهم، الأهالي وحتّى المدارس والقائمين عليها.
د. ريناوي: سنبني النخبة العربيّة المستقبليّة
وشدّد رئيس جمعيّة تفوّق على أنّ "ما يزيد الفخر هو أنّ الحديث يدور عن إنتاج عربيّ نقي (نيتّو)" وقال: "يشرفنا أننا تلقينا عرضًا من إحدى الكليّات الأكاديميّة في الوسط اليهودي بخصوص تبني البرنامج وترجمته الى اللغة العبريّة للطلاب اليهود، وهذا ما يحصل للمرّة الأولى في إسرائيل. كما ولا نخجل بأننا سنعمل على تأسيس وبناء النخبة العربيّة المستقبليّة والتي تبدأ من المراحل الابتدائيّة".
وعن ميزانيّة وتمويل المشروع الضخم الذي يطمح للوصول الى كل المدارس العربيّة في اسرائيل، وتشارك فيه 40 مرشدة مرافقة للطلاب، أكّد د. ريناوي بأنّ "ذوي الطلاب يتكلّفون بالنفقات، علمًا أنّ الحديث يدور عن مبلغ زهيدٍ، بالإضافة الى أنّ بعض المدارس والمجالس المحليّة تشارك في التكاليف وتقدّم المنح للطلاب، وعلى سبيل المثال لا الحصر، منحتنا بلديّة الناصرة مشكورةً، مركز ابن سينا للعلوم لتعليم الطلاب فيه".
يشار الى أنّه وبعد مشروع كيدز أكاديمي، سيتمّ تحضير برنامج للطلاب في المرحلتين الاعداديّة والثانويّة، التي ستكمل هذا المشروع، والتي تشمل رفع مستوى المادّة، لتقريب الطالب أكثر الى المستوى الأكاديمي، مع الإشارة الى أنّ الجامعات ستعترف للطالب الذي تعلّم بعض الدورات في الصف العاشر، ببعض النقاط عند تعلمه في الجامعة.