الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

رنا جربان المحامية الأولى في جسر الزرقاء: رسالتي لنساء بلدي لا تخفن من التغريد خارج السرب

تقرير: رغدة بسيوني-
نُشر: 13/08/18 08:59,  حُتلن: 11:57


خلال الافتتاح

المحامية رنا جربان:

أطمح لجمع أكبر عدد من المحاميين والمحاميات في بلدي جسر الزرقاء من أجل العمل فيها ومن أجلها، ومن أجل دعم أهلها بكل الطاقات الشبابية فينا

أريد أن أضع يدي بأيدي نساء بلدي جسر الزرقاء وأشدّ على أياديهن جميعا لإكمال دراستهن الأكاديمية فهذا الأمر مهم وضروري جدا، وسأدعمهن بقدر استطاعتي

 الإرادة هي أساس كل حلم محقق، الاختيارات الصائبة والتي تؤخذ في وقتها تسهّل كل صعب وتمكن كل شخص من تخطّى أي عقبة امامه لأنه يريد ذلك

افتتحت المحامية الشابة رنا جربان (28 عامًا) من بلدة جسر الزرقاء، وهي المحامية الاولى في تاريخ هذا البلد التي تفتتح مكتب المحاماة الخاص بها في بلدها، حيث حضر في الافتتاح الذي تمّ يوم السبت 11.08.2018 كل من دعمها في مسيرتها التعليمية وبعد تخرّجها، من أهل وأصدقاء ونساء ورجال من داخل جسر الزرقاء وخارجها.


خلال الافتتاح

وفي حديث خاص للمحامية رنا جربان مع موقع العرب حول افتتاح مكتبها قالت: "افتتاح مكتب محاماة لم يكن بالأمر السهل ،بالذات وأني جديدة في المجال إذ تخرّجت منذ عامين فقط، كان يجب عليّ أن أستجمع قواي كلّها من أجل تحقيق حلمي في افتتاح مكتب خاص بي، وسعيت جاهدة كي أحوّل هذا الحلم الى حقيقة ملموسة على أرض الواقع، بداية الطريق كانت صعبة ولكن بدأت أفكر بأني أريد أن أصبح محامية من أجلي ومن أجل نساء بلدي لأنّي استشعرت النقص الموجود في بلدي من هذا الجانب بالذات وأنّ نقص مكاتب المحاماة في البلد يجعل الكثير من النساء يلجأن إلى بلدات مجاورة ،وقد يكون الامر عليهن في بعض الحالات محرجا إذا تعاملن مع محام رجل، وبالإضافة إلى ذلك بعد دراستي للقانون بدأت بالعمل في العيادة القانونية في جامعة تل أبيب والتي من خلالها انكشفت على إطار النساء في بلدي والحاجة الملحّة لأن يكون لديهنّ عنوان في جسر الزرقاء يستمع إلى شكاويهنّ ، فعملي كان ضمن إطار إلقاء محاضرات لنساء جسر الزرقاء اللاتي شعرن بأني اشكل مرجعا لهن، وبدأت أسمع بعبارات التشجيع والدعم منهنّ ومن الكثير من شباب بلدي ومن هنا كنت الانطلاقة الحقيقية لي". وتابعت رنا جربان: "وبدأ التفكير الجدي في افتتاح المكتب الخاص بي، بعد أن أجمع الغالبية على الحاجة للمزيد من المحامين في جسر الزرقاء، بعدها بدأت البحث عن مكان، ثمّ التسمية وما هي الخدمات ومن هو جمهور الهدف الأساسي الذي سيعمل المكتب من أجله وبالتأكيد هي الفئة الداعمة الاولى وهن نساء بلدي" كما قالت.



إلى أين ستصل رنا جربان؟
وقالت رنا: "على المستوى الشخصي افتتاح المكتب كان إنطلاقة المحامية رنا جربان التي تفكّر بالوصول إلى أماكان بعيدة جدًّا بطموحاتي، وسيكون هدفي الاول هو إعلاء اسم مكتب المحاماة في بلدي جسر الزرقاء وذلك من أجل أبناء بلدي، لا هدف لدي بأن أفتتح مكتب في تل أبيب مثلا أو أوسّع عملي خارج بلدتي لأنّي سأركّز على بلدي واسم بلدي ،لذلك اخترت الاسم لمكتبي "المحامية رنا جربان - جسر الزرقاء". أما على المستوى الاجتماعي فطموحي أكبر بكثير، فأنا أطمح لجمع أكبر عدد من المحاميين والمحاميات في بلدي جسر الزرقاء من أجل العمل فيها ومن أجلها، ومن أجل دعم أهلها بكل الطاقات الشبابية فينا".

وتابعت جربان قائلة: "أنا أهدف لتقديم كامل الدعم لأهل بلدي ولكن بالأساس للنساء، فألقيت محاضرة قبل نحو أسبوع وكنت أرى الأمل بعيونهن ، حيث قلن لي : "وجدنا العنوان الأنسب الذي لطالما بحثنا عنه، أنت فخر لنا"، مجرّد هذه الكلمات وهذا الدعم وهذه الثقة من نساء بلدي تحمّلني مسؤولية كبيرة وتعطيني دعما واسعا كي أعمل بجد من أجلهن ومن أجلي كمحامية، وسأعمل من اجل النساء المضطهدات واللاتي بحاجة إلى دعم وتوجيه. بدأ العمل في المكتب قبل 3 أسابيع من الافتتاح الرسمي، ومنذ ذلك الوقت وألمس ثقة الناس التي أتت إلى مكتبي ووضعت ملفاتها بين يدي وأمنتني على قضاياها، حاجة النساء بأن تتواجد في بلدتهن محامية امرأة تسمعهن وتشاركهن القضايا التي يمرّرنّ بها بالإضافة إلى وجود إطار قانوني يلغي فكرة المواصلات إلى خارج البلد للاستشارات والقضايا في ظل الضائقة في المواصلات، هذا الامر جديد على جسر الزرقاء ولكنّه ليس بعد اليوم ، فسأعمل لاحقا ايجاد إطار لمحاميات جسر الزرقاء في ظل وجود عدد من الطالبات يدرسن في كلية الحقوق، إحداهنّ شقيقتي التي شجّعتها على تعلّم الموضوع".



دعم التعليم الأكاديمي لنساء جسر الزرقاء
وحول هذا الموضوع أكّدت المحامية رنا: "أريد أن أضع يدي بأيدي نساء بلدي جسر الزرقاء وأشدّ على أياديهن جميعا لإكمال دراستهن الأكاديمية فهذا الأمر مهم وضروري جدا، وسأدعمهن بقدر استطاعتي، فأذكر نفسي انه عندما تقدّمت لتعلم المحاماة كان هناك شبه رفض من المجتمع لتعلّمي هذا الموضوع، إذ سمعت الكثير من الآراء التي نصحتني بتعلّم مهنة التدريس، ومع احترامي لهذه المهنة إلا أنني لم أر نفسي بها، وقررت ان أغرّد بعيدا عن السرب وأن أدرس الموضوع الذي أحبّه وأستطيع من خلاله دعم مجتمعي بأي وسيلة او طريقة، لذلك عندما تتوجه الكثير من طالبات صفوف الثانوية إلي وتسألنني حول الموضوع وما الذي تستطيع أن تقدّمه "شابة" في هذا المجال، أنا أقول دائما بأنّ مجالات التعليم واسعة جدًّا وموضوع المحاماة والقانون في البلد محدود ومقتصر على الرجال، ولكنّنا بحاجة ماسة للمزيد من النساء في هذا المجال وفي مجالات أخرى، فعلينا التفكير خارج إطار الهيئة التدريسية والالتفات لمواضيع مهمة أخرى إلى جانب التعليم، حلمي الذي سأسعى لتحقيقه هو تشكيل رابطة محاميات في جسر الزرقاء، وأي نجاح سأحصده لن أسميه نجاح رنا جربان بل هو نجاح نساء بلدي لأنّني أطمح إلى الوصول وإياهنّ إلى أماكن بعيدة ناجحة ولها مكانتها، وآمل أن أكون على قدر كاف من الثقة لنحقق سوية أحلامنا وأهدافنا" كما قالت.

وأنهت المحامية رنا جربان حديثها قائلة: "من تجربتي الشخصية أقول أنّ الإرادة هي أساس كل حلم محقق، الاختيارات الصائبة والتي تؤخذ في وقتها تسهّل كل صعب وتمكن كل شخص من تخطّى أي عقبة امامه لأنه يريد ذلك، أتوجه بشكل شخصي لكل نساء بلدي وأحثّهن على إكمال دراستهن الأكاديمية ليمثّلوا جسر الزرقاء أفضل تمثيل وبالذات في المجالات التي تخاف المرأة في البداية أن تغامر في تعلّمها مثل المحاماة، نحن نستحق أن نكون في مناصب مهمة لأنّ لدينا طاقات وقدرات رهيبة علينا استغلالها" كما قالت.


مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
3.96
EUR
4.76
GBP
337083.50
BTC
0.52
CNY
.