سمّاعات/ بقلم: أسيل منصور

أسيل منصور
نُشر: 01/01 08:48,  حُتلن: 08:51

كيف يمكن أن أصف مرور الوقت وتلك الريح تعود أدراجها إلى حيث جلست وحيدا تنظر إليّ أو تتأمل صورتي بودّ..

تلك الخدعة الرنانة المسماة بالدقائق والساعات ..كم مرّ مذ رأيتك ..مذ ودعتك بعينين غارقتين بشجاعة ملفقة..وعقارب الساعة ما زالت تعمل رغم أن اللحظة تجمدت في ذاكرتي وعبرت كل الفجوات لتصبح نورا في آخر الممر أتمسك به حتى أراك ثانية أو لا أفعل..

جاءت تلك الصغيرة الصديقة المربوطة بي بحبل من وثاق ليس بمتين ..تحمل إليّ سمّاعات هاتف جوال وتقول أن أحدهم نسيها في المقهى حيث جلست ..تحسستها وشممت رائحتها لأجد رائحتك عالقة بها ..

ويعود الزمن إلى حيث جلستَ بعدما تأكدتَ من أنها اختارت هذا المقهى وتركتَ السمّاعات لتيقنك من أنها ستأتي بها إليّ لأني الوحيدة من معارفها التي تحمل مثل هذا النوع من الجوالات وكيف لا وأنت الخبير بمثل هذه الخصوصيات تدرس كل شيء يتعلق بي دراسة عميقة كمثل نظرة مقلتيك الغائرة التي لطالما كانت آخاذة تسحبني إلى الجحيم ببطء..

احتفظت بالسماعات وأضفتها لملف الذكريات حيث جمّعت كل ما لك عندي من ممتلكات مثل ذاكرة شفتيك تضحكان ببراءة من دون إقرار بأن ضحكتك هي الترياق لتعاستي..

والريح نفس الريح التي ترافقك هي أيضا معي تحدثني أنك مت زلت باقيا على العهد رغم كذبات أطلقناها ..رغم كل الخدع التي انطوت عليها كلماتنا الأخيرة التي تبرأنا منها فيما بعد ..فيما بعد ماذا؟وماذا يعني الوقت لي من دونك إلا من عمر يضيع بتكرار نفس الأغاني عبر السمّاعات تصغي لاسمك يدوّنه عقلي مرة بعد مرة بعد مرة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com  

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة